أمن إسرائيل وخيار الحرب
تاريخ النشر : 2014-07-04 07:59

إسرائيل منذ أن وطئت أقدامها ارض فلسطين التاريخية مستوطنة الأرض منذ الهجرة الأولى من عام 1882م وهي تعاني من فقدان الأمن بسبب عدم الانسجام مع السكان الأصليين الفلسطينيين والدول العربية المحيطة , الأمر الذي جعلها تخوض الحروب من اجل التوسع وإقامة المستوطنات لإيجاد عمق استراتيجي للدولة الصهيونية , فإسرائيل سنة 1948م خاضت حرب مع الجيوش العربية والتي انتهت بهزيمة الجيوش العربية وإعلان قيام دولة إسرائيل بعد قرار 181 من قبل الأمم المتحدة , والذي ينص على تقسيم فلسطين إلى دولتين دولة يهودية بـمساحة 55 % ودولة عربية بمساحة 45 % من فلسطين التاريخية .

فإسرائيل محاطة بالدول العربية التي تعرف بدول الطوق والتي تكُن لإسرائيل العداء وهذا ما أكده رئيس الوزراء الإسرائيلي في عام 1948 م ديفيد بن غوريون عندما قال \" كيف لشعب إسرائيل قليل السكان أن يواجه الدولة العربية كثيرة السكان فكان له أن يؤكد على ركائز الأمن القومي الإسرائيلي وأهتم بمبدأين لحماية امن إسرائيل : - إن الشعب هو الجيش ( الشعب المسلح ) - نقل الحرب إلى ارض العدو

كانت هذه من ركائز الأمن القومي الإسرائيلي في حماية حدودها ومناطقها التي استولت عليها .

أن الحروب التي سوف نذكرها الآن هي حروب خاضتها إسرائيل من أجل سلامة وتحقيق الأمن القومي الإسرائيلي من الأخطار المحدقة بها من قبل الدول العربية والتنظيمات الفلسطينية .

ونذكر هنا حرب 1967م وهي الحرب التي خاضتها إسرائيل ضد الدول العربية المتمثلة ( مصر وسوريا والأردن ) وتعرف هذه الحرب بالنكسة وحرب الأيام الستة والتي هزمت فيها الجيوش العربية واحتلال أجزاء من الدول العربية باحتلال الضفة الغربية وقطاع غزة من فلسطين واحتلال شبة جزيرة سيناء من مصر وهضبة الجولان من سوريا , فكانت لهذه الحرب الصدمة القاسمة للعرب عندما باغتت إسرائيل الدول العربية ونقلت الحرب إلى ارض الخصم محرزة الانتصار على الدول العربية .

فكان من أهداف هذه الحرب هو تحقيق أمن إسرائيل أولا وأخيراً و كبح جماح جمال عبد الناصر وردع القوة العربية من دول الطوق وإيصال رسالة لجميع الدول العربية أن إسرائيل دولة قوية قادرة على إحراز النصر متى شاءت وأنها الدولة التي لا تقهر .

اشتدت المقاومة الفلسطينية بعد حرب 1967 م ضد العدو الصهيوني فكانت جموع المقاومة الفلسطينية والفدائية موجودة في جنوب لبنان والأردن , فكانت لها عمليات داخل العمق الإسرائيلي , توجع إسرائيل بضرباتها بحكم أنها محاذية لفلسطين التاريخية .

توالت الهجمات الفلسطينية خاصة في جنوب لبنان وهو المعقل الأقوى للفدائيين الفلسطينيين بعد طرد منظمة التحرير والفدائيين الفلسطينيين من الأردن بعد أحداث أيلول 1970 م , لذلك كان التركيز في جنوب لبنان والتي تضم فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وعلى رأسهم حركة فتح .

حيث كانت ضربات الفدائيين الفلسطينيين لصورايخ الكاتيوشا تصل إلى مسافة 40 كم2 داخل إسرائيل من الشمال , الأمر الذي جعل من إسرائيل أن تشن حرب جديدة لحماية أمنها القومي وحماية حدودها فكانت هذه الحرب عام 1982 م والتي اجتاحت فيها إسرائيل لبنان لضرب مواقع الفدائيين الفلسطينيين وضرب البنية العسكرية لمنظمة التحرير الفلسطينية , حيث تم قصف مواقع المنظمة من سلاح الجو الصهيوني .

فأسفرت هذه الحرب على تدمير مواقع منظمة التحرير و طرد الفدائيين الفلسطينيين من فصائل منظمة التحرير وعلى رأسهم حركة فتح بقيادة الراحل ياسر عرفات زعيم المنظمة بعد حصار دام أكثر من 76 يوم في بيروت ونقل مقر المنظمة إلى تونس في ذلك الوقت .

إسرائيل من اجل تحقيق أمنها تخوض حروب طاحنة من اجل سلامة الدولة الصهيونية .

ولكن ما تشهده فلسطين عامة في الوقت الحالي من عام 2014 من بعد عملية اختطاف المستوطنين الثلاثة والتي أوصفها بالغامضة في الخليل آلا هو تجهيز لعملية صهيونية جديدة من اجل الانقضاض على المقاومة الفلسطينية وقتل كل من يقاوم هذا المحتل .

لقد وجهت إسرائيل حربها على قطاع غزة في وقت سابق من العام 2008-2009 وعام 2012 بهدف تقوض حركة المقاومة في قطاع غزة , إلا أنها فشلت وما زال إطلاق الصورايخ على البلدات الصهيونية المجاورة كانت محط لوابل من الصواريخ لحتى هذه اللحظة من الآن .

ما أود قوله في هذه الدراسة هو أن العدو الصهيوني يريد توظيف خطف المستوطنين لصالحه عن طريق جر المقاومة في غزة لحرب قاسية لكي تنفذ هجوم عنيف على غرار حرب 1982 التي حدثت في لبنان كما أسلفنا سابقاً لتدمير مواقع المقاومة واجتثاثها ومنع إطلاق الصواريخ .

إسرائيل تحاول بقدر استطاعتها منع أو تقليل وصول الصواريخ إلى فلسطين المحتلة وما نشهده الآن من نشر للقبب الحديدية في كل أراضي فلسطين المحتلة في القدس ورام الله وتل أبيب والبلدات المحاذية لقطاع غزة , إنما لشعورهم بالخطر المحدق بهم من قبل الصورايخ الفلسطينية القادمة من قطاع غزة , لذلك التهديدات الصهيونية في الفترة الحالية إنما هي بداية لحرب قادمة لا هوادة فيها لكي تعمل على تدمير البنية العسكرية في قطاع غزة وفي فترة زمنية قصيرة لان العقيدة القتالية للاحتلال الصهيوني تنص على إحداث حرب للخصم في وقت قصير وإحداث دمار في ارض الخصم وإرباكه في فترة زمنية ليست بطويلة .

فالمشهد الآن ينذر بنشوب حرب على قطاع غزة ستكون شديدة وقصيرة , والمؤشرات تدل على أن المقاومة أيضا في حالة من الجهوزية للرد على أي عدوان قادم .