هل يشاهد الرئيس السينما؟
تاريخ النشر : 2014-06-12 15:13

أنا من عشاق التفاصيل، فهى التى تعطى للصورة ثراء وللحياة معنى، فالحياة ليست خطوطا عريضة ومانشيتات ضخمة، لكنها خبر صغير فى صفحة الحوادث ورسالة حب على الموبايل وابتسامة طفل من وراء زجاج سيارة. التفاصيل هى التى تبقى فى الذاكرة، فربما نسيت عروس بعد سنوات كم تكلف حفل زفافها، ولكنها ستتذكر كيف شعرت بالحرج والضيق حين داس عريسها على ذيل ثوبها ومزق جزءا منه.

أعشق الأفلام التى تغرقنى فى تفاصيل الحياة الصغيرة لأبطالها، فأعيشها معهم لحظة بلحظة وأكاد أتصرف مثلهم، وأبرر أخطاءهم وخطاياهم، أبكى أحزانهم وأشاركهم أفراحهم وأزهو بانتصاراتهم وتهزنى انكساراتهم.

«السينما كتابة بالصور» مقولة للسينمائى الفرنسى جان كوكتو شديدة التكثيف بالغة الدلالة، فالصورة يمكن أن تكون بديلا عن عشرات المقالات ومئات الكلمات، إدراك مدى تأثيرها على المشاهد جعلها وسيلة من وسائل تزوير الوعى، وتحولت لسلاح ذى حدين، يحكى أن فيلم «شىء من الخوف» لحسين كمال كان جاهزاً للعرض، لكن على حد قول كمال: «أطلق أعداء النجاح إشاعة بأننا نقصد بشخصية عتريس الرئيس عبدالناصر» واحتاج الأمر لموافقة شخصية من الرئيس الذى شاهد الفيلم مرتين، وبعدها أمر بعرضه، لأنه وجد أنه لا يمكن أن يكون عتريس، وإن تحول يوما لعتريس فهو يستحق نفس المصير. صورة ناصر عن نفسه أنقذت الفيلم الذى يعد من روائع السينما المصرية، كان محباً للسينما ويقال إنه كان يشاهد أكثر من فيلم يومياً، كان عبدالناصر يدرك تأثير الفن، وفى عهده كان إنتاج السينما المصرية كبيراً ومستوى الأفلام رفيعاً.

السادات كان عاشقاً لأفلام الغرب الأمريكى ورعاة البقر، كان مخلصاً لتلك الفلسفة التى حاول تطبيقها بالانفتاح الاقتصادى الذى كان هدفه الثراء السريع وبأى وسيلة.

وكانت علاقة السادات بالفن والفنانين جيدة كحال مبارك الذى لم يُعرف عنه حب لنوعية معينة من الأفلام وربما كان يفضل الكوميديا، اللواء شفيق البنا، وكيل وزارة الشؤون الفنية والإدارية برئاسة الجمهورية، قال فى حديث مع شوبير: «الرئيس مبارك كان يحب المرح والنكات، وكان دائماً يقول: أنا هأعيش مرة واحدة ولازم أستمتع بحياتى»، أما محمد مرسى فعلاقته مع السينما توقفت عند فيلم «كوكب القرود» النسخة الأولى، كما ذكر فى حديثه مع مجلة تايم الأمريكية، وأضاف أنه تأثر به كثيراً!! السيسى فى لقائه مع الفنانين رحب بفاتن حمامة وتحدث عنها بإعجاب.. فهل هذا دليل على أن متابعته للسينما توقفت عند جيلها أم أنه يتابع السينما المصرية والعالمية حتى الآن؟.

عبارة فى خطاب الرئيس السيسى أثلجت صدرى: «على قدر ما استحسنتم الإسهام الفنى لتحفيز مشاعر المصريين الوطنية وتشجيعهم على المشاركة السياسية بقدر ما استشعرت غياباً لعمل وطنى ملحمى يؤرخ لثورتين مجيدتين، ويعد بمثابة أيقونة فنية وتخلد ذكرى شهدائنا، على غرار الأعمال الفنية العالمية.

«اعتبرتها إشارة لتقديره للفن وأهمية السينما، فهى مرآة الشعوب قادرة على أن تجعلنا نرى عيوبنا وأمراض مجتمعنا فنصلحها، ولكى نحقق سياسة تهدف لرفعة الفن وازدهار الثقافة وتقدم العلم فربما علينا أن ننفذ مقولة ماوتسى تونج «دع مئة زهرة تتفتح ومئة مدرسة فكرية تتبارى»... الحرية طريق الإبداع.

عن المصري اليوم