" ثقافة " الكابريهات ..!!
تاريخ النشر : 2019-06-18 08:45

من الظواهر السلبية  في الواقع العربي الراهنة في مضمار الحياة الثقافية ، والتي يمكن ان نطلق عليها اوبئة أو أمراضًا خبيثة ، وتتمثل بازدهار الفن الرخيص الساقط ، و" ثقافة " الواوا  والكابريهات ، وهي الماركة المسجلة الآن للثقافة النفطية الخليجية ، ومرحلة بيع وشراء الذمم والضمائر والمواقف .

فالناظر في الحالة الراهنة يلمس تراجعًا واضحًا وملحوظًا للثقافة الحقيقية ، ثقافة التقدم والانسان والالتزام والمقاومة ، وهذا بفعل الحياة الاستهلاكية وتراجع قيم الجمال الانسانية ، ونتيجة قهر واستبداد الانظمة العميلة المتسلطة التي زجت وتزج بالأقلام التقدمية والأصوات المستنيرة في المعتقلات والسجون ، ناهيك عن المؤامرة الرجعية لتفريغ الثقافة من روحها الانسانية والوطنية المعارضة والمناهضة للظلم والقهر والعسف والاضطهاد والاستلاب الإنساني ، ما يجعل " ثقافة " الكابريهات تنمو وتبسق وتزدهر في مجتمعات التخلف والجهل والأمية والظلامية .

ويمكن الفول أن " ثقافة " الكابريهات هي تجسيد لبطانة جاهلة ميسورة وفاسدة ، ذات امكانيات غير محدودة اقتصاديًا ، ومحدودة بشكل محزن ثقافيًا .

العلاقة بين الثقافة والحياة هي غلاقة جدلية ومتبادلة ، ويقينًا أن انتصار المعركة لأجل الديمقراطية والتقدم والحرية والعدالة الاجتماعية في المجتمعات والأوطان العربية هي الأساس لمواجهة واغلاق وتصفية كل الكابريهات الفاسدة التي تشبه المواخير ، وإسقاط " الثقافة " المعادية والمناهضة للثقافة الحقيقية ، ثقافة الإنسان والحياة والالتزام بالهم الجمعي العام ، المنحازة لفقراء وجياع العالم والمنتصرة للطبقات الشعبية الكادحة المسحوقة .