أهم ما تناولته الصحافة الدولية 2019-6-22
تاريخ النشر : 2019-06-22 08:36

أمد / تحت عنوان "تكتيكات طهران أربكت ترامب"، نشرت صحيفة الفايننشال تايمز تقريرا تحليليا يتحدث عن الأزمة المطردة بين إيران والولايات المتحدة ونذر الحرب التي تلوح في الأفق وعن إمكانية حل الأزمة وما يرتبط بها من أبعاد إقليمية في منطقة الشرق الأوسط.

ويقول كاتبا التقرير، أندرو إنغلاند ومنافار خلاج، إن إسقاط الطائرة الاستطلاعية الأمريكية فوق مضيق هرمز كان أول هجوم ناجح لإيران على هدف أمريكي، منذ تصاعد التوتر بين البلدين، وكان يتوقع أن يشعل حربا مباشرة بين واشنطن وطهران.

ولكن في اليوم التالي تحدثت وسائل الإعلام الأمريكية عن أن الرئيس الأمريكي أقر ضربات عسكرية على أهداف إيرانية من بينها أجهزة رادار وبطاريات صواريخ، ولكن العملية ألغيت بصورة مفاجئة.

ويرى الكاتبان أن التطورات خلال 24 ساعة تبين أن الموقف بين البلدين تحول إلى لعبة لا يعرف منتهاها ولا أهدافها. كما توحي هذه التطورات أيضا بأن إدارة ترامب تتعامل مع القضية الإيرانية بطريقة غير منسجمة تمارس فيها الضغوط على إيران لإرغامها على الرضوخ للمطالب التي دفعت واشنطن إلى الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين القوى العظمى وطهران.

ويضيفان أن إيران والولايات المتحدة تؤكدان على أنهما لا تريدان الحرب. ويُعرف عن ترامب أنه يعترض على التدخلات العسكرية المكلفة. ولكن المخاوف تتزايد اليوم من أن الرئيس الذي انتقد سلفه على المغامرة بالتدخل العسكري، يقود الولايات المتحدة إلى حرب أخرى في الشرق الأوسط.

ويذكر التقرير أن طهران منزعجة من مستشار الأمن القومي، جون بولتون، تحديدا لأنه يدعم علنا تنظيم مجاهدي خلق الإيراني المعارض، وكان من المحافظين المتشددين الذي شجعوا على غزو العراق.

ويعتقد الإيرانيون أن بولتون هو الشخصية الرئيسية فيما يسمونه "الفريق الثاني"، الذي يضم بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، وولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، والشيخ محمد بن زايد، قائد الأمر الواقع في الإمارات.

وعلى الرغم من كل هذا التوتر يرى محللون أن الحوار بين البلدين لا يزال ممكنا، وأن إعلان إيران استئناف تخصيب اليورانيوم إنما هدفه دعم موقفها في المفاوضات المحتملة، إذ سبق أن قال الإيرانيون إنهم مستعدون للحوار مع ترامب، ولكن الواقع يشير إلى أن المطالب التي وضعتها الولايات المتحدة لا أمل في أن تقبل بها إيران.

وهذا ما يعزز المخاوف، حسب الكاتبين، من اندلاع حرب يقول الجميع إنهم لا يريدونها.

الحرب الكلامية قد تشعل نزاعا مدمرا

ونشرت صحيفة آي الصادرة عن دار الاندبندنت مقالا تحليليا كتبه كيم سنغوبتا يقول فيه إن الإشارات المتناقضة التي يرسلها ترامب قد تعزز موقف المتشددين في إيران.

ويقول كيم إن الطائرات كانت قد أقلعت والسفن الحربية كانت على استعداد لتنفيذ الضربات عندما تراجع دونالد ترامب في آخر لحظة عن قراره بإشعال نزاع مسلح مع إيران كان سيؤدي إلى نتائج وخيمة.

وكان تبادل التهم بين الطرفين بدأ منذ فترة، ولكن الحرب الكلامية تطورت لتنذر بمواجهة حقيقة.

ويرى الكاتب أن ما حدث دليل على وجود انقسام بخصوص اتخاذ قرار الحرب والسلم في إدارة ترامب.

