افتحوا البنوك في غزة
تاريخ النشر : 2014-06-09 12:30

إغلاق البنوك في غزة من مظاهر انقسام الشعب ومن مظاهر التناحر بين الفصائل, وهو أمر قائم علي مبدأ" إذا أنا ما بقبض مرتب, أنت كمان ما إليك", وهذه ظاهرة جديدة وخطيرة تضيف حزنا ونكسه جديدة إلي نكساتنا التي أصبحت لا تعد ولا تحصي, وأصبح المواطن الغزي ينام علي كارثة ومصيبة ويصحوا علي كارثة ومصيبة وكأن غزة جهنم أصبحت لا تنتج إلا الكوارث والمصائب

إن عدم استلام الموظفين لمرتباتهم يشل الحياة بشتى أنواعها ويزيد من الفقر والجوع والحرمان والمرض ويزيد البؤس, فغزة تعيش علي المرتبات, بالأمس كنت مارا من سوق الشاطئ وهو المكان الذي وقعت فيه اتفاقية المصالحة قبل أسابيع قليلة وابتهجنا وفرحنا لها بعد أن انتظرناها طويلا بالسبع العجاف, كان السوق خاويا علي عروشه,بعد أن كان عامرا والسبب أن مرتادي هذا السوق يعتمدون علي المرتبات وهذا ينسحب علي اغلب أسواق ومتاجر غزة والباعة المتجولين وأصحاب البسطات من الفقراء, فالكل ينتظر المرتب

ولكن لابد هنا من التوضيح بأن أعداد كبيرة من الناس لا يتقاضون مرتبا من السلطة ولهم معاملات مهمة لدي البنوك منهم موظفو الوكالة وموظفو القطاع الخاص والتجار ورجال الأعمال وأولياء الأمور الذين يقومون بتحويلات رسوم الجامعات ومصاريف شهريه لأبنائهم الطلبة في الخارج , والمرضي الذاهبون إلي العلاج علي نفقتهم الخاصة, وأناس يتقاضون إعانات والمتقاعدين وفئات أخري كثيرة و مئات القضايا التي تستوجب معاملات بنكيه سريعة.لقد اندرج كل هؤلاء تحت مشكله الرواتب وأصبحوا يعيشون الأزمة المعاناة بكل ألوانها. من حق موظفو البنوك أن يزاولوا أعمالهم بأمان وهم ليسوا مسئولين عما يحدث من تجاذب بين الفصائل المتناحرة.ثم لماذا ندخل البنوك في أزمة المرتبات؟وهناك طرق أخري للتعامل مع قضية المرتبات! وهل أصبحت البنوك مثل معبر رفح؟ أو مثل كيس الأسمنت

والمواطن يطلب من الحكومة أن تقدم له الحماية وتوفر له متطلبات الحياة الكريمة ومن بينها المرتب, وأن تفتح المعابر وتعيد الكهرباء, وتدخل مواد البناء , وأن تساهم بشكل فعال في إعادة الحيوية إلي الاقتصاد

الحياة في غزة شبه متوقفة, قطاع البناء يغط في سبات عميق وهو مشغل رئيس في البلد والقطاعات الأخرى تمشي بسرعة النملة , الكل يحمل جراحة وآلامه ويتعكز عليها ويسير علي غير هدي

نحن ننظر إلي الحكومة الجديدة أن تساهم في إعادة اللحمة إلي الشعب وأن ترمم ما أفسده الانقسام وأن تكون حكومة كل الشعب, لقد عانينا كثيرا من الحزبية والتحيز الأعمى ونسينا أنفسنا وأصدقائنا وأهلنا, وعلينا أن نعترف بهذه المشكلة حتى نستطيع أن نجد لها حلا, وهذا الأمر منوطا أيضا بالفصائل وهي مسئوليه وطنية وأخلاقية ملقا ة علي عاتق الجميع وإلا سنظل متفرقين وتذهب ريحنا .