مصدر: حماس تحاول منع ضربة عسكرية لقطاع غزة بدبلوماسية مكتبها السياسي في الخارج
تاريخ النشر : 2014-07-01 20:56

 أمد/ غزة : مع دخول الأسبوع الثالث لاختفاء المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية منذ 12/6، تشعر حماس التي اتهمتها إسرائيل بخطفهم، أن مهاجمتها في غزة بات وشيكاً، بعد تقليص الجيش الإسرائيلي عملياته بالضفة. وقد بات قلقها أكثر إلحاحاً بما أنّ إسرائيل أعلنت في الأسبوع الماضي أنّها حدّدت شخصين مرتبطين بحماس مشتبهاً بهما وهما مروان قواسمي وعامر أبو عيشا.

وعلم موقع  "المونيتور" الأمريكي ،  أن قيادة حماس بغزة، اختفت تقريباً عن الأنظار، ويواجه الصحفيون صعوبة بالوصول إليهم، بعد اتخاذهم احتياطات أمنية فائقة خشية استهداف إسرائيل لهم، ولم يخرجوا إلا يوم تشييع جنازة 5 من مقاتلي كتائب القسام الذين قتلوا مساء 20/6 جراء انهيار نفق أرضي فيهم شرق غزة.

وتقدم موكب التشييع إسماعيل هنية نائب رئس المكتب السياسي لحماس، وأحمد بحر رئيس المجلس التشريعي بالإنابة، ومحمود الزهار وخليل الحية عضوي المكتب السياسي للحركة.

وأثار خروج قيادة حماس السياسية كاملة بهذا الشكل في وضح النهار قلق الأوساط الأمنية في غزة، التي خشيت في حديثها "للمونيتور" من قدرة إسرائيل على تتبع خطوط سيرهم، والوصول إليهم.

بجانب هذه الإجراءات الأمنية الاحترازية، رفعت حماس تهديداتها لإسرائيل إن هاجمتها في غزة، وكشف محمود الزهار مساء 24/6 النقاب عن "تطوير كتائب القسام لقدراتها الصاروخية يجعلها قادرة على ضرب أي مدينة داخل إسرائيل في المعركة المقبلة، محذراً من مهاجمة غزة".

ووجد القلق الذي يساور حماس من هجوم إسرائيلي متوقع، ترجمته في الإخلاءات المتواصلة للمقار الأمنية خشية استهدافها من سلاح الجو.

الإجراءات الأمنية التي قامت بها حماس الداخل في غزة، قابلته جهود دبلوماسية وسياسية من حماس الخارج، التي أجرت اتصالات مكثفة مع عواصم عربية ودولية لكبح جماح إسرائيل من ضربة قاسية ضد غزة.

فقد أكد عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحماس في حديث هاتفي "للمونيتور" أن خالد مشعل زعيم حماس اتصل بين يومي 21-25/6 مع أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، بصفته رئيس القمة العربية، والرئيسين اليمني عبد ربه هادي، والسوداني عمر البشير، ونجيب عبد الرزاق رئيس الوزراء الماليزي، ووزير داخليته داتو حميدي، "ووضعهم في صورة آخر المستجدات الفلسطينية، وبحث معهم التصعيد الإسرائيلي ضد الضفة والقطاع، ومسؤولية الدول العربية في مساندة الشعب الفلسطيني".

وأضاف الرشق المقيم في قطر: "أجرى مشعل اتصالات هاتفية أخرى مع وزيري الخارجية القطري خالد العطية، والعماني يوسف بن علوي، ومع أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي،تناول معهم الموقف من تصعيد إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، ودعاهم للتحرّك على المستوى العربي والدولي للضغط على إسرائيل لوقف عملياتها العسكرية".

وفي وقت لاحق، أكد الرشق "للمونيتور" في اتصال هاتفي صباح اليوم الجمعة أن "مشعل أجرى اتصالاً هاتفياً مع قطر الشيخ تميم يوم الخميس ٢٦/٦ وأطلعه على تطورات الموقف في للأراضي الفلسطينية، كما بعث برسالة صباح 27/6 للرئيس الإيراني حسن روحاني، طالبه فيها بدعم صمود ومقاومة الشعب الفلسطيني في مواجهة إسرائيل، كما اتصل بالأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد مدني".

ما لفت انتباه "المونيتور" في اتصالات مشعل الدبلوماسية، حديثه مع مبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط ونائب وزير الخارجية "ميخائيل بوغدانوف"، مما يعكس رغبة حماس بتوثيق علاقاتها مع موسكو، وهو ما تحدث عنه "المونيتور" بتحليل سابق.

هذا التواصل الدبلوماسي لمشعل، ترافق مع إعلانه عبر قناة الجزيرة مساء 23/6 أنه "التقى عددا من الوفود الأجنبية من دول بعضها يصنف حماس "منظمة إرهابية"، بعضهم يشتم إسرائيل داخل الغرف المغلقة، مطالباً بملاحقتها في المحافل الدولية بسبب الانتهاكات التي ترتكبها ضد الشعب الفلسطيني".

فيما رجح أسامة حمدان رئيس دائرة العلاقات الدولية في حماس أن "تنظم حماس سلسلة من الزيارات لعدد من الدول العربية المرحلة المقبلة"، كاشفاً أن "فحوى الاتصالات التي أجراها مشعل مع قياداتها، بحثت العمليات الإسرائيلية المتصاعدة ضد الضفة وغزة، وضرورة التدخل لوقفها".

"المونيتور" سأل مسئولاً في دائرة العلاقات الدولية التابعة لحماس، عن جدوى الجهود الدبلوماسية التي يجريها مشعل في الآونة الأخيرة بعد إعلان إسرائيل لهذا الاتهام، فأجاب: "لاشك أن إسرائيل أرادت بهذا الاتهام قطع الطريق على أي إدانة دولية وإقليمية لهجومها المتوقع على غزة، وهذا ما يسعى إليه مشعل في اتصالاته السياسية الحالية، معتبراً أن تزامن اتهام إسرائيل لحماس بخطف المستوطنين مع جهود الحركة الدبلوماسية ليست عفوية، بل مقصودة".

أخيراً..فقد علم "المونيتور" من مسئول في حماس أنها بصدد "إعداد مذكرة سياسية سترسلها للعواصم المؤثرة في المنطقة والعالم، وعدد من المؤسسات الدولية، تحذر فيها من عملية إسرائيلية ضدها بغزة، وتفند فيها اتهامها بخطف المستوطنين لتبرير الهجوم، والإيضاح أن غزة تعيش وضعاً معيشياً واقتصادياً صعباً لا يحتمل حرباً جديدة".

وأضاف:"الحركة تسابق الزمن لإصدار المذكرة قبيل مهاجمة إسرائيل لغزة، ورغم أن المذكرة لن تمنعها من ذلك، لكن الحربين السابقتين 2008 و2012، أكدتا أن إسرائيل خرجت خاسرة على صعيد الرأي العام الدولي، والفلسطينيون بدأوا يكسبونه، وهذا ما نعمل عليه".