في الذكرى الخامسة والعشرين لرحيله..  لمسة وفاء لشاعر الحرية المناضل توفيق زياد
تاريخ النشر : 2019-07-05 13:46

أمد/ الناصرة:  في الذكرى الـ 25 على مصرع الشاعر والقائد الوطني الرمز والمناضل الشيوعي الفلسطيني توفيق زياد ،كان لـ "أمد للإعلام"  لمسة وفاء لذلك المناضل ، ذلك الرجل لا ولم ولن يموت ، باقٍ في قلوبنا ، وسيبقى شعلة مضيئة تنير دروب الكفاح.

ولد توفيق أمين زيَّاد في مدينة الناصرة في السابع من أيار عام 1929 م. تعلم في المدرسة الثانوية البلدية في الناصرة ، وهناك بدأت تتبلور شخصيته السياسية وبرزت لديه موهبة الشعر. إنتقل بعدها إلى موسكو لدراسة الأدب الروسي-السوفييتي ، كان عضوا في الحزب الشيوعي الإسرائيلي المسمى راكاح وأصبح عضوا في الكنيست الإسرائيلي في عدّة دورات إنتخابية عن حزب راكاح منذ العام 1976 ، كما أنه كان رئيسا لبلدية الناصرة منذ 1975 حتى وفاته.
لعب توفيق زياد دورا مهما في إضراب أحداث يوم الأرض الفلسطيني في 30 مايو 1975 ، حيث تظاهر ألوف من العرب من فلسطيني إسرائيل ضد مصادرة الأراضي وتهويد الجليل.
شغل منصب رئيس بلدية الناصرة ثلاث فترات انتخابية (1975 – 1994)، وكان عضو كنيست في ست دورات عن الحزب الشيوعي الإسرائيلي ومن ثم عن القائمة الجديدة للحزب الشيوعي وفيما بعد عن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة.
لتوفيق زيّاد العديد من الإعمال الأدبية من أشهرها "أشد على أياديكم" المنشورة عام 1966 ، كما قام بترجمة عدد من الأعمال من الأدب الروسي ومن أعمال الشاعر التركي ناظم حكمت.

أعماله الشعرية
أشدّ على أياديكم ( مطبعة الاتحاد، حيفا، 1966م ).
أدفنوا موتاكم وانهضوا ( دار العودة، بيروت، 1969م ).
أغنيات الثورة والغضب ( بيروت، 1969م ).
أم درمان المنجل والسيف والنغم ( دار العودة، بيروت، 1970م ).
شيوعيون ( دار العودة، بيروت، 1970م ).
كلمات مقاتلة ( دار الجليل للطباعة والنشر، عكا، 1970م ).
عمان في أيلول ( مطبعة الاتحاد، حيفا، 1971م ).
تَهليلة الموت والشهادة (دار العودة، بيروت، 1972م ).
سجناء الحرية وقصائد أخرى ممنوعة (مطبعة الحكيم، الناصرة، 1973م).
السّكر المُر
بأسناني
أعماله الأخرى
عن الأدب الشعبي الفلسطيني / دراسة ( دار العودة، بيروت، 1970م ).
نصراوي في الساحة الحمراء / يوميات ( مطبعة النهضة، الناصرة، 1973م.
صور من الأدب الشعبي الفلسطيني / دراسة ( المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1974م ).
حال الدنيا / حكايات فولكلورية ( دار الحرية، الناصرة، 1975م 

قد ظل زياد مستهدفا من السلطة طيلة حياته, لقد راوا فيه واحدا من الرموز الاساسية لصمود الشعب الفلسطيني وتصديه لسياسة الحكومة وممارساتهعا. عدد الاعتداءات التي تعرض لها بيته, حتى وهو عضو كنيست ورئيس بلدية, لا يحصى. وفي كل يوم اضراب عام للجماهير العربية هاجموا بيته بالذات وعاثوا فيه خرابا واعتدوا على من فيه. قصته في يوم الارض معروفة فعندما حاولت الحكومة افشال اضراب يوم الارض 30 اذار 1976 الذي قررته لجنة الدفاع عن الاراضي. لكنه اثبت لهم ان القرار قرار الشعب والشعب اعلن الاضراب ونجح وكان شاملا فنظمت السلطة اعتداءاتها وقتلت الشباب الستة وجرحت المئات وهاجمت بيت توفيق زياد " سمعت الضابط باذني وهو يامر رجاله طوقوا البيت واحرقوه" تقول زوجة توفيق زياد.

ويتكرر الاعتداء في اضراب صبرا وشاتيلا 1982 وفي اضراب سنة 1990 وفي اضراب مجزرة الحرم الابراهيمي 1994 وفي مرات كثيرة اصيب افراد عائلته وضيوفه بالجراح جراء الاعتداءات. وكانوا ينفذون الاعتداء وهم يبحثون عن توفيق زياد شخصيا. حتى في الاضراب 1994 وتوفيق زياد يقود كتلة الجبهة البرلمانية في الجسم المانع الذي بدونه ماكانت تقوم حكومة رابين ، اطلقت الشرطة قنبلة غاز عليه وهو في ساحة الدار. غير ان ابشع الاعتداءات كان في ايار 1977 قبيل انتخابات الكنيست اذ جرت محاولة اغتياله, ونجا منها باعجوبة حتى اليوم لم تكشف الشرطة عن الفاعلين لكن توفيق زياد عرفهم واجتمع بهم واخبره عن الخطة وتفاصيلها وكيف نفذوها.

من قصيدته "انا هنا باقون":

كاننا عشرون مستحيل

في اللد والرملة والجليل

هنا على صدوركم باقون كالجدار

وفي حلوقكم

كقطعة الزجاج

وفي عيونكم

زوبعة نار

هنا على صدوركم باقون كالجدار

ننظف الصحون في الحانات

ونملا الكؤوس للسادات

ونمسح البلاط في المطابخ السوداء

حتى نسل لقمة الصغار

من بين انيابكم الزرقاء

رحل توفيق زياد نتيجة حادث طرق مروع وقع في الخامس من يوليوم/ تموز من عام 1994 وهو في طريق العودة الى الناصرة بعد أن جاء الى أريحا للقاء الزعيم الخالد ياسر عرفات.