عقل المقاومة يعمل
تاريخ النشر : 2019-06-27 09:33

 المشهد الصهيوني بعد انهيار الموقف العربي في البحرين والسقوط السياسي والاخلاقي المدوي الذي تابعناه مباشرةً ،وفي ظل المستجدات في المشهد الصهيوني تطفو على السطح رغبة لمهاجمة "نتنياهو" على طريقة إدارة المشهد السياسي والعسكري المتعلق في  غزة في ظل البالونات وعدم تنفيذ التفاهمات، سيحاولون مجددا امام الانتخابات استغلال الحالة التي يمر بها مستر بيتاحون (سيد الامن )أمام الجمهور الصهيوني الامر الذي سينعكس على الرأي العام الصهيوني في ظل المزاودات المتوقعة من ليبرمان ويهود باراك وحزب ابيض -ازرق ، هذا سيثير  الجمهور الصهيوني خاصة ان التلكؤ من حكومة نتنياهو يغذي هذه الحملة المتوقعة في ظل اصرار المقاومة على الضغط لتغيير الموقف المتوقع في المشهد وسيؤثر على الجمهور الصهيوني، ويزيد إحساسه بالخوف وشعوره بنقص الأمن الناتج عن اي تصعيد متوقع على خلفية التطورات وانعكاس لهذه الربكة حول الصورة التي ستلصق لنتنياهو ويسعى خصومه لتحطيمها هذه المرة  ، خاصة انه لا يملك حلولاً عسكرية تنهي الأزمة ولا هو مستعد لدفع استحقاقات سياسية تؤجلها بالالتزام التام بما تم التفاهم عليه.

وفي ضوء هذا المشهد المتوقع من المناسب التأكيد على ما يلي :

1) الفرق بين عدم رغبة الطرفين في الحرب والعجز عن خوضها واسع جداً، وعلينا أن نميز بين الحالتين .
2) عدم الرغبة يحكمها ربح وخسارة، فإذا تساوى الربح مع الخسارة او رجحت كفة الربح أصبحت الرغبة خيار .

3) عوامل التأثير في اتخاذ القرار سلماً أو حرباً يساهم كل الطرف على الطرف الذي يقابله بما لا يقل عن 50‎%‎ من اكتمال العوامل والشروط لاتخاذ القرار مع ان العدو  لا يحتاج لمبررات للمبادرة في  اعتداءته .
4) الذي يحكم العلاقة بين القوي والضعيف الذكاء في إدارة الصراع ، فإذا استخدم الضعيف ذكاءه ومنع العدو من امتلاك مبررات اخراج عدوانه الى حيز التنفيذ واستفراغ سم قوته من خلال التوازنات في إدارة المشهد تقديماً وتأخيراً، تصعيداً وتبريداً، وجعل العدو عاجزاً عن اتخاذ القرار باستخدام القوة لعدم تفضيله الحرب على تأجيلها عبر إبقاء الأمل في خيارات وحلول أخرى تبقى أدوات الضعيف مفعّلة وإن قلت، وأدوات القوي الفتاكة معطلة وإن كثرت.

5) الإدارة الذكية تحتاج لمواهب فريدة في إدارة الأزمات وأعصاب باردة وقدرة على تحمل الضغوط، وفطنة تلتقط الحكمة في اللحظة المناسبة والتوقيت الملائم، وجراءة محسوبة على اتخاذ القرار فان لم تكن قوياً فمن يأبه بك .

إن المشهد الفلسطيني في مواجهة التحديات الكبيرة التي تتوالى وفي ظل التوازنات القائمة ليس من الحكمة أن يدخلنا في مواجهة صفرية من واقع إحساسنا بالمخاطر المحدقة بقضايانا المصيرية، فلربما المحافظة على وسائلنا التي وجدت لنحقق بها أهدافنا كامنة قابلة للاستخدام في نقطة الكسر والانعطاف عند لحظة الصفر في ظل هذه المعادلة وهذه الظروف الاستثنائية لمشاغلة العدو والتصدي لمخططاته، مستحضرين النقاط الخمس المذكورة أعلاه تجعلنا حضوراً نواجه باستمرار نوايا العدو العدوانية حتى يأذن الله بامر كان مفعولا ،وحدوث تغيير يخدمنا وينشئ فضاء نتحرك فيه بشكل افضل سعياً لتحقيق أهدافنا، وبيئة مناسبة لاستجماع واستغلال طاقاتنا واستخدام قوتنا .
حضور قوي وشهود فاعل.