هل ستعود "الشرعية" الى غزة ..ومتى!
تاريخ النشر : 2014-06-16 10:45

كتب حسن عصفور/ ليس مهما ان يتوقف الانسان، اي كانت هويته أو جنسيته أو فصيله، أمام "الصمت العجيب" للقيادة الفلسطينية ومؤسساتها كافة بالصمت حول ما يحدث من عدوان شامل على الأراضي المحتلة في الضفة، يمثل "اعادة احتلال" شبيه ما حدث عام 2002،دون حصار مقر الرئاسة والرئيس، بينما لا تتوقف قواتها عن حرب ضد قطاع غزة، الصمت أو "الهمس الخفيف جدا" تجاه العدوان لا يليق بقيادة كان عليها أن تستنفر من اللحظة الأولى، وتضع العدوان الجديد كعنوان سياسي لحركتها بكل ما لها من "قوة ناعمة"، وتستدعي اجتماعا طارئا للجامعة العربية على مستوى وزاري، وطلب جلسة لمجلس الأمن لبحث العدوان والهمجية العامة وعنصرية غريبة في اعتقال قيادات سياسية واعضاء مجلس تشريعي فقط لأنهم من حماس أو الجهاد، او غيرها من فصائل..

فالصمت هنا يعادل تخاذلا غير مبرر وبالتأكيد ليس مقبولا، وحتما لا يمكن لأحد ان يقتنع أن بيان يصدر عن القيادة يضع "التهجم على الرئيس" في مكانة أعلى من الحرب على الشعب الفلسطيني لا يرى جوهر ما يحدث، وقطعا لا يمكنه أن يدرك مغزاه السياسية، باختصار نحن أمام شكل من اشكال "الهزل السياسي"، ولا نريد ان نقول ان النشاط "غير المسبوق" في التنسيق الأمني "المقدس" للبحث عن ما تم خطفهم يضاعف اضعافا مضاعفة أي نشاط لوقف الحرب على الشعب في "بقايا الوطن"..

وخطورة موقف الصمت او "الهمس الصامت" من قيادة الشعب الرسمية تجاه الحرب العدوانية الاسرائيلية، يفتح "الدمل السياسي" الذي تتغاضى عنه تلك القيادة، وهو متى ستعود "الشرعية" وأجهزتها أو رموزها الى قطاع غزة، وهل هي فعلا ستعود أم أنها مجرد "اشاعة سياسية" يمكن ان تكون "كلام ليل في مخيم الشاطئ"..

والحديث عن "عودة الشرعية" ليس ابتعادا عن مجري تناول الحرب العدوانية القائمة، بل هو جزء من كيفية المواجهة المطلوبة، بما أن طرفي الأزمة الانقسامية اعلنا، ومعهما بعض الفصائل أن عهد "الانقسام انتهى" بكل "اللهجات المحلية الفلسطينية" مدنية وفلاحية مواطنية ومهاجرية، ان لا عودة للانقسام، ومضت اسابيع على ذلك الاعلان، اقتربنا من الـ60 يوما على اعلان الشاطئ، الذي كان يتطلب بعد 35 يوما من ذلك التاريخ، أن يتم عقد لقاء "القيادة الفلسطينية المشتركة" وها نحن لم نعد نسمع عنها، وايضا ان يصدر مرسوما واضحا لتحديد الانتخابات وطبيعتها، وليس امرا بالتحضير والاستعداد، فيما حكومة "التنافق الوطني"، لا تزال حكومة "الفيديو كونفرس"، لا قادم ولا ذاهب من هنا او هناك، ووزيرها الأول ليس في عجلة من أمره لـ"زيارة قطاع غزة"، وكأن غزة لن تعرف أن تنام أو تشرب وتأكل قبل أن يتكحل أهلها برؤية تلك "الطلة البهية"..

