عودة إيهود باراك إلى الساحة السياسية تحدٍ وإرباكٍ جديد لنتنياهو ..
تاريخ النشر : 2019-07-22 17:17

يواجه الكيان الصهيوني أزمة سياسية عميقة ، على ضوء فشل رئيس الوزراء الحالي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، في تشكيل حكومة إئتلافية برئاسته عقب فوزه بالانتخابات التي جرت في إبريل / نيسان 2019 ، وحل الكنيست لنفسه لأول مرة في تاريخ الكيان الصهيوني ، ومن المقرر أن تجرى الانتخابات العامة المقبلة في الكيان الصهيوني يوم  17/9/2019 ، وقد وجد إيهود باراك رئيس الوزراء الصهيوني الأسبق ، البالغ من العمر 77 عاماً، هذه الفرصة سانحة للإعلان عن عودته إلى حلبة العمل السياسي في الكيان الصهيوني  ، وقد تسبب قرار باراك بالعودة إلى ساحة العمل السياسي ، في إرباك المشهد السياسي الصهيوني ، واحتدام الصراع والمنافسة والحرب الإعلامية بينه وبين نتنياهو ..

وكان باراك زعيماً لحزب العمل ( يسار)، وشغل منصب رئيس الوزراء في الكيان الصهيوني ، في الفترة من عام 1999 إلى عام 2001، وشغل كذلك عددًا من المناصب العليا في حكومة العدو ، من بينها رئاسة أركان الجيش الصهيوني ، ثم وزير الحرب ، ثم وزير الخارجية، واعتزل الحياة السياسية منذ عام 2013 بعد أن شغل نتنياهو منصب وزير الحرب ، واعتزل باراك العمل السياسي لمدة 16 عاماً ، وأعلنَ عن عودته إلى العمل السياسي مرة أخرى، وتأسيس حزب سياسي جديد ، ومنافسة بنيامين نتنياهو، وقال باراك في مؤتمر صحفي مساء يوم الأربعاء26/6/2019 : ( هذا ليس وقت الخوف ، هذا ليس وقت السلبية ، هذا ليس وقت الجلوس على السياج ، ونظام نتنياهو يجب أن يسقط).

ورداً على ذلك، قال حزب الليكود بزعامة نتنياهو في بيانٍ أصدره : ( لا نتدخل في الكيفية التي يُقسِّم بها اليسار أصواته بين إيهود باراك ، أو يائير لابيد ، أو بيني جانتز (.

ونقلَ موقع ( والا ) العبري يوم السبت 6/7/2019 على لسان باراك قوله ، أنَّ : ( حزبه الجديد سيحمل إسم "إسرائيل، ويضم الحزب نائب رئيس الأركان السابق يائير جولان، والبروفيسور يفعات بيتون وحفيدة إسحاق رابين نوعا روتمان) ، وأضاف باراك : ( إسرائيل في لحظة قبل التفكيك التام للديمقراطي ، وإسرائيل متواجدة في لحظة قبل التفكيك الكامل للديمقراطية الإسرائيلية ، هذا تهديد استراتيجي لا يقل أهمية عن التهديد الإيراني ) ، وأكد بارك أنَّ : ( تأسيس الحزب جاء "لاستعادة الأمل والشجاعة لإسرائيل، وللتوحيد وإعادتها إلى خطها، نحن إسرائيل الديمقراطية)..

وقد تسبب إعلان باراك بعودته للحلبة السياسية وتأسيسه حزب سياسي جديد، في غضب وتخوفات نتانياهو ، وأثار أيضاً عاصفة من الانتقادات ضد باراك، كان أبرزها ما قاله إيلي كوهين، وزير الصناعة والاقتصاد الصهيوني : ( باراك هو أسوأ وأفشل رئيس حكومة إسرائيلي، ويحاول أن يُعلِّم الجميع كيف تحكم البلد، ولكنَّه في نهاية هذه السنة سيلفظ نفسه الأخير).

وأكدَّ إيهود باراك، خلال مقابلة إذاعية ، أجرتها معه إذاعة ( ريشت بيت)، التابعة لهيئة البث الصهيونية الرسمية ، يوم الأحد7/7/2019 ، أنَّه : ( لن يكون شريكاً لرئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، في أية حكومة مقبلة).

