حمزة بن لادن.. أهمل قطر وخسر نصيحة الأب
تاريخ النشر : 2019-08-03 10:54

مع مقتل أسامة بن لادن عام 2011، بدأ تبخر "القاعدة". لم يعد التنظيم في عهد خليفته أيمن الظواهري ذاك الشيء الخطير كما كان. تفكك وذاب في تنظيمات أخرى، وفشلت محاولات إعادة الإحياء، وآخرها سعي دول وجماعات لصناعة قائد جديد، هو حمزة بن لادن، وتبخر هو الآخر بعملية شاركت فيها واشنطن، إن صحت الأنباء.

لم يكن نجل بن لادن مهيئاً لخلافة والده أسامة، كان من الصغار وقتها، والبعيدين عن أنظاره في ضيافة إيران، وقد أراد له زمناً آخر لمواصلة مسيرة التنظيم. وقبل حمزة، أخ يكبره هو سعد، وكان مقدراً أن يخلف والده مستقبلاً، لكنه تبخر ضمن الترتيبات الطويلة لإبرام صفقة الاتفاق النووي، وقدمته إيران إلى الرئيس باراك أوباما عربون صداقة في بداية عهده عام 2009، إذ فسحت لنجل بن لادن ليهرب من مقر الإقامة الجبرية، فالتقطته طائرة "درون" أميركية في باكستان.

من يقف وراء "القاعدة"، ومن يدعمها من الجماعات والأفراد، يعرفون جيداً مدى ارتباط التنظيم باسم "بن لادن"، وأن جاذبية المتعاطفين تختفي مع اختفائه، وثبت لهم ذلك طوال 8 سنوات من خلافة أيمن الظواهري على التنظيم، ولذا كان الحرص القديم أن يخلف أسامة أحد أبنائه، فكانت وصيته قبل فترة قصيرة من مقتله ألا ينخرط ابنه حمزة في أعمال "القاعدة"، ويتفرغ للعمل البحثي في بلد يأمن له ويثق فيه، وهو قطر، وفق رسالة موثقة بخط يده الرديء. هذه الوصية تفصح عن طبيعة مراكز بحثية في الدوحة، ومخرجاتها من عناصر متطرفة، انتقلت إلى مهام مختلفة مستقبلاً، وحافظت على وظيفتها الأساسية بتوطيد نفوذ قطر، ولن يكون المسؤول الأمني الكبير في الصومال السيد فهد ياسين أخر المفضوحين.

في أعوامه الأخيرة، وهو معزول إلى حد كبير، كان أسامة بن لادن يرسم مسار تنظيمه لعشر سنوات مقبلة، ويهيئ أحد نجليه، حمزة وخالد، وكان الأول الأقرب للخلافة، والثاني أبقاه إلى جواره، فقتل معه في 2011.

نصيحة الاستقرار في قطر ثمينة في نظر صاحبها، ولم تصدر إلا من خبرة وتجارب، واختبارات ثقة متبادلة، وعلى فترات طويلة. أراد أسامة أن يضمن مستقبلاً لحمزة في قيادة التنظيم، لكن الابن لم يأخذ برأي الأب، وانساق سريعاً إلى الدعاية واستعجل الوراثة، وربما لو التزم بالنصيحة لأمضى أعوامه في الدوحة بسرية تامة، مثل كثيرين سبقوه، وانتقلوا إلى مهام إرهابية لاحقاً.

يبقى أنه قبل ظهور دليل واحد، أو إعلان من التنظيم، يصعب الجزم بمقتل حمزة بن لادن، فقبله أيمن الظواهري نجا من ضربات جوية عدة، وكان الظن كل مرة أن واحدة منها أصابته.

عن الحياة اللندنية