مسيرة النضال الوطني في مواجهة سياسات الانظمة. .
تاريخ النشر : 2019-06-13 23:24

تبرز دائما مسألة العلاقة بين النضال الوطني الفلسطيني والواقع السياسي العربي في كل مرحلة من المراحل السياسية التي تمر بها القضية الفلسطينية فمن وراء التذرع بمنطق السيادة القطرية التي حصلت عليها معظم الدول العربية خاصة المجاورة لفلسطين جرى إحباط النضال الوطني الفلسطيني فقامت الأنظمة العربية بالتآمر عليه وذلك بانتزاع حق المقاومة في الانطلاق من الساحات العربية المواجهة مع الكيان الصهيوني وتتكرر التجارب الآن ولكن بأشكال مختلفة فتهرع الكثير من الدولة العربية بنسخ علاقة تطبيع تحت مسميات وعناوين وسياسات مختلفة ويعلن الكثير منها حضور مؤتمر البحرين الاقتصادي الذي يعقد في العاصمة المنامة لتطبيق الشق الاقتصادي من مشروع صفقة القرن الأمريكية التصفوية وذلك في ظل مقاطعة الطرف الفلسطيني صاحب القضية الرئيسي الأول ويحدث كل هذا التنازل العربي الرسمي الذي يعتبر تفريط واضح بالحقوق الوطنية والقومية في وقت لم يقدم الكيان الصهيوني أي بادرة أمل في مغادرة موقع التعنت والصلف فيرفض مشروع حل الدولتين الذي يحظى بإجماع دولي باستثناء إدارة ترامب المتصهينة التي تخلت عنه مؤخرا لصالح المخطط التصفوي المعروف إعلاميا بصفقة القرن الذي يروج عبر كوشنر اليهودي صهر الرئيس الأمريكي ومن التسريبات لهذه الصفقة التي لم تعلن بعد يتضح مدى إلاستخفاف السياسي الأمريكي بالعقلية العربية حيث لا يوجد فيه كمشروع سلام أي بند لصالح الحقوق الوطنية المشروعة الفلسطينية وكذلك يرفض الكيان الصهيوني المبادرة العربية للسلام الذي أقرها مؤتمر قمة بيروت عام 2002 وكان رد شارون عليها آنذاك وكان يشغل منصب رئيس الوزراء إعادة احتلال الضفة الغربية متمسكا هذا الكيان العدواني العنصري أكثر وأكثر بمشروعه الصهيوني القائم على الرواية إليهودية ..هذا على المستوى السياسي اما على المستوى الأمني الميداني فهذا الكيان العدواني يزداد شراسة في عملية القمع ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة ويتم ذلك عبر الإعدامات على الحواجز واقتحامات المستوطنين شبه اليومية للمسجد الأقصى تحرسهم قوات الجيش والشرطة العسكرية الفاشية وعلى جبهة قطاع غزة يمارس الجيش الإسرائيلي جولات من تصعيد العدوان التي تسفر عن تدمير مبان وسقوط ضحايا أبرياء وذلك أصبحت هذه المواجهة مع المقاومة التي يمكن أن تتسع إلى حرب رابعة إضافة إلى الدور العسكري في الأزمة السورية هي الأبرز في استراتيجية الكيان الصهيوني في التعامل مع ما يحدث في المنطقة . .هكذا تنسجم السياسات العربية الرسمية في مجملها مع المخطط الصهيوني في تهميش القضية الفلسطينية وجعلها قضية غير رئيسية يمكن التعايش مع قضاياها لأجيال عديدة دون التوصل إلى حل نهائي عادل ينهي ماساتها. ..ولكن هذه السياسات العربية الرسمية رغم ما حدث من تبدل في المصالح العربية والاقليمية والدولية لن تستطع أضعاف الإرادة الوطنية في استكمال مسيرة المقاومة بكافة أشكالها و النضال الوطني الفلسطيني على الرغم من مرور واحد سبعين71 عاما على النكبة باغتصاب فلسطين وإقامة الكيان الصهيوني على أنقاض شعبها سوف لن يتوقف وسوف يستمر الشعب الفلسطيني رغم الصعاب والعراقيل متمسكا بحقوقه الوطنية ومحافظا على هويته الوطنية والقومية غير أن مسؤوليته الاولي في هذه المرحلة الذي يجب أن يتحملها هو إنهاء الانقسام السياسي لتحقيق الوحدة الوطنية باعتبارها الضمانة الأكيدة للانتصار على المشروع الأمريكي الصهيوني الرجعي التصفوي ..