 وأطلق باراك على حزبه الجيد  إسم ( إسرائيل ديمقراطية) ، وكشف للإذاعة الصهيونية ، أنَّه : ( يسعى إلى تشكيل ائتلاف عريض يضم أحزاب الوسط واليسار، من أجل إنهاء حكم نتنياهو) ، وأوضح أنَّه : ( سبق وأكد أنَّه لن يجلس في حكومة مع نتنياهو تحت أي ظرفٍ، وبأي شكلٍ من الأشكال، وفي أية مرحلة، وأنَّ هذا الأمر واضح جداً بالنسبة له( ، ورداً على سؤالٍ للإذاعة عن : ( فرصته في تشكيل كتلة لمواجهة اليمين الإسرائيلي ؟ ) ، قال باراك، إنَّ : (الناخبين لا تهمهم طبيعة التحالفات ومن يكون رقم 1 في القائمة الانتخابية، بل يهمهم ما الذي سيحدث لهم) ، وأكدَّ أنَّه : ( سيعمل على إزاحة نتنياهو عن الحكم عبر تشكيل كتلةٍ كبيرة ، تعمل بطاقةٍ كبيرةٍ ضده فيما يخص الخطوات التي قام بها ضد الديمقراطية الإسرائيلية، والتي شملت استهداف نتنياهو السلطة القضائية، ومنظمات المجتمع المدني الإسرائيلية، ومنظمات حقوق الإنسان، وإسكات وسائل الإعلام) ، وكشف باراك، أنَّه : ( سيتحالف مع مَنْ يقبل بأربعة مبادئ هي: الأمن قبل أي اعتبارٍ آخر، وسلامة الشعب الإسرائيلي ووحدته أهم من السيطرة على كل الضفة الغربية، ونص وثيقة الاستقلال هو الأساس الدستوري لدولة إسرائيل، وإنجازاتها تعود بالنفع لمواطنيها الذي يستحقون أن يستمتعوا بثمارها) ،  وأوضح أنَّ : ( الخلل الذي حصل في الانتخابات السابقة كان عدم وجود كتلة كبيرة تكون يسارية في الأساس، على أن تشمل باقي الأحزاب غير اليمينية ).

وأطلقَ الحزب الجديد حملته الانتخابية ، يوم الأحد7/7/2019 ، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وعبر تعليق لافتات مطبوعة في الكيان الصهيوني ، وانضم إلى باراك ، كلاً من يائير جولان ويائير بينك من حزب العمل، وكذلك حفيدة رئيس الوزراء السابق زعيم حزب العمل إسحاق رابين ، وتبادل بنيامين نتنياهو، وإيهود باراك الاتهامات والتصريحات اللاذعة على موقع التواصل الاجتماعي ( تويتر ) ، عقب فضيحة توقيف ملياردير أمريكي بتهمة تسخير القاصرات في الدعارة ، ونشر نتنياهو عشية يوم الأحد7/7/2019على (تويتر) تقريراً صحفياً يتحدث عن : ( توقيف الملياردير الأمريكي جيفري إبشتاين وطبيعة العلاقات التي تربطه بباراك) ، وأرفق التقرير بتعليقٍ له قال فيه : ( وما زالت وسائل الإعلام صامتة ) ، وردَّ باراك على تغريدة نتنياهو ساخراً ، بالقول  : ( من المؤلم أن يكتشف المرء ، أنَّ أحد معارفه متورط في نشاطات إجرامية .. أولاً نتنياهو، والآن إبشتاين، آمل أن تنكشف الحقيقة في كلتا القضيتين( .. ودخل يائير نجل نتنياهو، على خط المناوشات والمناكفات السياسية والإعلامية بين أبيه وباراك، وغرَّدَ مراتٍ عديدةٍ حول العلاقات التي تربط باراك بإبشتاين، وكشف أنَّ الأخير : ( أعطى إيهود باراك 2.5 مليون دولار) ...

