ثورة التكنولوجيا وتغير الفكر العربى:
تاريخ النشر : 2014-05-31 13:44

أعتقد أن الانفتاح التكنولوجى كان له من التأثير الكثير علينا نحن الشباب، أتذكر النقلة التكنولوجية التى بدأت فى نهاية التسعينيات وانتشرت فى بداية الألفية الجديدة بظهور الأقمار الصناعية فكانت نقلة أحدثت تغيير فى عقول وتفكير الشباب كما أنها استطاعت أن تمنح مصر مجال جديد للتأثير فى المنطقة العربية بعد أن فقدت الكثير من مجالات التأثير فيها.

فإنتقل التليفزيون من مواده الركيكة وبدأنا نرى مواد أكثر جرأة وحرية مجروحة تخرج من فوهات ضيقة سرعان ما بدأت تنتشر محدثة بعض القلاقل للأنظمة العربية، كما أدركنا أننا نواجه مصيرا واحدا كشعوب عربية فما كان يحدث فى سوريا يعود ليحدث فى مصر ثم ينتقل للجزائر وهكذا..... ومن ثم بدأت تخرج بعض القنوات التى لا تسير على خطى سابقاتها وتدعو الى ما سبق تجريمه على التلفزيونات الرسمية وبدونا أكثر وعيا وفهما للأحداث من ذى قبل.

كما إستطاعات هذه الطفرة أن تربط بين أفكار الشباب العربى وجعلتنا أيضا نتعرف على بعض الدول العربية عن قرب كما مكنتنا من أشياء لم تكن تتاح لنا كثيرا فى ذلك الوقت.

لم يكن هذا كل شئ ففى بداية الألفية ايضا بدأ انتشار الإنترنت وإن كان ظهوره سبق الألفية بعدة سنوات كانت طفرة الإنترنت أقصى وأكثر شدة، صفعتنا صفعات معرفية وأخرى غير معرفية لم نقوى على ردها أو حتى الصمود امامها، ولكن أعتقد أن مشاركة الشباب المصرى فى عالم التكنولوجيا أصبحت أفضل من قبل وزاد ايضا وعي الشباب لأهمية التعامل الخارجي وبتنا أمام أجيال تختلف تماما عن الأجيال السابقة.

ومع الانترنت بدأت تتسع الدائرة التى نراها وندركها ونعى توجهاته فمع الأقمار الصناعية وبسبب عاملى اللغة والثقافة لم نخطو نحو الغرب خطوات جرئية وكانت معظم خطواتنا فى سياق عربى مكنتنا (نحن الشعوب) من معرفة الكثير عن هذه الدول، ثم خرجنا من شرقنا العربى إلى العالم بأثره وبدونا أمام حالة من اللا فهم ممزوجة بكثير من الإستغراب تبعتها تساؤلات عدة لم نستوعب معظمها حتى الان.

لم يكن عالم الإنترنت يستهوى كثيراً من الشباب المصرى قبل إنتشار مواقع التواصل الإجتماعى اللهم بعض المدونات التى لقت رواجاَ فى منتصف العقد السابق والتى كانت أبرزها (الوعى السياسى) التى دشنها الناشط والمدون وائل عباس، بخلاف ذلك لم يجد الشباب المصرى متعة الإنترنت إلا فى مشاهدة المواقع الإباحية أو مواقع الشات وغرف الدردشة المعروفة فى ذلك الوقت.

مع ثورة الخامس والعشرين من يناير خرجت للنور ثورة أخرى لم تلقى إهتمام واسع على الرغم من أهميتها فى رفع وعى الشباب المصرى بعد يناير (ثورة الفيس بوك) كما كان لها دور هام فى جمع التكتلات الشبابية قبل وأثناء الثورة.

ولكن مواقع التواصل الاجتماعى قبل الثورة إقتصرت الى حد ما على شباب الجامعات والناشطين وحفنة المدونين التى وجدت الفيس بديلاً عن مواقع التدوين ولكن مع الثورة دخل الى عالم التواصل الإجتماعى عامة الشعب وبسطاءه واذا كان عام 1938 هو أول عام يتم به تخريج دفعة من أبناء العامة فأحدثت هذه الدفعة تأثيرا كبيرا فى تاريخ مصر بداية من ثورة يوليو وإنتهاءً بكامب ديفيد، فإن عام 2011 أعلن عن دخول أول دفعة للعامة من الشباب لمواقع التواصل الاجتماعى.

كما أن التواصل بين الشباب وقراءة المواقف بعيداً عن صناعى القرار السياسى ومن عدة زوايا وإتجهات يسهم فى إخراج دفع مثقفة لديها تأثير يتخطى ما أحدثته دفعة 38 فى تاريخ مصر.