حجاج قطاع غزة أزمة مُفتعلة،أم مجرد خلاف سياسي
تاريخ النشر : 2013-10-05 00:10

 عاد موسم الحج ، واقترب موعد سفر الحجاج ، قطاع غزة ما يزال محاصرا ، والمعبر الوحيد ما يزال مغلقا أمام المسافرين ، وإن تم فتح المعبر فإنه يُفتح لساعات قليلة ، ولأعداد أقل من القليلة للعبور منه وبعدها يتم إعادة اغلاقه إلى حيثُ لا أحد يعلم .

الوضع في قطاع غزة كما هو لم يتغير ، فما زال الانقسام سيد الموقف ،و ما زالت الضفة الغربية و قطاع غزة في حالة من الفُرقة ، و ما زالت الخلافات السياسية تُلقي بظلالها على كل شيء .

عاد موسم الحج لهذا العام في ظل وجود الكثير من المشاكل والخلافات التي تسود الوطن العربي عامة و مصر الحبيبة خاصة . مصر هي الدولة التي تدخلت لإنهاء الانقسام الفلسطيني و لم تنجح بذلك ،بسبب ما حدث على أراضيها من قيام ثورة و عدم استقرار ، فكل هذا أدى إلى بقاء الانقسام الفلسطيني و عدم استطاعة مصر أن تقوم بحل الخلافات الداخلية الفلسطينية بسبب ما يجري على أراضيها.

الحج فريضة يؤديها المسلم مرة واحدة في حياته إن استطاع ذلك ،في كل عام يخرج حوالي ثلاثة آلاف حاج فلسطيني من قطاع غزة و يتم اختيار الاسماء عن طريق عمل قرعة و اختيار الاسماء المُسجلة .

في هذا العام الأوضاع الأمنية في سيناء على غير ما يرام ،و هناك الكثير من الاضطرابات في المنطقة ، أدت إلى إغلاق معبر رفح أمام المسافرين ،و هذا الشيء أدى إلى تأخر خروج الحجاج من القطاع إلى وقت غير معلوم ، و عدا عن هذا فقد تم الزج باسماء فلسطينية من داخل قطاع غزة و اتهام البعض بأن لها علاقة بما يحدث من اضطرابات أمنية في سيناء ، و أيضا كان هناك تأخير في اصدار التأشيرات للحجاج .

في ظل هذه الأزمة حيث تم بذل جهود من قبل الحكومتين الفلسطينيتين لعمل تأشيرات السفر ، و تم فتح معبر رفح بعد أسبوع من إغلاقه و ذلك لمدة ساعتين فقط لإدخال جوازات حجاج بيت الله الحرام و إتمام عمل التأشيرات لهم حيث بعد يومين تم إتمام التأشيرات و إبلاغ الحجاج بذلك لأخذ التطعيم المناسب لفريضة الحج .

تم الاعلان عن موعد سفر الحجاج ، حيث بدأ الحجاج بتجهيز أنفسهم للسفر .

حان موعد سفر الحجاج عبر معبر رفح البري حيث كان الفوج الأول محدد موعد سفره يوم الأربعاء الساعة السادسة صباحا ، حيث انطلقت الحافلات الفلسطينية التي يستقلها الحجاج إلى معبر رفح ، و هنا كانت المفاجأة حيث أن عددا كبيرا من الحجاج لم يتم السماح لهم بالمغادرة و مُنعوا من السفر ، علما بأن هؤلاء أُناس عاديين لاينتمون إلى أي فصيل سياسي محظور في مصر، هذا الشيء أثار غضب واستنكار هؤلاء الحجاج ، وتم السماح لعدد من الحجاج بالسفر وصولا إلى مطار القاهرة ومن ثم مطار جدة .

أتى اليوم الثاني وكانت الدفعة الثانية للحجاج وحصل نفس ماحصل باليوم الأول وتم ارجاع مايقارب ثلاثون حاجاً دون وجود أي سبب ، وتكرر هذا الشيء مع الحجاج في اليوم الثالث و تم ارجاع عدد من الحجاج ليبلغ عدد الحجاج الذين تم منعهم من السفر خلال الثلاثة أيام مايقارب الثمانين حاجا .

هل يُعقل أن يُمنع مواطن عادي لاينتمي إلى أي فصيل سياسي وليس عليه قضايا أمنية من التوجه لأداء فريضة من فرائض الإسلام ..؟؟؟

أيعقل أن يزج بهؤلاء الحجاج ضمن المناكفات والخلافات السياسية بين الطرفين الفلسطينين المتناحرين في شقي فلسطين ؟؟

أيعقل أن لايتحرك أي ضمير فلسطيني مسؤول ممن يدعون أنهم أصحاب الشرعية والقرار لحل هذه الازمة التي بسببها يحرم مواطن فلسطيني من أداء أعظم فريضة وهي فريضة الحج ..؟؟

أيعقل أن نصاب ببرود قاتل وأن لانتحرك لفعل أي شيء حتى لو القليل لانهاء هذه الازمة المفتعلة ..؟؟

أيعقل أن تقوم السلطات المصرية بهذه الافعال على الرغم من اللحمة الانسانية التي تربطنا بهم..؟؟

أيعقل أن يسمع كل صاحب ضمير حي هذه المناشدات من الحجاج الذين تم منعهم من السفر ولا يصحى هذا الضمير ولايستجيب لهذه المناشدات؟؟!

أيعقل أن نستمر في هذه الغفلة وأن نبقى في هذا التشرذم وأن لانسعى كأخوة لحل هذه الازمة؟؟!

أيعقل منك يارئيس الشرعية الفلسطينية "أبومازن" أن تسمع وترى مايجري لهؤلاء الحجاج الذين كسرت فرحتهم ولا تتحرك؟؟!

أيعقل ياوزير الاوقاف المؤمنين بشرعيتك أن لا تفعل الكثير لهم لتسيير سفرهم وتسهيل وصولهم للأراضي السعودية؟؟!

أيعقل كل هذا..؟؟؟!!!!!

 

بقلم : عُلا عامرالجعب

طالبة ماجستير اقتصاد وعلوم سياسية