لا يهم اهل القطاع من يأت من قادة الحكم أو وزراء الحكومة، وليس مهما ايضا أن تتذكر قيادة اللجنة التنفيذية بكافة اعضائها أن غالبيتهم لم يرون القطاع منذ عام 2007، ذلك التاريخ الأسود، لكن بالتأكيد ما يهم الشعب الفلسطيني أولا، واهل القطاع ثانيا، متى يمكن اعتبار أن الشرطة في قطاع غزة ليست شرطة حماس، وأن الأجهزة القائمة المدنية والأمنية ليست حمساوية، بل هي مؤسسات للسلطة، تأتمر بأمرها وتخدم مصالحها وأهادافها - مفترضين كل حسن النوايا بأنها هي كذلك - ، والمسألة ابدا ليست قضية شكلية، كما قد يظن البعض ممن لا يجيدون سوى الظن وأغلبه آثم ملعون، بل هي نتاج موضوعي تفرضه الحالة الراهنية والمشهد الاحتلالي..

فمثلا هل تستنفر القوات الأمنية للتصدي العدوان الحربي الاحتلالي، ام تتصرف وفقا للقاعدة الذهبية بالتنسيق الأمني كونه سيحميها ومقراتها من أي غدر وقصف..ومن يصدر لها الأوامر بالتصدي او عدم التصدي أو الانتشار واخلاء المقرات..من يصدر أمرا للجهات المدنية والشرطية والدفاع المدني والصحة للقيام بما يجب القيام به لتقديم كل العون والمساعدة لمن يتعرضون للعدوان، من هي الجهات التي على المواطن الغزي ان يتبع تعليماتها، هل هي "بقايا اجهزة حماس" أم ما يفترض أن أجهزة السلطة المركزية – الشرعية..

وإن كان الاعتراف "نظريا" ان السلطة المركزية – الشرعية هي صاحبة "الحق والولاية" على القطاع أرضا وأهلا، وأن حماس ليست سوى فصيل من فصائله، هل يخرج علينا "الوزير الأول وزير الداخلية" ببيان عن حجم الخسائر التي لحقت بالمؤسسات الفلسطينية وعدد المعتقلين والشهداء في الضفة والقطاع نتيجة الحرب العدوانية الراهنة، ويعلن حالة "الاستنفار العام" في مؤسسات السلطة، التي كان لها ان تكون مؤسسات الدولة لولا الخضوع لرغبة واشنطن بوقف انطلاقة قطار دولة فلسطين..هل ذلك الطلب صعبا أو مزعجا أو محرجا، أو انه سؤال "خارج الصندوق"..

لم نعد نعرف "حدود الشرعية" وأطرها ومؤسساتها في قطاع غزة..ولا نعرف اصلا هل تعرف "القيادة الشرعية" للشعب الفلسطيني من هي "الشرعية في قطاع غزة"..برجاء الجواب أو الاستعانة بـ"صديق" ليعلمكم الجواب ..المهم أن تعرفوا وتعرفوا شعبكم لو كان لا زال جزءا هاما من التفكير..طبعا نعتذر عن ازعاجكم بسؤال قد يكون مرهق لعقلكم واحساسكم الرقيق جدا والمرهف بخطف بعض "الغالي"!

ملاحظة: عيب من بعض اعلام حماس ان يسخر من مرض زوجة الرئيس، على قيادات حماس التي تقول أنها "تخاف الله"، أن تخاف الله فعلا من سخرية كتلك، وليتهم يعتذرون ويحاسبون من فعلها في اعلامهم..عيب وكل العيب.. ولأم مازن كل السلامة لك!

تنويه خاص: الم يدرك البعض أنه لم يقلق أحد في عالمنا عن خطف المستوطنين سوى أمريكا مع دولة الاحتلال.الا يشكل ذلك "حافزا سياسيا" للقيادة "الحكيمة جدا" بقراءة الحدث..العالم زهق من دولة الكيان..عقبال بعض "القيادة" وحواريها ما تزهق أيضا!