ونشرت صحيفة ( الديلي تليغراف ) البريطانية ، يوم الخميس 27/6/2019 ، تقريراً لمراسلها في القدس المحتلة راف سانشيز ، تحدث فيه عن إعلان إيهود باراك بـ : ( العودة إلى العمل السياسي لمحاولة هزيمة بنيامين نتنياهو وإبعاده عن رئاسة الوزراء ) ، وقال سانشيز ، أنَّ : ( باراك البالغ من العمر 77 عاماً قال في تصريحاته ، إنَّه يرغب في تخليص إسرائيل من حكومة نتنياهو "الفاسدة والمتطرفة") ، وأوضح ، أنَّ : ( باراك لم يخدم في منصب رئيس الوزراء منذ عام 2001) ، ونقل الصحفي عن باراك خلال المؤتمر الذي أعلن خلاله أيضاً تدشين حزبه السياسي الجديد الذي يقوم على تحالف أحزاب الوسط واليسار الإسرائيلي ، قوله: ( يجب أن يتم التخلص من حكومة نتنياهو لا إنقاذها، أما نتنياهو نفسه فقد وصل إلى النهاية) ، وأوضح سانشيز أنَّ :( هذه الخطوة تأتي لتضيف المزيد من الفوضى إلى الساحة السياسية الإسرائيلية، حيث أنَّ نتنياهو الذي فاز بالانتخابات العامة قبل بضعة أسابيع ، لم يتمكن من تشكيل حكومة إئتلافية جديدة خلال الفترة المسموح بها دستورياً، وبالتالي لم يكن أمامه خيار إلاَّ الدعوة لانتخابات مبكرة جديدة في شهر سبتمبر/ أيلول المقبل ، وهو الأمر غير المسبوق في تاريخ البلاد )، وأضاف سانشيز ، أنَّ : (نتنياهو لمَّحَ قبل أيام إلى رغبته في إلغاء الانتخابات ، وتشكيل حكومة وحدة وطنية بالتعاون مع تحالف أزرق وأبيض المعارض ، لكن الأمر باء بالفشل ، ولم يتوصل الطرفان إلى اتفاق ، وبالتالي يستمر التحضير للانتخابات )، وأوضح أنَّ :(باراك خلال فترة توليه رئاسة الوزراء شارك في اجتماعات كامب دافيد مع الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات ، بوساطة من إدارة الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون ، فيما عُرِفَ بأنَّها كانت أكثر المفاوضات بين الجانبين على الإطلاق قُرباً من إنجاز اتفاق سلام).

ونشرت صحيفة ( الفاينانشيال تايمز) البريطانية ، يوم الأحد 7/7/2019 ، تقريراً عن نفس الموضوع لمراسلها في القدس المحتلة، إيلان بن صهيون ، قال فيه إنَّ : ( باراك تعهد بتشكيل تحالف حوبي موسع بين الوسط واليسار ، بحيث يتمكن من الإطاحة بنتنياهو في الانتخابات ( ، وأشار بن صهيون إلى تغريدةٍ على موقع التواصل الإجتماعي ( تويتر) ، كتبها المتحدث باسم البرلمان الصهيوني (الكنيسيت) المُنحَّل ، قال فيها : ( لقد زارني عشرات البرلمانيين من أعضاء الكنيسيت من مختلف الأحزاب، سعياً لإيجاد طريقة لإنهاء حل البرلمان ، وهناك بالتأكيد طريقة لإلغاء أكثر انتخابات لاحاجة لها في تاريخ البلاد)...

وفي سياق السباق الإنتخابي ، تم الإعلان عن تأسيس ( حزب جديد عربي يهودي !!) ، يحمل إسم (متساوون ومؤثرون) لخوض الانتخابات العامة المقبلة ، بقيادة رئيس (الكنيست ) الأسبق أفرهام بورغ، وعضوية يونا ياهف رئيس بلدية حيفا، والجامعية ياعلا رعنان، والبروفيسور يائير ليفشيتس من معهد (التخنيون)، وطلب الصانع (رئيس الحزب العربي الديمقراطي الأسبق )، ومحمد دراوشة، و المحاسب وائل كريم ، وجريس مطر، وشكيب شنان من (حزب العمل سابقاً) ومحمود عاصي ، وفيصل عزايزة من جامعة حيفا وآخرين. 

