الهجرة ..عوامل محفزة وحل كارثي. ..
تاريخ النشر : 2019-01-27 01:20

ظاهرة الهجره عند الشعب الفلسطيني التي طغت على المشهد السياسي الداخلي في القطاع خاصة حادثة الغرق قبل أيام أمام الشاطيء اليوناني التي راح ضحيتها شاب في العشرين من عمره واصبحت بذلك هذه الظاهرة في القطاع قضية راي عام تتناقلها بين فترة واخرى وكاﻻت اﻻنباء والصحف والمواقع اﻻخباريه اﻻلكترونيه ...هذه الظاهره السياسيه اﻻجتماعبه ليست جديده في وقائع وسجل التاريخ السياسي الفلسطبني فهي تجد جذورها منذ عام 48 في اطار اغتصاب فلسطين وتحويلها الى وطن قومي لليهود حيث لم تكن هناك استراتيجيه عربيه وفلسطينيه مشتركه في ذلك الوقت موجهه ضد ظاهرة الهجره التي زادت من رقعة اغتصاب الصهاينه لﻻرض ..وبتوالي اﻻحداث السياسيه منذ عام 48 الي يومنا هذا وظاهرة الهجرة يتكرس وجودها كظاهره جماعيه وفرديه في الذهنيه الفلسطينه وفي الخيارات السياسيه واﻻجتماعيه واﻻمنيه الفلسطينيه وتصبح هي طوق النجاة والمﻻذ اﻻمن للتخلص من حياة الظلم السياسي واﻻجتماعي حدث ذلك بعد عدوان يونيو 67 حيث شهد القطاع بعد احتﻻله موجة نزوح كبيره الى اﻻردن وكذلك اثناء الحرب اﻻهليه في لبنان اندفع الكثير من الﻻجئين الفلسطينيين في هذا البلد الى الهجره بسبب هذه الحرب وكذلك بسبب الضائقه المعيشيه التي تسببها اللوائح واﻻجراءات التي يمارسها النظام السياسي الطائفي ، ثم ماتبع ذلك من هجرات للمقيمين الفلسطينيين في الكويت والعراق وحاليا في سوريه تهاجر اعداد منهم فرادى وجماعات الى اماكن لجوء جديده في لبنان وتركيا ومصر واﻻردن وهكذا في كل حدث سياسي يقع في المنطقه وفي كل صراع داخلي او اقليمي تشهده وينعكس سلبا على الوجود الفلسطيني وتضيق بذلك سبل الحياه السياسيه واﻻقتصاديه واﻻجتماعيه واﻻمنيه تنتصب ظاهرة الهجره كخيار اجباري ينظر اليه الفلسطيني للتخلص من ضنك العيش ومن نظرة اﻻنظمه العربيه له بانه مستودع ﻻنتشار اﻻفكار القوميه واليساريه والدينيه ووجود سياسي غير مرغوب فيه باعتباره عندهم عنصرا لعدم اﻻمن واﻻستقرار وسببا في امكانية تغيير في واقع التركيبه الطائفيه والدينيه والديموغرافيه في نسيج بعض المجتمعات التي يقيمون فيها ...في الحاله الفلسطينيه الراهنه في قطاع غزه يشكل الفقر وظاهرة البطاله المنتشره في صفوف الشباب خاصة من فئتي العمال وخريجي الجامعات وكذلك عدم الشعور باﻻمن واﻻستقرار جراء تكرار الحروب الصهيونيه العدوانيه وما تحدثه من اثار مدمره على البشر والحجر والخشيه ايضا من استمرار اﻻنقسام السياسي البغيض ما يسببه من ازمات في مختلف نواحي الحياة وما يسببه ذلك من حاله نفسيه ومعنويه مترديه عند عامة المواطنين.. كل ذلك تشكل عوامل محفزه وراء رواج ظاهرة الهجره من جديد عند افراد واسر كامله في القطاع وهو ما يعتبر ويوصف بانه طرح واختيار لحل كارثي وماساوي عدمي للهموم الوطنيه واﻻجتماعيه الفلسطينيه بعيدا عن هدف الصمود وعن شعور التمسك باﻻرض والوطن والحفاظ على الهويه الوطنيه والحضاريه وفيه ايضا اعاده لمشاهد وماسي ولوقائع الهجره اﻻولى من الوطن عام 48حيث مشاهد الهجره من يافا ومدن وقرى الساحل عبر مراكب البحر...لقد كان مؤمﻻ ان يزيد الصمود في مواجهة الحصار الذي فرض على القطاع منذ تولي حركة حماس من حدة الشعور بالتمسك بالوطن وعدم الهجره من ارضه المباركه الى الشتات اﻻخر المجهول بيد ان الدمار الهائل الذي لحق بالقطاع من جراء الحر وب الثلاثة التي وقعت عليه وكذلك ما ينذر في الأفق من احتمالات حرب رابعة بسبب الخسائر التي تحدثها وسائل المقاومة أثناء مسيرات العودة المتواصلة وعدم وضوح افق لخطط سريعة لتحسين الأحوال المعيشية وكذلك فوضى المساعدات التي تقدم عبر قنوات متعدده ويطرح الكثير منها للبيع في اﻻسواق وعلى اﻻرصفه وامام المدارس والمساجد وتتجلى للمواطن الغزي على شكل مهرجان يمارس فيه التمييز بسبب سياسة المحاصصه ..كل ذلك كان وراء الشعور بخيبة اﻻمل وعدم جدوى اﻻنتظار والبقاء في ظل هذا الواقع البائس عند الكثيرين ممن يبحثون عن حياة افضل ، اﻻمر الذي يتطلب من النظام السياسي الفلسطيني بكل مكوناته من جهاز تنفيذي واداري وفصائل واحزاب ومؤسسات مدنيه مجتمعيه وذلك باعتباره الجهه المسؤوله الرئيسيه اﻻولى في توفير اﻻمن واﻻستقرار والحياه الكريمه التدخل العاجل بوضع حلوﻻ سريعه في عﻻج ظاهرة اﻻندفاع نحو الهجره ..حلول موضوعيه تقوم على اساس صياغة برنامج سياسي وطني يعمل على الربط بين العامل السياسي واﻻجتماعي اﻻقتصادي فتوفير شروط ادامة الصراع السياسي والعسكري مع الكيان الصهيوني ﻻنتزاع هدف الحريه واﻻستقﻻل الوطني يتطلب حلول عاجله لمشاكل الجماهير المعيشيه واتاحة مساحات واسعه لها من الحريات والربط ايضا وهذا شيئ هام بين الوعي السياسي واﻻجتماعي والثقافه الوطنيه ...