وفد من اللجنة الوطنية للدفاع عن الاسرى زار الصليب الاحمر الدولي في بيروت وسلم مذكرة
تاريخ النشر : 2013-10-04 21:46

أمد/ بيروت : في اطار "خميس الاسرى" وبدعوة من اللجنة الوطنية للدفاع عن الاسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال قام وفد من اللجنة الوطنية للدفاع عن الاسرى صم امين سر اللجنة الوطنية للدفاع عن الاسرى والمعتقلين يحي المعلم ، عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية عباس الجمعة ، عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية القيادة العامة حسين الخطيب ، رئيس اتحاد الحقوقيين الفلسطينيين المحامي صبحي ظاهر ، محمد بكري ممثل جبهة التحرير العربية ، علي حبوس عضو اللجنة الوطنية للدفاع عن الاسرى ، بزيارة مقر الصليب الاحمر الدولي في بيروت ، حيث استقبلهم ممثل الصليب الاحمر الدولي علي شحرور ، حيث سلم الوفد مذكرة من اللجنة تشرح فيها اوضاع الاسرى وتطالب الصليب الاحمر الدولي بالتحرك الفوري للاطلاع على اوضاع المعتقلين في سجون الاحتلال .

وتحدث امين سر اللجنة الوطنية يحي المعلم فقال ان هذه الزيارة تأتي في اطار خميس الاسرى، في ظل صمت وتواطؤ امريكي صهيوني وصمت منظمات حقوق الإنسان والمؤسسات الدولية، التي لم تحرك ساكنا تجاه قضية الأسرى ، مؤكدا استمرار اللجنة الوطنية بالفعاليات التضامنية مع الأسرى حتى تحقيق كافة مطالبهم في سبيل انتزاع حقوقهم وفي مقدمتها عزتهم وكرامتهم والافراج عنهم، والانتصار لمبادئهم وقيمهم التي ناضلو من اجلها .

من جهته تحدث عباس الجمعة عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية لافتا ان الاسرى يحتاجون إلى وقفة جادة تتكامل فيها التحركات الشعبية للضغط على المؤسسات الدولية من اجل وقف سياسة الاحتلال بحقهم والتعامل معهم كأسرى حرب، مضيفا أن مسؤولية الأسرى هي مسؤولية وطنية تمس كل أبناء الشعب الفلسطيني.

وحمل الجمعة حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الاسرى المضربين عن الطعام ، وكذلك الاسرى المرضى الذين يتعرضون لسياسة اهمال طبي متعمد من قبل حكومة الاحتلال.

واكد ممثل القيادة العامة حسين الخطيب على دور الصليب الاحمر الدولي في حمل هذا القضية الانسانية وكافة القضايا على مستوى العالم داعيا الى اعطاء الاهمية لقضية الاسرى الذي يعانون من ظروف خطيرة وصعبة نتيجة ممارسات الاحتلال .

وتحدث رئيس اتحاد الحقوقيين الفلسطينيين المحامي صبحي ظاهر مؤكدا ان "الاسرى ما زالوا يعانون اوضاعا صحية صعبة، وامراض خطيرة وإعاقة، وأن هذا الوضع لا يمكن احتماله بأي حال من الاحوال نتيجة الاهمال الطبي الذي زاد معاناة الاسرى.

نص المذكرة

جانب سعادة" يورغ مونتاني" المحترم

رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر

تحية من قلوب يملؤها الألم والحزن وبعد.

 

تتقدم اللجنة الوطنية للدفاع عن الاسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني باسمى تحياتها لكم وتثمن الدور الهام الذي تقومون به لخدمة قضايا الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في المعتقلات الإسرائيلية، فإنها لتتطلع إلى التدخل السريع والمؤثر على أعلى المستويات لإيقاف سلسلة الإجراءات التعسفية والإجرامية التي تقوم بها مصلحة إدارة السجون الإسرائيلية مدعومة وموجهة من قبل حكومة الاحتلال الإسرائيلية ، والتي تتمثل في العزل وتقييد الأرجل والعزل الانفرادي داخل المعتقلات، والإهمال الطبي المتعمد وسحب الأدوات الكهربائية ومنع الزيارات والحرمان من الكنتين وحرمان الأهالي من زيارة أبناءهم إلى آخر سلسلة غير منتهية من الانتهاكات التي تتعارض مع القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان ومعاهدة جنيف، كل ذلك دفع بالأسرى الفلسطينيين لإعلان الإضراب عن الطعام ( كلي أو جزئي) تعبيراً عن رفضهم لهذه الإجراءات التي ترقى لمستوى جرائم الحرب من قبل الاحتلال، ولا يخفى عليكم أن الإضراب عن الطعام هو سلاح اليأس للاسرى والمعتقلين الذي يقوده الاسرى بعد أن فقدوا الأمل من تراجع إدارة مصلحة السجون عن هذه الإجراءات الإجرامية.