وأظهرت نتائج آخر استطلاع للرأي، أجرته ( القناة الثانية ) العبرية، ونشرت نتائجه مساء يوم الثلاثاء16/7/2019 ، أنَّ : ( اتحاد أحزاب اليسار، لن يؤدي إلى تغييرٍ كبير في النتائج المتوقعة للانتخابات القادمة ، وفيما لو اتحد كل من حزب العمل، مع حزب ميرتس، وحزب باراك الجديد "يسرائيل ديمقراطية" ، فسيحصلون على 15 مقعداً فقط بالكنيست)، ووفقاً للاستطلاع : ( سيحصل حزب " الليكود على 31 مقعد، بينما سيحصل حزب "كحول لفان" على 28 مقعدا، بالكنيست القادمة )، وأظهر الاستطلاع التوقعات التالية لنتائج الانتخابات القادمة : (الليكود 31 مقعداً ، كحول لفان 28 مقعداً ، اتحاد أحزاب اليمين 12 مقعداً ، القائمة العربية المشتركة 11 مقعداً ، يسرائيل بيتنا 9 مقاعد ، يهدوت هتوراة 8 مقاعد ، شاس 8 مقاعد ، العمل 6 مقاعد ، ميرتس 4 مقاعد ، يسرائيل ديمقراطية 4 مقاعد).

وفي الختام .. مازالت الساحة السياسية في الكيان الصهيوني مليئة بالمفاجآت ، ويبدو أنَّ المنافسة الإنتخابية المقبلة ستكون حامية الوطيس ، وأنَّ الصراع الداخلي يشتد ويتفاعل ويزداد ، ومن الواضح أنَّ هناك إجماعاً لدى النُخب السياسية الصهيونية ، على إقصاء نتنياهو من حلبة الحكم ، وعدم السماح له بتشكيل الحكومة المقبلة ، بل وهناك توجه لدى الكثير من المنافسين السياسيين لنتنياهو بالسعي إلى تحديد المدة القصوى لرئيس الحكومة ، بحيث لاتتجاوز دورتين إنتخابيتين ( ثمانِ سنوات )..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

البريد الإليكتروني [email protected]

عودة إيهود باراك إلى الساحة السياسية ، تحدٍ وإرباكٍ جديد لنتنياهو ..

اللواء د.محمدأبوسمره ـ مؤرخ ومفكر فلسطيني ، ورئيس مركز القدس للدراسات والإعلام والنشر .

يواجه الكيان الصهيوني أزمة سياسية عميقة ، على ضوء فشل رئيس الوزراء الحالي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، في تشكيل حكومة إئتلافية برئاسته عقب فوزه بالانتخابات التي جرت في إبريل / نيسان 2019 ، وحل الكنيست لنفسه لأول مرة في تاريخ الكيان الصهيوني ، ومن المقرر أن تجرى الانتخابات العامة المقبلة في الكيان الصهيوني يوم  17/9/2019 ، وقد وجد إيهود باراك رئيس الوزراء الصهيوني الأسبق ، البالغ من العمر 77 عاماً، هذه الفرصة سانحة للإعلان عن عودته إلى حلبة العمل السياسي في الكيان الصهيوني  ، وقد تسبب قرار باراك بالعودة إلى ساحة العمل السياسي ، في إرباك المشهد السياسي الصهيوني ، واحتدام الصراع والمنافسة والحرب الإعلامية بينه وبين نتنياهو ..

وكان باراك زعيماً لحزب العمل ( يسار)، وشغل منصب رئيس الوزراء في الكيان الصهيوني ، في الفترة من عام 1999 إلى عام 2001، وشغل كذلك عددًا من المناصب العليا في حكومة العدو ، من بينها رئاسة أركان الجيش الصهيوني ، ثم وزير الحرب ، ثم وزير الخارجية، واعتزل الحياة السياسية منذ عام 2013 بعد أن شغل نتنياهو منصب وزير الحرب ، واعتزل باراك العمل السياسي لمدة 16 عاماً ، وأعلنَ عن عودته إلى العمل السياسي مرة أخرى، وتأسيس حزب سياسي جديد ، ومنافسة بنيامين نتنياهو، وقال باراك في مؤتمر صحفي مساء يوم الأربعاء26/6/2019 : ( هذا ليس وقت الخوف ، هذا ليس وقت السلبية ، هذا ليس وقت الجلوس على السياج ، ونظام نتنياهو يجب أن يسقط).

