بيان من الإخوان!
تاريخ النشر : 2019-07-02 19:17

توقعت بعد وفاة محمد مرسى أن يخرج بيان عن جماعة الإخوان، لكنى لم أتوقع أن يكشف البيان عن أن الجماعة لم تتغير، ولا تريد أن تتعلم، ولا أن تستوعب ما يجرى فى الدنيا من حولها.. كأنها تؤكد ما كان قد قاله عنها جمال البنا، شقيق مؤسسها ومرشدها الأول حسن البنا!

فالبنا الشقيق كان فى سنواته الأخيرة، يرحمه الله، يصفها دائماً بأنها جماعة لا تتعلم ولا تنسى!.. والصفتان كما ترى من أسوأ الصفات التى يمكن أن يتصف بها شخص أو جماعة!

وفى كتابه «أيام لها تاريخ» كان الراحل الكبير أحمد بهاء الدين، قد قال إن الشىء الأساسى الذى يفرق بين الإنسان وبين الحيوان، أن الأول له تاريخ وأن الثانى بلا تاريخ، أما الدليل فهو أن أول فأر على الأرض قد جرى اصطياده بالمصيدة نفسها التى لانزال حتى الآن نصطاد بها الفئران، بما يعنى أنها لا تتعلم، وبالتالى فهى بلا تاريخ!

وفى بيانها الذى صدر قبل ساعات تعقيباً على وفاة مرسى، بدا أن الجماعة لم تتعلم شيئاً من كل ما مضى، ولو كانت قد تعلمت شيئاً لكان أول سطر فى البيان يقول الآتى: نملك الشجاعة الكافية لنعتذر لكل مصرى، عما يمكن أن يكون قد أصابه بسببنا بعد ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣، ونتفهم مشاعر الذين خرجوا ضدنا بالملايين فى ذلك اليوم، ونعلن منذ الآن أننا لا نؤمن بالعنف، ولا نؤيده، ولا نمارسه، ولا نحرض عليه، ونقدر تضحيات الجيش والشرطة فى سبيل أن يحيا هذا الوطن ويعيش!

ولكن بيانها خلا بكل أسف من ذلك كله، فكأن شيئاً لم يحدث من جانبها إزاء المصريين، على طول الفترة الممتدة من ٣٠ يونيو إلى هذه اللحظة!

إن الجماعة أول مَنْ يعرف أن فكرة المصالحة التى تحوم هي حولها فى البيان من بعيد، ليست فى يد الرئيس الذى لو فكر اليوم فيها.. أقول لو.. فسوف يواجه معارضة هائلة لها على مستوى الرأى العام فى الشارع، وسوف يجد أن الشارع يقاوم الفكرة ويرفضها!

والسبب أن جماعة الإخوان لا تريد أن تنتبه إلى أن خصومتها فيما قبل ٢٥ يناير، إنما كانت مع الحكومة والنظام الحاكم، فلما قامت ثورة ٣٠ يونيو صارت خصومتها مع الشعب ذاته، ومع المواطنين أنفسهم، ومع آحاد الناس فى كل شارع!

وهذه هى المشكلة الكبرى.. مشكلة الجماعة بالطبع وليست مشكلة أى طرف آخر.. ولو أنصفت نفسها لأدركت منذ اللحظة الأولى من لحظات الثورة أن مصر أكبر منها، وأن الوطن يعلو أى جماعة فيه، وأن الجماعة.. أى جماعة.. أصغر من أن تبتلع البلد فضلاً عن أن تهضمه!.

عن المصري اليوم