ان ما تقوم به حكومة الاحتلال بحق الأسرى والأسيرات من تجاوزت لكافة الخطوط الحمراء في تحدي الإرادة الدولية والإنسانية، واستخفاف تستخف بمكانة الامم المتحدة، وتعلن حرباً شعواء على الشعب الفلسطيني دون مسوّغ قانوني، وتدّعي اللجوء الى العنف المفرط دفاعا عن النفس، وتعمد الى ارتكاب القتل والاغتيال واضطهاد شعب يطالب بالحقوق التي توفّرها له القوانين والقرارات الدولية، وآن الأوان لمحاسبة هذا الكيان الذي طغى وتجبر على تمرّده وخروجه على الارادة الدولية المتمثلة بالامم المتحدة، فاستمرار المنظمة العالمية في جمودها وترددها واكتفائها بالتفرج على ابادة الشعب الفلسطيني بالتقسيط سيجعل مصيرها شبيها بمصير عصبة الامم التي عجزت، في الملمات ولدى حصول الاعتداءات، عن اتخاذ التدابير الحازمة ومعاقبة الاعضاء المذنبين .

لقد مضى على مفقودينا الاسرى اكثر من اثنين وثلاثين عاما لا نعرف مصيرهم، ولا نعرف اماكنهم، ولا نعرف اخبارهم، والشهود يؤكدون وجودهم مع الاحتلال وذلك حين تم نقلهم بآلياته إلى جهات مجهولة، ومن هؤلاء ابراهيم نور الدين وبلال الصمدي وحيدر زغيب وفواز الشاهر ومحمد معلم ومحمد شهاب و سعيد اليوسف وحسين دبوق وعبد الله عليان ومحمد فران وعمار العبد الله ورشيد آغا وحسن طه واحمد رحيل وعميد الاسرى يحيى سكاف وغيرهم لم يزودنا الصليب الأحمر الدولي حتى الساعة عن وضعه وحالته وموقعه، فنطالبه بذلك عملا بمهمته الانسانية العالمية، ونضيء على أحوال بعض أبطالنا ومعاناتهم لعل الضمير العالمي يتحرك لنجدتهم وإطلاقهم.

فمقابر الارقام هي احدى العناوين البارزة للجرائم الكبرى بحق الانسانية إلتي ترتكبها سلطات الاحتلال في فلسطين، ولا بد من تحرك كل المؤسسات الانسانية العالمية وفي المقدمة منها الصليب الاحمر الدولي لمعرفة وتحديد هوية اصحاب الجثامين المدفونين في مقابر الارقام التي ابتدعتها سلطات الاحتلال الذين ما زال يعاني منها اهالي المفقودين معاناة ما بعدها معاناة بانتظار عودة ابنائهم، وترى اللجنة انه لا بد من التنسيق بين اللجنة والصليب الاحمر الدولي واهالي المفقودين لكشف مصيرهم أو على الاقل لتشكيل لجنة تقصي حقائق للتعرف على الجثث الموجودة في مقابر الارقام وتحديد هوية اصحابها.

ففي الوقت الذي تتنادى فيه الأصوات المطالبة بالعدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان ضد الظلم والديكتاتورية والقمع، تتصاعد موجة التطرف العنصري الإسرائيلي مشحونة بالكراهية بحقوق للأسرى الفلسطينيين والعرب ، مما يتطلب فتح تحقيق حول ما يتعرض له الأسرى الفلسطينيون والعرب داخل سجون العزل الانفرادي، وما يتعرضون له من ممارسات قمعية وتردي أوضاعهم الصحية والتنكيل بهم.

ان اللجنة الوطنية للدفاع عن الاسرى والمعتقلين تطالبكم بالتحرك الفوري لإنهاء الممارسات الصهيونية الخطيرة بحقهم، التي تنتهك جميع مواثيق حقوق الانسان وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة لعام ١٩٤٩ الخاصة بحماية الشعوب تحت الاحتلال،والزام حكومة الكيان الصهيوني بوقف هذه الممارسات ضد الأسرى، كما نطالب المنظمات الدولية ببذل الجهود وممارسة ضغوطها على دولة الاحتلال لإطلاق سراح القادة المناضلين واعضاء المجلس التشريعي وفي مقدمتهم مروان البرغوثي واحمد سعدات وجمال الطيراوي وحسن يوسف وبسام الخندقجي وعبد الله البرغوثي ووائل سمارة باعتبارهم أسرى حرية يدافعون عن قضيتهم العادلة في وجه آخر دولة احتلال في العالم .

ان اللجنة الوطنية تطالبكم وتطالب المجتمع الدولي الانتصار لأسرى الحرية الفلسطينيين والعرب والضغط على حكومة الاحتلال لإجبارها على التعامل معهم وفق الشرائع الدولية وانسجاماً مع المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة، لا سيما وأن الاعتقالات والأحكام التعسفية الجائرة أصبحت تطال الطفل والشيخ والرجل والمرأة بصورة لم يشهد العالم لها مثيل.