في الحكومة خلل يا ريس
تاريخ النشر : 2014-05-31 13:42

أن تكون الحكومة التي انتظرناها سبع سنين معافاة من أي خلل فذاك مصلحة وطنية وطموح كل فلسطيني, وبالتالي ليس الأمر شأنا داخليا بين فصيلين أو تطاولا أو امتعاضا من اتفاق المفاوضين على تشكيلة الحكومة, لكنه مجرد لفت نظر قبل فوات الأوان, فكان لنا الملاحظات التالية على التشكيلة المعلنة:

1- أن السيدتين اللتين تم اختيارهما ليستا على درجة من الكفاءة لكي تتبؤان منصب وزير وأن هناك من هن أكثر كفاءة منهن. ولا يكفي إدارة مؤسسة من طابق واحد أو شقة واحدة لكي تتبوأ إحداهن وزارة بحجم وزارة مترامية الاطراف على امتداد الوطن وتتسع مهامها لتشمل الوطن كوزارة التربية والتعليم مثلا. في المقابل لم يسجل على البروفيسور علي زيدان الذي كان يشغل منصب رئيس الجامعة الحكومية الوحيدة في الوطن ما يشير إلى عدم أهليته للمنصب فضلا عن كونه مستقلا. لكن الأمر يدعو إلى الريبة إذا عرفنا أن إحدى السيدتين هي شقيقة حرم عضو في مركزية حركة فتح (كبير المصالحين). وقد تم الاعتراض على تعيينها فور الاعلان عن ترشحها للمنصب, ذلك أن شعبنا لا يعيش فائضا من الوقت حتى نمنحه رفاهية التجريب.

2- على مواقع التواصل الاجتماعي بدأت همهمات وتساؤلات عن غياب اللاجئين في الحكومة, ولوحظ تذمر على مستوى اللجان الشعبية والمواطنين في المخيمات, خاصة أن اللاجئين يمثلون 78 في المائة من سكان قطاع غزة. من مخيماتهم انطلقت الثورة ومنها انطلقت الانتفاضة أيضا, ومنها يكون الاعمار الذي وضعت الحكومة أولى مهماتها اعمار غزة وإزالة اثار العدوان والاحتلال بعد إهمال دام سبع سنين, وأن خمسة وزراء من أصل خمسة عشر وزيرا إنما يشير إلى زاوية النظر التي ينظر من خلالها إلى القطاع بمحافظاته الخمس.

عندما لاحظ أهل الخليل غيابهم عن الحكومة السابقة تظاهروا في الشوارع ولم يتوقفوا قبل إعطائهم وزارة الثقافة. فهل كان على اللاجئين أن يحذوا حذو اخوانهم في الخليل ؟! نشير هنا الى الحكومات التي تحترم شعوبها تولى اهتماما أكبر للمناطق المهمشة . نتوجه الى السيد الرئيس بسؤال : هل الغياب عفوي أم متعمد؟ ثم ما هي المعايير التي دعتكم للاكتفاء بخمسة وزراء لغزة؟

سيدي الرئيس لقد كنا نتابع بشغف جلسات الحكومة وهي تتنقل بين المحافظات الشمالية, وننتظر بشوق انعقادها في مخيماتنا بغزة. ولسوف يتفحص الناس وجوه السادة الوزراء أيهم غبّر حذائه في شوارع مخيماتنا لنشعر بوجود قاسم مشترك معه ونثق أن قضية اللاجئين لم توضع في ثلاجة الانتظار أو غيبوبة تطول أو تقصر بحسب بقاء حكومة التوافق أو التناسق أو التسابق أو التشارك, سموها ما شئتم. لكن إذا كان شعار المرحلة مصالحة ومصارحة فإننا نسمح لأنفسنا أن نهمس في أذن الرئيس بان السؤال عن غياب اللاجئين في الحكومة بدأ يعلو بلا جواب.