ورداً على ذلك، قال حزب الليكود بزعامة نتنياهو في بيانٍ أصدره : ( لا نتدخل في الكيفية التي يُقسِّم بها اليسار أصواته بين إيهود باراك ، أو يائير لابيد ، أو بيني جانتز (.

ونقلَ موقع ( والا ) العبري يوم السبت 6/7/2019 على لسان باراك قوله ، أنَّ : ( حزبه الجديد سيحمل إسم "إسرائيل، ويضم الحزب نائب رئيس الأركان السابق يائير جولان، والبروفيسور يفعات بيتون وحفيدة إسحاق رابين نوعا روتمان) ، وأضاف باراك : ( إسرائيل في لحظة قبل التفكيك التام للديمقراطي ، وإسرائيل متواجدة في لحظة قبل التفكيك الكامل للديمقراطية الإسرائيلية ، هذا تهديد استراتيجي لا يقل أهمية عن التهديد الإيراني ) ، وأكد بارك أنَّ : ( تأسيس الحزب جاء "لاستعادة الأمل والشجاعة لإسرائيل، وللتوحيد وإعادتها إلى خطها، نحن إسرائيل الديمقراطية)..

وقد تسبب إعلان باراك بعودته للحلبة السياسية وتأسيسه حزب سياسي جديد، في غضب وتخوفات نتانياهو ، وأثار أيضاً عاصفة من الانتقادات ضد باراك، كان أبرزها ما قاله إيلي كوهين، وزير الصناعة والاقتصاد الصهيوني : ( باراك هو أسوأ وأفشل رئيس حكومة إسرائيلي، ويحاول أن يُعلِّم الجميع كيف تحكم البلد، ولكنَّه في نهاية هذه السنة سيلفظ نفسه الأخير).

وأكدَّ إيهود باراك، خلال مقابلة إذاعية ، أجرتها معه إذاعة ( ريشت بيت)، التابعة لهيئة البث الصهيونية الرسمية ، يوم الأحد7/7/2019 ، أنَّه : ( لن يكون شريكاً لرئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، في أية حكومة مقبلة).

 وأطلق باراك على حزبه الجيد  إسم ( إسرائيل ديمقراطية) ، وكشف للإذاعة الصهيونية ، أنَّه : ( يسعى إلى تشكيل ائتلاف عريض يضم أحزاب الوسط واليسار، من أجل إنهاء حكم نتنياهو) ، وأوضح أنَّه : ( سبق وأكد أنَّه لن يجلس في حكومة مع نتنياهو تحت أي ظرفٍ، وبأي شكلٍ من الأشكال، وفي أية مرحلة، وأنَّ هذا الأمر واضح جداً بالنسبة له( ، ورداً على سؤالٍ للإذاعة عن : ( فرصته في تشكيل كتلة لمواجهة اليمين الإسرائيلي ؟ ) ، قال باراك، إنَّ : (الناخبين لا تهمهم طبيعة التحالفات ومن يكون رقم 1 في القائمة الانتخابية، بل يهمهم ما الذي سيحدث لهم) ، وأكدَّ أنَّه : ( سيعمل على إزاحة نتنياهو عن الحكم عبر تشكيل كتلةٍ كبيرة ، تعمل بطاقةٍ كبيرةٍ ضده فيما يخص الخطوات التي قام بها ضد الديمقراطية الإسرائيلية، والتي شملت استهداف نتنياهو السلطة القضائية، ومنظمات المجتمع المدني الإسرائيلية، ومنظمات حقوق الإنسان، وإسكات وسائل الإعلام) ، وكشف باراك، أنَّه : ( سيتحالف مع مَنْ يقبل بأربعة مبادئ هي: الأمن قبل أي اعتبارٍ آخر، وسلامة الشعب الإسرائيلي ووحدته أهم من السيطرة على كل الضفة الغربية، ونص وثيقة الاستقلال هو الأساس الدستوري لدولة إسرائيل، وإنجازاتها تعود بالنفع لمواطنيها الذي يستحقون أن يستمتعوا بثمارها) ،  وأوضح أنَّ : ( الخلل الذي حصل في الانتخابات السابقة كان عدم وجود كتلة كبيرة تكون يسارية في الأساس، على أن تشمل باقي الأحزاب غير اليمينية ).

