ذكرى رحيل المناضل  الحاج/ حلمي ديب خلف (أبو إياد) (1946م-2018م)
تاريخ النشر : 2019-06-09 11:00

حلمي ديب سعيد خلف من مواليد مدينة خانيونس بتاريخ 1/1/1946م. تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي في مدارسها ، ومن ثم سجل للدراسة في جامعة بيروت العربية ، إلا أنه لم يستطع إكمال دراسته بسبب وفاة والده ، فقرر العودة إلى مسقط رأسه لرعاية أخوانه. عمل في بلدية خانيونس كموظف بلدية ومن ثم أصبح رئيس قسم المياه ، وبعدها مدير العلاقات العامة في البلدية ومديرا عاما لبلدية خانيونس وعضوا في المجلس البلدي.
كان حلمي خلف لاعب منتخب فلسطين لكرة اليد ، حيث كان له الشرف بتمثيل فلسطين دوليا قبل عام 1967م. أختير رئيسا لنادي خانيونس الرياضي (نادي شباب خانيونس حاليا) عام 1980م-1986م ، أنتخب عضوا في اللجنة الفنية لرابطة الأندية الرياضية في قطاع غزة ، وكذلك أنتخب عضوا في مجلس إدارة رابطة الأندية الرياضية في القطاع. شارك مع إخوانه الرياضيين في تأسيس و إنشاء نادي اتحاد خانيونس الرياضي ، حيث عمل وقتها أمينا للصندوق في النادي بعد تأسيسه.
كان الحاج حلمي ديب خلف أحد قيادات حركة فتح في مدينة خانيونس بعد احتلالها عام 1967م ، وقد تم تنظيمه عن طريق الشهيد/ صلاح القدوة. وانتقل إلى العمل في القطاع الغربي ضمن كوادر لجنة غزة برئاسة المرحوم/ صبحي أبو كرش (أبو المنذر) والمرحوم/ ناهض الريس (أبو منير) بتكليف من الشهيد القائد/ أبو جهاد الوزير منذ عام 1977م حتى نهاية عام 1988م كمسؤول لمدينة خانيونس ، حيث كلف بعدها بالمسؤولية عن جهاز (قوات ال17) في المنطقة الجنوبية من القطاع وحتى عودة السلطة الوطنية الفلسطينية.
وقد كان الحاج/ حلمي خلف أحد قادة الانتفاضة الأولى المباركة عام 1987م. 
اعتقل للمرة الأولى بتاريخ 29/5/1969م وحتى شهر 9/1971م ، ومن ثم افرج عنه ليتم اعتقاله مجددا ولعدة فترات تتراوح ما بين ستة أشهر إداريا حتى عام واحد في سجون الاحتلال وقد بلغ مجموع ما أمضاه في السجون الإسرائيلية ما يزيد عن سبع سنوات متفرقة كان آخرها بتاريخ 27/12/1990م ، وافرج عنه بتاريخ 26/12/1991م ، تعرض فيها لشتى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي الوحشي على يد المخابرات الإسرائيلية ، لكنه بقى صامدا في وجه غطرسة الاحتلال. وقد عرضت عليه سلطات الاحتلال الإبعاد عن غزة عدة مرات لكنه رفض الإبعاد رغم كل المحاولات والضغوطات والإغراءات التي تعرض لها.
تعرض المناضل/ حلمي خلف لعملية اختطاف ومحاولة اغتيال من قبل جهاز الموساد الإسرائيلي بتاريخ 26/6/1989م في مدينة خانيونس ، ولكن العملية فشلت ليكتب الله له عمرا مديدا. ومن ثم تم سجنه في سجن النقب الصحراوي ، وخلال مدة سجنه عام 1969م شارك في أول إضراب في سجون الاحتلال برفقة الشهيد/ عبدالقادر أبو الفحم.
كان المناضل/ حلمي خلف يحمل الهوية الخضراء والتي بموجبها يمنع من السفر من قطاع غزة إلى الخارج من عام 1984م وحتى عام 1993م ، حيث كان مفروضا عليه الإقامة الجبرية في مدينة خانيونس ويحظر عليه مغادرتها من قبل جهاز المخابرات الإسرائيلي.
وقد قدم فلذة كبده الشهيد/ إيهاب حلمي خلف شهيدا بتاريخ 7/10/2002م أثناء تصديه هو ورفاق دربه لاجتياح قوات الاحتلال لمدينة خانيونس خلال أحداث الانتفاضة الثانية ، حيث استشهد بقصف صاروخي من قبل طائرة هليوكبتر شاركت في المعركة. وعندما وصل خبر استشهاد ابنه إيهاب قال مقولته المشهورة: (الابن غالي والوطن غالي ، وكلنا شهداء على درب الأقصى.) 
انتقل المناضل الحاج/ حلمي ديب خلف (أبو إياد) إلى جوار ربه بعد حياة حافلة بالنضال والعطاء من أجل فلسطين مساء يوم الأحد الموافق 10/6/2018م بعد معاناة مع المرض وقد ورى الثرى ظهر يوم الاثنين الموافق 11/6/2018م بعد الصلاة عليه في مسجد أهل السنة بمدينة خانيونس ومن ثم إلى مثواه الأخير.
المناضل الحاج/ حلمي خلف (أبو إياد) كان وطنيا بإمتياز ، أب وأخ وصديق ومعلم. كان علامة فارقة في مدينة خانونيس ، حيث كان نموذجا ونبراسا في الالتزام والعطاء والتضحية ، لم يتأخر عن القيام بمهامه واجباته ولم تثنه كل الصعوبات والتحديات. وكان له باع طويل في العمل المجتمعي.

رحم الله المناضل الحاجس/ حلمي ديب خلف (أبو إياد) واسكنه فسيح جناته.