ماذا بعد الإنفجار
تاريخ النشر : 2019-01-23 10:17

لا بد أن يدرك الفتحاويون والحماسيون أن تنظيميهما لم يولدان ويريان النور ويتبعهما الآلاف المؤلفة لأن أحداً ما يعشق أن يقع تحت حكمهما، والحقيقة التي يجمع عليها الجميع أن فلسطين، تلك البقعة التي سلبت منا بقوة إرهاب الحرب التي شنتها على آبائنا وأجدادنا العصابات الصهيونية، هي محور الفعل لكلا التنظيمين، وعليه لا أحد يُكِّن لكم عشقاً أو إخلاصاً أو إحتراماً إلا بقدر ما تحققون من انجازات تقربنا من الهدف الأسمى وهو العودة إلى أرضنا التي طردنا منها وإقامة الدولة واستعادة القدس وتحقيق المصير.
الشعب ليس مجموعة من الرعاع يسوقهم عباقرة فتح وحماس، بل في الشعب من هو أكثر فهماً وولاء لقضيته من كثير من المفتحين والمحمسين الذين أضحى هدفهم خدمة التنظيم قبل الوطن.
إن ما تقوم به حركة فتح في الضفة الغربية باعتبارها الممسك بزمام الأمر والمكون الأساسي للسلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية لم يعد يرضي أي من أحرار الوطن، فالحالة الأمنية الداخلية لمناطق السلطة لم تعد تتفق مع توجهات شعب تحت الاحتلال يسعى لمقاومته، حتى أن أي من أشكال المقاومة لم يعد على أجندة السلطة في الضفة الغربية سوى هبات من أجل التساوق الإعلامي وإظهار البطولة المزيفة. والأدهى من ذلك ترى الإرهاب والإعتقال الأمني وتكميم الأفواه وكأن السلطة أصبحت خادمة للاحتلال لاغير، أما ما تفعله السلطة من إذلال لأهل غزة فيحكى فيه الكثير سأعفيكم من سماع المزيد عنه فأنتم تعايشون معاناته.
على الشق الآخر من الوطن وهنا في غزة تحكم حماس الشعب وكأنها قدره، وهي ايضاً لديها ممارسات خارجة عن القانون ويتم التستر عليها بالإضافة الى اجراءات مالية من فرض ضرائب وغيره لا يمكن أن يمارسها الا صاحب السيادة، وتأبى أن تستوعب أننا بحاجة لحركة مقاومة تحفظ الأمن الداخلي والخارجي دون أن تتلوث يداها بما تضيع به وقتها وهيبتها، خاصة أن الشعب قد جف عودة وانتهت قدرته على الصمود.
يخشى الآن أن هذا الاختلاف بين الواقعين في الضفة والقطاع سيفضي إلى الانفجار عاجلاً أم آجلاً ولن يبدأ الإنفجار من الضفة لأن الوضع الاقتصادي رغم ضيقه إلا أنه لم يصل إلى ما وصلت إليه غزة.
المهم في الأمر هو أن الانفجار قادم لا محالة، والسؤال الأهم هنا هو ماذا بعد الإنفجار.
قد نقرأ الجواب بتفقد تجارب الآخرين الذين وصلوا إلى هذه اللحظة مثل مصر وسوريا واليمن وليبيا،
إذاً فلن نحتاج محللين سياسين ولا محرمين لندرك أن لحظة الانفجار إذا أتت سيضطرون هناك لاسالة الدماء وكذلك سيضطرون هنا لنفس الشيء لضبط الأوضاع على الأرض.
أما نحن كشعب فأين تكمن مصلحتنا، ولماذا صاحب الأمر دائما لا يضع لنا أي اعتبار.
ببساطة لأننا لا نهدد مصالحه،
إذا أردنا تغيير الواقع فلابد من تهديد مصالح الطرفين، ولكن ليس بالعنف وانما بالمقاومة السلمية واحدى أدواتها،
المناسب في هذا الموقف لفرض انهاء الإنقسام بقوة الشعب استعمال سلاحي المقاطعة والعصيان المدني،
مقاطعة كل مؤسسات السلطتين والتوقف عن دفع أي أموال لهما وكذلك العصيان المدني والتوقف عن العمل بشكل كامل حتى يذعن الطرفان لإرادة الشعب .