اعتقادان ونهاية واحدة
تاريخ النشر : 2019-08-13 11:49

القناعات الراسخة تنعكس على السلوك وتظهر من خلال التصرفات، فكل الفلسطينيين يعتقدون جازمين أن المشروع الصهيوني إلى زوال ونهايته حتمية، اعتقاد في الوسع والضيق لا يتغير ويتبدل يتحدث عن ذلك الروائي والشاعر والكاتب والمحلل ، في الشتات وعلى ضفاف البولچا والأمازون والمسيسيبي أو تحت الحصار في فلسطين، وفي اماكن اللجوء وتحت الضرب والتنكيل في أقبية التحقيق وخلف الأسلاك والجدران الإسمنتية في الأسر المعزول  .
هذا اليقين ،يقين العودة والتحرير وتصفية المشروع الصهيوني وبناء الدولة الفلسطينية ممزوج في نفس الفلسطينيين مع كل صباح ومساء مخلوط بزيتهم وزعترهم، مع ان الواقع على الأرض صعب لا يشي بذلك، والمراقبون من بعيد يستسلمون يذعنون للمشهود، والعدو غدار ماكر يريهم من الجو كلما زاروا فلسطين من الطائرة حجم التغييرات وقوة التعقيدات على الأرض .

هذا المؤلل المدجج المستحكم المسلح من أعلى الرأس حتى أخمص القدم يؤمن بحتمية الزوال ، لكنه يتصرف وكأنه باقٍ للأبد.
يشترط الاعتراف به من كل مار ومحتك يسعى لتكريس هذا الوجود ثقافة يبحث عنها هداة البال المفقودة في ضوء حالة الانزعاج الشديد على الوجود وسلامة البيت الثالث الذي ينتابه ولا يتوقف ، يمثل له كابوس لا يغادر ،يجتمع كل فترة ويناقش كيف سيمنع السقوط والانهيار من الداخل بمنع تفاقم الخلافات ومن الخارج بالحفاظ على التفوق ومنع بروز قوة تملك أدوات تجعل الخوف المرتقب حقيقة .
يصر على صنع الوجود من خلال التطبيع، يبحث عن التأقلم والحصول على القبول من خلال السلام الموهوم ، لكن لا يتوقف عن التسليح ،مستَنفَر في حالة نفير مستمر، دائماً يقبض على الزناد ومستمسك بحبل من الناس .
يتحرك من أجل البقاء المشكوك فيه والمزعزَع، ونحن نتحرك للتحرير المنتظر ،وما بين الاعتقادين جزم ورسوخ في القناعات واختلاف في السلوك والتصرفات، لكن إن طال الزمان أم قصر ستؤول الأمور إلى أقدارها، وسيرى كل منتظر ما ينتظر .