ويذكر أن ترامب برر تراجعه عن تنفيذ الضربات العسكرية بالخسائر البشرية التي قد تتسبب فيها، ولكن مسؤولين أمريكيين قالوا إن الغارات الجوية كانت مبرمجة في الساعات الأولى من يوم الجمعة لضمان وقوع أقل عدد من الضحايا، وأضافوا أن عوامل أخرى كانت سببا في إلغاء العمليات العسكرية.

والواقع حسب الكاتب أن مسؤولين في البيت الأبيض مثل جون بولتون، مستشار الأمن القومي، ومايك بومبيو، وزير الخارجية، وجينا هاسبل، مديرة المخابرات المركزية كانوا مع الضربات العسكرية، ولكن مسؤولين آخرين في البنتاغون حذروا من أنها ستؤدي إلى سلسلة من ردود فعل يصعب التحكم فيها، وتجعل القوات الأمريكية في الدول المجاورة في خطر.

وفي النهاية، قرر ترامب إلغاء العملية برمتها. وهذا قد يعزز الرأي في أنه ليس من هواة الحرب، وأنه رئيس يفضل سياسة العزلة على سياسة التدخل.

ويضيف كيم أن الطرفين يُظهران التشدد. فقائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال، حسين سلامي، قال إن "الأمر الوحيد الذي يضمن السلامة لأعدائنا هو أن يحترموا سيادة الأمة الإيرانية العظيمة، وأمنها القومي ومصالحها الوطنية".

ويرى أن هذا الموقف الأمريكي يفسره المتشددون في إيران، الذي لا يعترضون على المواجهة العسكرية، بأنه تخبط وعدم تخطيط وقلة حزم في الجانب الأمريكي ويجعلهم يدفعون إلى المزيد من التحدي. وهذا بدوره يعزز موقف بولتون والمتشددين في البيت الأبيض، للدفع من جهتهم إلى العمليات العسكرية.

ويضيف الكاتب أن الأحداث الأخيرة إنذار بمخاطر اندلاع حرب بين الولايات المتحدة وإيران، إذ يواصل البيت الأبيض ضغوطه على طهران بالعقوبات الاقتصادية من جهة والتعزيزات العسكرية في الخليج من جهة أخرى.

وهناك مخاوف كبيرة من أن تصاعد التوتر بين الطرفين قد يؤدي إلى ارتكاب خطأ يشعل حربا حقيقية.

"خلايا إرهابية في أفريقيا"

ونشرت صحيفة ديلي تلغراف تقريرا كتبه محرر شؤون الدفاع، كون كوغلين، يقول فيه إن إيران تزرع خلايا إرهابية في أفريقيا تحت ضغط العقوبات الغربية عليها.

ويقول كون نقلا عن مصادر أمنية غربية إن طهران تزرع شبكة من الخلايا الإرهابية في أفريقيا بهدف ضرب مصالح أمريكية وغربية ردا على العقوبات الاقتصادية التي فرضتها واشنطن عليها.

ويضيف أن الشبكة تأسست بأوامر من الجنرال، قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، جناح النخبة في الحرس الثوي الإيراني، والمكلف بالعمليات في الخارج.

ومهمة الشبكة، حسب الكاتب، هي ضرب المصالح الأمريكية والغربية الأخرى عبر القارة، من بينها استهداف السفارات والمسؤولين. ويعتقد أن خلايا هذه الشبكة بدأت نشاطها في عدد من الدول، من بينها السودان وتشاد، وغانا والنيجر، وغامبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى.

وتفيد المصادر نفسها أن العملية تديرها الوحدة 400 وهي وحدة متخصصة في فيلق القدس يقودها حامد عبد اللهي، وهو ضابط في الحرس الثوري صنفته الولايات المتحدة ضمن داعمي العمليات الإرهابية عام 2012. ويعتقد أن الشبكة يديرها، علي برهون، وهو أيضا من أعضاء الوحدة 400.

وكشفت تفاصيل وجود هذه الخلايا، حسب كون، إثر سلسلة اعتقالات تمت في تشاد في أبريل/ نيسان الماضي. وتبين للمحققين إن إيران كانت تجند رجالا أعمارهم من 25 إلى 35 عاما، بهدف تدريبهم على تنفيذ أعمال إرهابية ضد أهداف غربية.

ويعتقد أن ما يقارب من 300 شخص جندهم الحرس الثوري موجودون في مراكز تدريب إيرانية في سوريا والعراق. وجرى تدريب أخر فوج في النجف بالعراق، بحسب تقرير الصحيفة.