سيناريو الحرب البرية على غزة
تاريخ النشر : 2014-07-07 19:01

قتلى بالآلاف وجنود أسرى جدد

ليست نزهة ما سيقدم عليه رئيس الوزراء الإسرائيلي –نتنياهو- وحكومته الاستيطانية إذا ما شنت حرباً بريةً على غزة. هذه الحرب إذا اشتعلت نيرانها ستطال كل شيء، فهي حرب مختلفة عن كل حروب إسرائيل التي خاضتها في السابق. فغزة من حيث الجغرافيا والبشر تختلف عن كل الأماكن، ونحن على أبواب الحرب نحاول أن نرسم سيناريو متواضعاً لما قد يحدث عسكريا وسياسيا في غزة والضفة والقدس والداخل الفلسطيني وفي الشتات والمنطقة والعالم.

غزة ستقاتل فوق الأرض وتحت الأرض

منذ انسحاب إسرائيل من غزة عام 2005 أو ما تعرف بخطة فك الارتباط أحادي الجانب\" هو الاسم الذي اختارته الحكومة الإسرائيلية برئاسة أرئيل شارون في حينه، وغزة تعمل على قدم وساق من اجل تحصين وتطوير نموذجها المقاتل. منذ ذلك الحين وهي تستعد لمواجهة كبرى ميدانية من بيت لبيت ومن حارة لحارة ومن شارع لشارع، لدرجة أن غزة تحولت إلى كتلة اسمنتية صلبة محشوة بالحديد والنار، وباطن أرضها ملتهب، ومكتظ بالأنفاق والمقاتلين والمؤمنين بقدرتهم على النصر وتحقيق المعجزة.

ما تم إعداده بغزة من القوى والفصائل المقاتلة، سيجعل جيش الاحتلال يغرق في بحر من الوحل، وسيجعل تقدمهم من بيت إلى بيت مجبولا بالدم وعلى جثث الأبرياء من أطفال وشيوخ ونساء. نموذج غزة سيكون استنساخا لتجربة \"بنت جبيل\" ولكن هذه المرة بشكل مكثف ويحمل خصوصية غزة كنموذج وبشر وجغرافيا وموقع وتركيبة اجتماعية واقتصادية.

مجزرة الأرقام، قتلى وأسرى وجرحى

يدخل قادة جيش الاحتلال غزة مدركين ومتأكدين بأنها ليست لقمة سائغة ولا فسحة ولا نزوة مقاتل، فغزة كابوسهم الليلي. ولن يكون بمقدور جيش الاحتلال إلا استخدام أسلوب الأرض المحروقة من خلال الطيران والمدفعية تمهيداً للاجتياح البري، مما يعني سفكاً لدماء الأبرياء، وربما التقدير الأقرب للواقع بان إسرائيل بعملياتها الجوية والبرية سوف تقتل على الأقل 10,000 فلسطيني خلال شهر تقريبا، وغالبيتهم العظمى ستكون من الأطفال والنساء والشيوخ وذوي الإعاقة وبالتأكيد العزل من الشباب والرجال، وهذا الرقم يعني أن عدد الذين سيسقطون يوميا سيتجاوز 300 شهيد.

ومن جهة أخرى فان التقديرات تشير كذلك إلى أن إسرائيل ستخسر عدداً ضخماً من جنودها في حرب الشوارع، والحديث عن 500 او 1500 من القتلى في صفوف جيش الاحتلال ربما لا يكون صيغة مبالغة، فالغطاء الجوي سيكون شبه مشلول وستكون المعركة وجها لوجه، بين صاحب الأرض والمؤمن بالنصر وفي المقابل الجندي المحتل الغازي المجرور عنوة للمعركة.

إضافة لذلك فمن المؤكد أن القوى المقاتلة على الأرض قد وضعت أمام أعينها أهدافا أخرى لا تقل أهمية عن المواجهه والصمود وتتمثل في الاستعداد من اجل أسر أكبر قدر ممكن من الجنود في الميدان، هذه العملية إذا ما تمت فإنها ستقلب المعايير الميدانية للحرب الشرسة رأسا على عقب، وستضع بيد القوى المقاتلة كرتاً رابحاً جديداً يمكنها من إملاء شروطها في أي محاولة لوقف إطلاق النار.

محكمة الجنايات الدولية

أمام الحرب ومشاهد الموت والقتل لن يكون أمام القيادة السياسية من خيار آخر إلا التوجه لمحكمة الجنايات الدولية لمحاكمة \"إسرائيل\" على جرائمها، وهذا الأمر سيشكل نقلة نوعية كبرى في طبيعة وشكل الصراع السياسي، ومرحلة سياسية جديدة بامتياز. وهذا التوجه سيعني بلا شك أن تبدأ مرحلة مطاردة عكسية لكل قادة جيش الاحتلال بوصفهم مجرمي حرب، وهنا فان الفعل الميداني على الأرض سيتكامل مع فعل سياسي ولأول مرة في تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية سيحدث تزاوج حقيقي بين القوة والبندقية والسياسة.

أخيرا الانتفاضة العارمة

نحن نعيش هذه الأيام مقدمات انتفاضة فجرها قتل وحرق الشهيد الطفل محمد أبو خضير، هذه الانتفاضة تحمل صفة الشمولية والديمومة والتواصل والإبداع والفعل، وتدريجيا بدأت تمتد لتصل إلى كل أماكن تواجد شعبنا في فلسطين التاريخية وهذه الانتفاضة ستمتد لتشمل الخارج كذلك وستتحول هذه الانتفاضة لوسيلة حقيقية لتوحيد كل أطياف الشعب الفلسطيني وأجنحته في القدس وغزة والضفة والداخل والخارج والشتات القريب والبعيد، وهي فرصة حقيقية لإعادة بناء منظمة التحرير على أسس نضالية حقيقية وتمثيل شعبي حقيقي، وبث روح الثورة من جديد في برنامج منظمة التحرير الفلسطينية