هآرتس : هناك جنود يطلقون النار على الفلسطينيين بدافع الملل والاثارة
تاريخ النشر : 2014-05-29 13:09

أمد / تل أبيب :  في تطور يتعلق بالتحقيق الجاري في حادث قتل الشابين الفلسطينيين في بيتونيا، في ذكرى النكبة، تكشف صحيفة "هآرتس" ان جنديا من سلك الاتصالات في الجيش الاسرائيلي، رافق قوات حرس الحدود، وشارك في اطلاق النار على المتظاهرين الفلسطينيين، دون أن يكون مخولا بذلك. ويستدل من التحقيق العسكري انه تم اقصاء الجندي من وظيفته.

ويبدو ان الجندي اطلق النار في موعد تزامن مع توثيق مقتل احد الشابين، نديم نوارة (17 عاما)، لكنه، وحسب ادعاء التحقيق العسكري، لم يتم العثور على دليل يثبت ان هذا الجندي هو الذي قتل نوارة. ومع ذلك تبين ان المحكمة العسكرية أصدرت أمرا بمنع نشر تفاصيل التحقيق مع الجندي. وقالت جهات في الدفاع العسكري، الذي يترافع عن الجندي، انه حسب معلوماتها فان التحقيق يبين بأن الجندي اطلق رصاصتي مطاط فقط، بناء على الأوامر وبمصادقة القيادة الميدانية. وادعت هذه المصادر "ان نتائج التحقيق تبين بشكل واضح انه لا توجد أي صلة بين النيران التي اطلقها الجندي وبين مقتل الشابين".

يشار الى ان الجيش يواصل التحقيق في القضية ويتمسك بالادعاء الذي يقول انه لم يتم استخدام النيران الحية، ولكن الشابين قتلا من مسافة بعيدة نسبيا، ما يؤكد استخدام النيران الحية.

وتقول الصحيفة: "ليس من الواضح لماذا شارك الجندي في اطلاق النار، رغم انه تواجد في المكان افراد من شرطة حرس الحدود المدربين والمؤهلين. ويسود التقدير بأن الجندي شعر بالملل من العمل الذي طولب القيام به، وطلب المشاركة بإطلاق النيران. وقد رفض محاموه التطرق الى هذه النقطة.

وكان مصور "سي إن إن" قد تواجد في المكان أثناء وقوع الحادث وصور مجموعة من جنود حرس الحدود، أثناء قيام احدهم بإطلاق النار باتجاه الفلسطينيين، وعلى الفور تم حرف الكاميرا الى حيث تواجد الشبان، فالتقطتهم اثناء قيامهم بإخلاء نوارة بعد اصابته في صدره. وقد توفي نوارة متأثرا بجراحه.

وعلمت "هآرتس" امس، ان احد الجنود الذي شوهد في الشريط وهو يوجه بندقيته، هو جندي من سلك الاتصالات في الجيش، تم ضمه الى وحدة حرس الحدود خلال التظاهرة. وعلم، ايضا، انه تم في اليوم ذاته التحقيق مع الجندي فنفى انه سمع صوت رصاص حي، واخفى مشاركته في اطلاق النار. وبعد عدة ايام تبين انه قام بإطلاق النار، رغم ان ذلك لم يكن من مسؤولياته، وفي أعقاب ذلك تم تحويله الى التحقيق العسكري، وتم نقله الى قاعدة عسكرية اخرى.

ويظهر في الشريط الذي التقطه مصور "سي إن إن"، احد افراد شرطة حرس الحدود وهو يطلق النار، والى جانبه جندي بالزي الاخضر الخاص بالجيش، يمسك بندقية ويوجهها نحو المتظاهرين. وبعد عدة ثوان، يظهر في الشريط احد افراد الشرطة وهو يأخذ البندقية من الجندي. وقامت صحيفة "هآرتس" بفحص شريطين يوثقان للحادث من زاويتين مختلفتين، شريط "سي إن إن"، الذي تظهر فيه مجموعة الجنود ولحظة اطلاق النار، والشريط الذي التقطته كاميرات الأمن في موقع استشهاد الشابين. ويظهر في شريط "سي إن إن" شرطي حرس الحدود وهو يطلق النار على المتظاهرين، بينما يظهر الجندي العسكري وهو يوجه بندقيته الى المتظاهرين. وفي شريط "سي إن إن" مرت 22 ثانية منذ اطلاق النار وحتى وصول سيارة الاسعاف الى المجموعة التي قامت بإخلاء نوارة. كما تظهر كاميرا الأمن مرور 22 ثانية حتى وصول سيارة الاسعاف ما يؤكد تطابق الشريطين. وقال الناطق العسكري انه تم فتح تحقيق في الموضوع، ومع انتهاء التحقيق سيتم تحويل الملف الى النيابة العسكرية".