بريطانيا خططت لبناء \'جيش\' من 100 ألف مقاتل للقضاء على الأسد
تاريخ النشر : 2014-07-04 19:27

أمد/ لندن –وكالات : قالت هيئة الإذاعة البريطانية، الخميس، إن بريطانيا كان لديها خطة لتدريب وتجهيز جيش يتألف من 100 ألف من مقاتلي المعارضة لهزيمة الرئيس بشار الأسد قبل أن يعاد النظر فيها وتعتبر محفوفة بالمخاطر.

وقالت بي.بي.سي ان الاقتراح السري \"لانتقاء وتجهيز وتدريب\" ذلك الجيش طرح منذ عامين وكان من بنات أفكار الجنرال ديفيد ريتشاردز وزير دفاع بريطانيا آنذاك.

ورفض متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية التعقيب على المقال.

وقالت بي.بي.سي، نقلا عن مصادر مطلعة، أن المبادرة السرية كانت محل دراسة من قبل رئيس الوزراء ديفيد كاميرون ومجلس الأمن القومي وكذلك مسؤولين أميركيين.

واضافت بي.بي.سي قولها ان مبادرة ريتشاردز اقترحت انتقاء وتدريب \"جيس يعتد به\" من مقاتلي المعارضة المعتدلين في قواعد في تركيا والأردن.

لكن واشنطن ولندن أعلنتها، في ديسمبر/كانون الثاني، تعليق مساعدتهما العسكرية غير الفتاكة للمعارضة السورية بسبب استيلاء مجموعات متشددة على المعبر الذي تدخل منه هذه المساعدات من تركيا، وهو ما زاد من صعوبة وضع المعارضة.

اعلنت الحكومة المؤقتة للمعارضة السورية، في يونيو/حزيران، حلّ المجلس العسكري التابع لهيئة اركان الجيش السوري الحر، واحالة اعضائه على \"التحقيق\"، بحسب بيان صادر الجمعة.

واتى الاعلان عن هذه الخطوة بعيد طلب الرئيس الاميركي باراك اوباما الخميس من الكونغرس مئات ملايين الدولارات للمساعدة في \"تدريب وتجهيز\" المعارضة السورية المعتدلة، في حين رجح بعض المراقبين ان واشنطن قد تكون وضعت شروطا على الحكومة المؤقتة من بينها حل المجلس العسكري قبل الحصول على الأموال.

ويخشى الغرب من تمدد التنظيمات المتطرفة في سوريا ونجاحها في الاستيلاء على مساحات كبيرة من الأراضي وطرد المعارضة السوريا المعتدلة.

وعلى رأس تلك التنظيمات الدولة الاسلامية (داعش) الذي يضم غربيين بين صفوفه، والذي اعلن مؤخرا \"الخلافة الاسلامية\" بعد سيطرته على مساحات شاسعة من الاراضية الاعراقية والسوريا وازالة الحدود بينهما.

إلا ان مراقبين يرون ان تراجع لندن عن تنفيذ خطة الـ100 ألف مقاتل جاءت في الوقت الذي كان بإمكانها القيام بها وحسم المعركة قبل أن تتحول إلى كارثة انسانية.

وأضافوا ان التعامل السلبي للندن وواشنطن والتردد حول التدخل منذ البداية سمح لبؤر التشدد في التوسع والالتقاء وتشكيل تهديد اقليمي تمكن من تخطي الحدود السورية ليشمل العراق أيضا.

وتناسبت قدرة تلك التنظيمات على التحكم والسيطرة في سوريا عسكيا مع رغبة الولايات المتحدة وحلفاءها الاوروبيين في تقديم المساعدة لفصائل المعارضة المعتدلة، اذ ان القوى الغربية لا تريد ان ترى بديلا أكثر تشددا من نظام الأسد في دمشق.

كما أن التقارب الاغربي مع ايران، من خلال محادثات الاخيرة مع مجموعة (5+1) حول ملفها النووي، لعب دورا مؤثرا في تقليص الدور الغربي في مواجهة الاسد، وهو ما عبر عنه روبرت فورد، السفير الأميركي السابق لدى سوريا، في معرض انتقاده للدور الاميركي والمساندة المحدودة التي حظيت بها المعارضة العلمانية من قبل واشنطن.