الشهيد/ محمد أبو خضير وعلم فلسطين
تاريخ النشر : 2014-07-08 23:57

أن الجريمة النكراء التي نفذتها عصابات قطعان المستوطنين والمتمثلة باختطاف الفتى/ محمد أبو خضير ستة عشر عاماً من حي شعفاط بالمقدس المحتلة ومن أمام المسجد هذه الجريمة تكشف عن الوجه القبيح لهذا الكيان العنصر الإرهابي المتعطش دائماً للقتل والدم.

هذه الجريمة التي نفذت بحق هذا الفتى الأعزل وحرقه بعد أن تم سكب مادة البنزين على جسده الطاهر إنما تُعد من جرائم الحرب التي لابد وأن يحاسبوا هؤلاء القطعان من المستوطنين عليها، هؤلاء الذين يقومون بنشر الدمار والخراب والموت والإرهاب في جميع قرانا الفلسطينية في الضفة الغربية من اقتحامات لمنازلنا وتدمير ممتلكاتنا وحرق سياراتنا وتدنيس مساجدنا، لابد من أن الجريمة هذه لن تمر دون حساب وعقاب، أن بشاعة هذه الجريمة وانعدام أي إنسانية لدى هؤلاء القطعان لهى سياسة مبرمجة وبتعليمات من قادة هؤلاء المستوطنين وذلك لزرع الرعب في نفوس هؤلاء الفتية والشباب الفلسطيني.

بالأمس شاهدنا جنازة تشييع الشهيد الفتى/ محمد أبو خضير، هذه الجنازة التي خرج بها الآلاف من سكان مدينتنا المقدسة كانت ترفع علم واحد، وهو علم فلسطين المكون من أربعة ألوان، لم نشاهد أي علم لأي تنظيم أو حزب، هذا المنظر أثلج صدري وصد آخرين كثر من أبناء هذا الشعب المناضل المقاوم، حيث كان الكل الفلسطيني مشاركاً في هذا التشييع حيث لم تظهر أية راية في هذه الجنازة التي كنا وباستمرار نطالب أن يكون علم فلسطين فوق جميع رايات التنظيمات لا راية صفراء ولا راية خضراء ولا راية حمراء ترفع.

لقد مرت فترات كان كل تنظيم أو حزب يرفع رايته المعتمدة لديه في كافة المناسبات والمظاهرات والاحتفالات حتى في تشييع الشهداء الأكرم منا جميعاً، في حين يتم رفع العلم الفلسطيني على استحياء وبأعداد قليلة وسط غابتين من الأعلام الصفراء والخضراء والحمراء.

آن الأوان لكافة التنظيمات الفلسطينية أن تكون جنازة الشهيد الفتى/ محمد أبو خضير قدوة لها في احتفالاتها ومناسباتها ومسيراتها ومهرجاناتها القادمة، وأن يبقى علم فلسطين مرفرفاً خفاقاً عالياً في السماء في كل الأوقات والمناسبات.

هذا العلم الذي استشهد من أجله وبظله الآلاف وجرح أمثالهم في كل بقعة تواجد بها شعبنا الفلسطيني وعشرات الآلاف الذين دخلوا السجون والمعتقلات الصهيونية حيث كان الكل مستظل بهذا العلم.

هذا هو الشهيد الذي وحدنا ولابد أن نكون على مستوى الحدث وأن يبقى علم فلسطين مرفوعاً عالياً.

وكما قال الشاعر (صفي الدين الحلي)

بيض صنائعنا

سود وقائعنا

خضر مرابعنا

حمر مواضينا