إدارة الصراع حسب الأجندات الفلسطينية و ليست الصهيونية
تاريخ النشر : 2014-07-08 20:48

الإحتلال الصهيوني لفلسطين أسوء إحتلال وجد على هذه الأرض ، لأن هذا الإحتلال يملك إمكانيات عقلية يخشاها العالم أجمعه ، فلهذا العدو ظهير أقوى من قوي ، عبارة عن أخطبوط يمتد في مطابخ صناعة القرار في الدول المؤثرة عالمياً مثل أمريكا و فرنسا و بريطانيا و ألمانيا ، فرأس المال الصهيوني في هذه الدول سالفة الذكر مُستَثمر في أماكن حساسة على أراضيها ، في المواني البحرية و العقارات و منابر الأبحاث في شتى المجالات العلمية و المدنية و العسكرية ، حتى أصبحت هذه الدول القوية معتمدة كلياً في تسيير شؤون مواطنيها بهذا المال الصهيوني ، و تعي جيداً خطورة سحب هذا المال من أسواقها ، حيث تصبح معرضة للإفلاس ، فهنا ليس للحصر المانيا قبل الحرب العالمية الثانية كان يشكل رأس المال الصهيوني ٣٠٪ من الإقتصاد الألماني ، فبعد خسارة هتلر تلك الحرب تضاعف رأس هذا المال الصهيوني حتى قارب ال٦٠٪ في السوق الألمانية ، ليصبح إداة ضغط لإسكات هذه الدولة و دول أخرة عن قول و فعل الحق عندما يتعرض الشعب الفلسطيني لجرائم الحرب الصهيونية ، لأن المال هو الذي يتحكم في علاقات الدول و ليست المبادئ و الأخلاق و حقوق الإنسان ، فلذلك يجب علينا كفلسطين قراءة هذا العدو قراءة جيدة و مستفيضة و مدى تأثيره على المحيط العالمي ، حتى نستطيع أن نضع أجندات فلسطينية تصمد أمام هذا الأخطبوط ، لأن صراعنا معه هو صراع وجود ، و أيضاً صراع النفس الطويل مع عض الأصابع ، لذلك يجب أن تُخضع مقاومتنا السياسية و العسكرية لإنتزاع حقوقنا حسب التوقيت و الأجندات الفلسطينية و ليست حسب الردات الصهيونية ، فالجولة الأخيرة من هذا الصراع مع الاحتلال الصهيوني بعد البدء في إتمام المصالحة الفلسطينية العرجاء هي حسب الأجندات الصهيونية بإمتياز ، لأنه هو من إختار هذا التوقيت في التصعيد ضد الكل الفلسطيني ، لجرنا لعملية عسكرية غير متكافئة لكسر إرادتنا ، و لإفشال وحدة هذا الشعب الواحد و إخضاعه للمفعول به ، ليتفلت هذا العدو من إستحقاقات المصالحة في المحافل الدولية ، حيث صدع رؤوس العالم بعدم وجود من يمثل الفلسطينين بسبب الانقسام ، حتى لا ينتزع الشعب الفلسطيني جزء من حقه في الحياة على ٢٠٪ من أرض فلسطين ، فهذا العدو لا يحتاج إلى مبررات لضرب الشعب الفلسطيني في أي وقت يختاره ، و لكن عدم الحكمة عندما نتفاعل نحن مع هذا العدو و نرد عليه ليست بالمثل ، بل إعطائه صحك على بياض ليبطش بنا و يذبح منا عشرات و عشرات من أبناءنا مقابل كم جريح أو قتيل منه ، لتكون الفاتورة باهضة جداً ، و يُلتبس علينا بعد حمام الدم عند إحصاء خسائرنا البشرية و المادية مفهوم الإنتصار و الهزيمة معاً ، فلهذا كان علينا كشعب فلسطيني أن نستوعب هذا التحرش الصهيوني و الإفلات منه بأقل خسائر و أن لا نذهب إلى المربع الذي يريده هذا العدو ، حتى لا نخضع إلى الفعل الصهيوني و ردات الفعل الفلسطيني ، لأن صراعنا مع هذا الإحتلال صراع جولات ، و يجب علينا كفلسطينين إختيار الزمان و المكان لجولات و صولات هذا الصراع ، لأن زوال هذا الكيان حتمية زمنية.

الصيدلي: ياسر الشرافي/ المانيا