هل بدأ الفلتان الأمني يطل برأسه من جديد
تاريخ النشر : 2014-07-01 17:32

وجهة نظر 1/7/2014م

أثناء قيام الطيران الإسرائيلي بغارات مكثفة مساء الأمس على قطاع غزة من جنوبه حتى شماله بدأت تتوارد معلومات تفيد أن بعض الملثمين الذين كانوا يستقلون سيارات دفع رباعي قاموا بتحطيم عدد من الصرافات الآلية لبعض بنوك غزة، وأيضاً هناك مجموعة أخرى أقدمت بعد منتصف الليل بمصادرة جميع الكاميرات المنصوبة أمام هذه البنوك.

إن هذه الأعمال التي حصلت مساء الأمس تحت سمع ونظر أجهزة الأمن في غزة، إنما تفاقم من حالة الفوضى وعودة الفلتان الأمني ليطل برأسه في الشارع الفلسطيني مرة أخرى حيث عانينا منه لعدة سنوات خلت، وفي هذه الحالة فقد لا يكون الإنسان في مأمون على حياته وحياة أسرته عندما يشاهد ويسمع هذه الأعمال التي يقوم بها نفر من الملثمون.

أنا مع إيجاد الحلول الناجعة لموظفي حكومة حماس السابقة في قطاع غزة والذي يقدر عددهم حوالي خمسون ألف موظف، لكن كان الأولى على من قام بتوقيع إعلان الشاطئ أن يشرح ويفسر للجميع ماذا تم الاتفاق عليه وعن كيفية صرف رواتب هؤلاء الموظفين حيث إن عملية إغلاق البنوك التي حصلت الشهر الماضي لهي ماثلة في الأذهان وكنا نتمنى أن لا تتكرر هذا الشهر وخصوصاً مع حلول شهر رمضان الفضيل، لقد آن الأوان لوضع حد لهؤلاء الملثمون حيث إن عملية تحطيم الصرافات الآلية ومصادرة الكاميرات الخاصة بالمراقبة هو خلط للأوراق وإن هذه الأعمال سوف تؤدي في النهاية إلى الفوضى العارمة وعودة الفلتان الأمني من جديد.

إن ما قام به هؤلاء الملثمون يدل دلالة تامة لعدم وجود أمن في غزة وخصوصاً أثناء قصف الطائرات الإسرائيلية لقطاعنا المحاصر أوانهم معروفين لدى الأجهزة الأمنية.

لقد مضى حوالي الشهر على إغلاق البنوك في المرة الأولى والآن تتكرر هذه العملية بتحطيم الصرافات الآلية دون إيجاد حل لهؤلاء الموظفين مما استدعى عدد كبير من رجال الأعمال والتجار والمواطنين لسحب ودائع كبيرة من هذه البنوك خلال الأيام الماضي ليقينهم بأن هذه العملية سوف تتكرر مرة أخرى.

تأتي هذه العملية هذا اليوم في موعد صرف رواتب الموظفين الذين يتقاضون رواتبهم من رام الله وكذلك رواتب الآلاف الأسر التي تتقاضي رواتبها من الشؤون الاجتماعية / غزة، هل هذا العمل مقدمة للفوضى والفلتان الأمني الذي قام به بعض الملثمون.

كنا نسمع على مدار السبع سنوات العجاف من الصغير قبل الكبير أن الأمن في قطاع غزة مستتب إلى درجة 100% وأننا لن نسمح بعودة الفلتان الأمني والفوضى إلى الشارع الفلسطيني مرة أخرى، أليس هذا هو الفلتان الأمني بعينه.

لقد سمعنا عن تهديدات نقابة الموظفين في غزة لتصعيد آخر، وهنا أسأل هل سيقومون بإغلاق الوزارات والمستشفيات وإيقاف سيارات الإسعاف وسيارات الإطفاء وسيارات الأجهزة الأمنية ومنعها من المرور في الشوارع وأشياء أخرى كثيرة.

لابد من الذين وقعوا على إعلان الشاطئ واتفاق القاهرة أن يكونوا صريحين مع شعبهم وتنظيماتهم ويضعوهم في صورة ما وقعوا عليه دون تباطئ وكذلك لابد أن يتم إيجاد الحلول لكافة هؤلاء الموظفين فهم بشر مثلنا.

هل كانت المصالحة، مصالحة شكلية فقط لأسباب لا نعرفها ويعرفها فقط الذين وقعوا على هذا الإعلان.

المشاكل بدأت تظهر على السطح وهذا يدل على أن حجم مشاكل غزة كبيرة وكبير جداً.

هل هناك حلول سحرية لدى حكومة الوفاق لحل معضلة غزة صاحبة أكبر المشاكل.

ألم تكن كافة المشاكل موجودة من قبل تشكيل حكومة الوفاق، من قطع الكهرباء، وإغلاق المعابر، وحصار جائر، وقصف طيران باستمرار، ونقص في الأدوية وعدم وجود عمل لآلاف العمال وعدم تمكن حكومة حماس من صرف رواتب موظفيها لعدة أشهر سابقة.