وأطلقَ الحزب الجديد حملته الانتخابية ، يوم الأحد7/7/2019 ، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وعبر تعليق لافتات مطبوعة في الكيان الصهيوني ، وانضم إلى باراك ، كلاً من يائير جولان ويائير بينك من حزب العمل، وكذلك حفيدة رئيس الوزراء السابق زعيم حزب العمل إسحاق رابين ، وتبادل بنيامين نتنياهو، وإيهود باراك الاتهامات والتصريحات اللاذعة على موقع التواصل الاجتماعي ( تويتر ) ، عقب فضيحة توقيف ملياردير أمريكي بتهمة تسخير القاصرات في الدعارة ، ونشر نتنياهو عشية يوم الأحد7/7/2019على (تويتر) تقريراً صحفياً يتحدث عن : ( توقيف الملياردير الأمريكي جيفري إبشتاين وطبيعة العلاقات التي تربطه بباراك) ، وأرفق التقرير بتعليقٍ له قال فيه : ( وما زالت وسائل الإعلام صامتة ) ، وردَّ باراك على تغريدة نتنياهو ساخراً ، بالقول  : ( من المؤلم أن يكتشف المرء ، أنَّ أحد معارفه متورط في نشاطات إجرامية .. أولاً نتنياهو، والآن إبشتاين، آمل أن تنكشف الحقيقة في كلتا القضيتين( .. ودخل يائير نجل نتنياهو، على خط المناوشات والمناكفات السياسية والإعلامية بين أبيه وباراك، وغرَّدَ مراتٍ عديدةٍ حول العلاقات التي تربط باراك بإبشتاين، وكشف أنَّ الأخير : ( أعطى إيهود باراك 2.5 مليون دولار) ...

ونشرت صحيفة ( الديلي تليغراف ) البريطانية ، يوم الخميس 27/6/2019 ، تقريراً لمراسلها في القدس المحتلة راف سانشيز ، تحدث فيه عن إعلان إيهود باراك بـ : ( العودة إلى العمل السياسي لمحاولة هزيمة بنيامين نتنياهو وإبعاده عن رئاسة الوزراء ) ، وقال سانشيز ، أنَّ : ( باراك البالغ من العمر 77 عاماً قال في تصريحاته ، إنَّه يرغب في تخليص إسرائيل من حكومة نتنياهو "الفاسدة والمتطرفة") ، وأوضح ، أنَّ : ( باراك لم يخدم في منصب رئيس الوزراء منذ عام 2001) ، ونقل الصحفي عن باراك خلال المؤتمر الذي أعلن خلاله أيضاً تدشين حزبه السياسي الجديد الذي يقوم على تحالف أحزاب الوسط واليسار الإسرائيلي ، قوله: ( يجب أن يتم التخلص من حكومة نتنياهو لا إنقاذها، أما نتنياهو نفسه فقد وصل إلى النهاية) ، وأوضح سانشيز أنَّ :( هذه الخطوة تأتي لتضيف المزيد من الفوضى إلى الساحة السياسية الإسرائيلية، حيث أنَّ نتنياهو الذي فاز بالانتخابات العامة قبل بضعة أسابيع ، لم يتمكن من تشكيل حكومة إئتلافية جديدة خلال الفترة المسموح بها دستورياً، وبالتالي لم يكن أمامه خيار إلاَّ الدعوة لانتخابات مبكرة جديدة في شهر سبتمبر/ أيلول المقبل ، وهو الأمر غير المسبوق في تاريخ البلاد )، وأضاف سانشيز ، أنَّ : (نتنياهو لمَّحَ قبل أيام إلى رغبته في إلغاء الانتخابات ، وتشكيل حكومة وحدة وطنية بالتعاون مع تحالف أزرق وأبيض المعارض ، لكن الأمر باء بالفشل ، ولم يتوصل الطرفان إلى اتفاق ، وبالتالي يستمر التحضير للانتخابات )، وأوضح أنَّ :(باراك خلال فترة توليه رئاسة الوزراء شارك في اجتماعات كامب دافيد مع الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات ، بوساطة من إدارة الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون ، فيما عُرِفَ بأنَّها كانت أكثر المفاوضات بين الجانبين على الإطلاق قُرباً من إنجاز اتفاق سلام).

