تداعيات عملية خطف الجنود الصهاينة......!!
تاريخ النشر : 2014-06-19 18:04

إن التعاطف الرسمي الفلسطيني مع المخطوفين الصهاينة يجبرنا على أن نقف وقفة جريئة عند هذه الظاهرة في الوقت الذي يقبع ألاف الأسرى الفلسطينيين في زنازين الاحتلال الصهيوني ويمارس بحقهم شتى أنواع التعذيب والإهانة وبعضهم ممن كان يجب إطلاق سراحهم قبل عشرون سنة منذ توقيع اتفاقية أوسلو المشئومة.

لا نسمع أحد من حكومة العدو الصهيوني يتعاطف مع أسرانا الأبطال بل دائما ينعتونهم بالإرهابيين ويطالبون بالمزيد من التشديد على أسرانا

 

كل هذه التصريحات تتزامن مع الإضراب التاريخي الذي أعلنه الأسرى عن الطعام والذي قارب الخمسون يوماً دون أدنى تحرك من الحكومة الصهيونية سوى مطالبة المستشفيات التي يقبع بها الأسرى بعد تدهور حالتهم الصحية لإجبارهم على الطعام بطريقة وحشية وهي عن طريق أنابيب.

قضية المستوطنين المخطوفين تشكل منحنى في مسيرة النضال الفلسطيني حيث شكل هذا النوع من النضال تحدياً كبيراً وإذلالاً مهيناً أمام الحكومات الصهيونية المتعاقبة وكانت نتائج هذا العمليات كسر الغطرسة الصهيونية وتحرير الألوف من أسرانا البواسل , فتعد عملية خطف الجنود الصهاينة ومبادلتهم بالفدائيين الفلسطينيين والعرب من أنجع أنواع النضال , لذا تكون ردة الفعل من جيش العدو قاسية ومكلفة حتى لا يفكر المقاومين بمثل هذه العمليات المؤلمة والمذلة للعدو الصهيوني .

بناءاً على ذلك فإن التفكير في خطف مستوطنين من قبل المقاومة لها حساباتها المعقدة السياسية والعسكرية واللاجوستية , ولن يجرا إي تنظيم عن الإعلان عن مسؤوليته عن خطف المستوطنين لأنه سيكون بمثابة انتحار سياسي وعسكري لذا هناك سيناريوهان لما بعد عملية الخطف :

الأول أن يكون المخطوفين قتلوا ودفنوا في مكان يصعب الوصول إليه وهذا يجعل الكيان الصهيوني في حالة إرباك واستنفار وبلبلة لمدة طويلة .

ثانيا أن يكون الخاطفين أعدوا إعدادا جيدا أنفسهم وتم تجهيز مكان لإخفائهم لحين تحسن الظروف لمبادلتهم بأسرى وهذا الاحتمال يكاد يكون صعباً جداً نظرا لطبيعة المنطقة والتواجد الأمني الصهيوني والأجهزة الأمنية للسلطة التي توصل الليل بالنهار لحل لغز المخطوفين وكشف هويتهم , وحتى لا تتحمل الجهة الخاطفة عبء تبعات الإعلان عن نفسها ربما تلجأ لتنظيم دولي مطلوب دولياً مثل القاعدة لتتبنى العملية والمفاوضات مع الجانب الصهيوني.

مهما تكون النتائج فلا ينبغي لأي مسئول فلسطيني التعاطف مع المخطوفين الصهاينة في وقت يضرب به أسرانا البواسل عن الطعام دون أدنى تنازل من حكومة العدو الصهيوني.