القلم الفلسطيني يتجلى بين أزقة القدس
تاريخ النشر : 2013-10-30 18:14

الطابع البيئي هو الاكثر قرباً في حياة بني البشر ، فمن واقع حياتهم تجلت مخيلتهم ، فسكنت الصحراء في مخيلة الشعراء العرب ، وهام المبدعون بثقافة الاتصال بين الشعوب ، وتجلت الاقلام على ظهر البسيطة لتصنع تاريخاً ، وسكنت البيئة المقدسية في حلم شعبها الفلسطيني وكتابها. بل سكنت قدس الاقداس ايضاً في قلوب الطامعين بها ، وكتب عنها الغزاة وتكسرت اقلامهم على اسوارها ، داس في قلبها الاستيطان ، وكتب عنها المستوطنون ليغيروا معالمها ويطمسوا هويتها ، فتصدى لهم ابناء جلدتها بأقلامهم الفلسطينية ليكسروا اقلامهم بين ازقتها ، وكيف لا وهي بيئتهم المقدسية التي يستوحون منها الهامهم . فالقدس بوصلتنا جميعاً من يكتب ومن لا يكتب .

تمتليء البسيطة بما رحبت بالإعلام المرئي والمقروء من كل حدب وصوب ، وتعج الشبكة العنكبوتية بمحطات متعددة ، البعض ينقل قارئه الى واحات المعرفة والعلم ، والبعض الآخر ينقل مشاهده الى ظلمات الجهل والوهم . كُثر من تُعرف بالصحف الصفراء التي لا تمت للواقع باي صلة ، وكُثر من تعرف بمواقع الطابور الخامس . ما بين هذه وتلك ، وما بين الجهل والمعرفة ، وما بين العلو والانحطاط ، وما بين الظلمة والنور ، من بين كل هذه المتناقضات تخرج الاقلام الفلسطينية المتخصصة التي سمت وتسمو عاليةً خفاقة لتضيء سماء فلسطين والقدس والعالم بالمعرفة اللامحدودة والسياسة المتنوعة والكلمة الحرة والاخبار الهادفة والاتجاهات المفتوحة .

ناضل شعبنا الفلسطيني من اجل حريته وحرية مدينة التاربخ "القدس" بكل اشكال التصدي والتحدي ، بجميع صوره ومسمياته ، انه الشعب الذي لا يقهر مهما بلغت قوة براثن العدوان . فشارك القلم الفلسطيني مدافعاً عن ثرى وطنه ، مدافعاً عن زهرة المدائن، فأتخذ لنفسه موقعاً وتخندق بين تلال فلسطين وخلف اشجار زيتونها وعلى ضفاف ساحلها وعلى اسوار قدسها وبين مآذن مساجدها وفي حرم جامعاتها ، فكتب القلم الفلسطيني وخطط ورسم وابدع ، تخندق القلم الفلسطيني مع الاخ الزعيم القائد الشهيد ياسر عرفات وسكن في طائرته بل بين اصابعه ، فكانت خطبته الشهيرة في الامم المتحدة " لا تسقطوا الغصن الاخضر من يدي " .

فحياة الشعوب بحياة اقلامها ، تنوعت اقلامنا الفلسطينية فكانت وما زالت شاملة وشمولية ، فكانت وما زالت اكثر دهاءً وحكمة ممن قيدها بقيد من حديد ، حتى وصل السجان الى مرحلة الافلاس ، فسقط من سقط شهيداً من اقلامنا الفلسطينية الحرة الجريئة ، فكان ناجي العلي شهيد القلم الفلسطيني . ولكنها لم تفقد بوصلتها بعد استشهاد الكثير من كتابنا واقلامنا الفلسطينية الحرة ، ولم تفقد بوصلتها بعد استشهاد زعيم القلم في حياتنا المعاصرة الرئيس ياسر عرفات ، بل وزاد الكتاب وزادت الاقلام ضراوة ، وحولها القلم الفلسطيني الى ساحة مفتوحة ، فأصبح من في الارض جميعاً يقرأ للكاتب الفلسطيني عرباً وعجماً حسام الوحيدي

[email protected]