ونشرت صحيفة ( الفاينانشيال تايمز) البريطانية ، يوم الأحد 7/7/2019 ، تقريراً عن نفس الموضوع لمراسلها في القدس المحتلة، إيلان بن صهيون ، قال فيه إنَّ : ( باراك تعهد بتشكيل تحالف حوبي موسع بين الوسط واليسار ، بحيث يتمكن من الإطاحة بنتنياهو في الانتخابات ( ، وأشار بن صهيون إلى تغريدةٍ على موقع التواصل الإجتماعي ( تويتر) ، كتبها المتحدث باسم البرلمان الصهيوني (الكنيسيت) المُنحَّل ، قال فيها : ( لقد زارني عشرات البرلمانيين من أعضاء الكنيسيت من مختلف الأحزاب، سعياً لإيجاد طريقة لإنهاء حل البرلمان ، وهناك بالتأكيد طريقة لإلغاء أكثر انتخابات لاحاجة لها في تاريخ البلاد)...

وفي سياق السباق الإنتخابي ، تم الإعلان عن تأسيس ( حزب جديد عربي يهودي !!) ، يحمل إسم (متساوون ومؤثرون) لخوض الانتخابات العامة المقبلة ، بقيادة رئيس (الكنيست ) الأسبق أفرهام بورغ، وعضوية يونا ياهف رئيس بلدية حيفا، والجامعية ياعلا رعنان، والبروفيسور يائير ليفشيتس من معهد (التخنيون)، وطلب الصانع (رئيس الحزب العربي الديمقراطي الأسبق )، ومحمد دراوشة، و المحاسب وائل كريم ، وجريس مطر، وشكيب شنان من (حزب العمل سابقاً) ومحمود عاصي ، وفيصل عزايزة من جامعة حيفا وآخرين. 

وأظهرت نتائج آخر استطلاع للرأي، أجرته ( القناة الثانية ) العبرية، ونشرت نتائجه مساء يوم الثلاثاء16/7/2019 ، أنَّ : ( اتحاد أحزاب اليسار، لن يؤدي إلى تغييرٍ كبير في النتائج المتوقعة للانتخابات القادمة ، وفيما لو اتحد كل من حزب العمل، مع حزب ميرتس، وحزب باراك الجديد "يسرائيل ديمقراطية" ، فسيحصلون على 15 مقعداً فقط بالكنيست)، ووفقاً للاستطلاع : ( سيحصل حزب " الليكود على 31 مقعد، بينما سيحصل حزب "كحول لفان" على 28 مقعدا، بالكنيست القادمة )، وأظهر الاستطلاع التوقعات التالية لنتائج الانتخابات القادمة : (الليكود 31 مقعداً ، كحول لفان 28 مقعداً ، اتحاد أحزاب اليمين 12 مقعداً ، القائمة العربية المشتركة 11 مقعداً ، يسرائيل بيتنا 9 مقاعد ، يهدوت هتوراة 8 مقاعد ، شاس 8 مقاعد ، العمل 6 مقاعد ، ميرتس 4 مقاعد ، يسرائيل ديمقراطية 4 مقاعد).

وفي الختام .. مازالت الساحة السياسية في الكيان الصهيوني مليئة بالمفاجآت ، ويبدو أنَّ المنافسة الإنتخابية المقبلة ستكون حامية الوطيس ، وأنَّ الصراع الداخلي يشتد ويتفاعل ويزداد ، ومن الواضح أنَّ هناك إجماعاً لدى النُخب السياسية الصهيونية ، على إقصاء نتنياهو من حلبة الحكم ، وعدم السماح له بتشكيل الحكومة المقبلة ، بل وهناك توجه لدى الكثير من المنافسين السياسيين لنتنياهو بالسعي إلى تحديد المدة القصوى لرئيس الحكومة ، بحيث لاتتجاوز دورتين إنتخابيتين ( ثمانِ سنوات )..