والحزب الوطني- أيضاً- قاطع الانتخابات!
تاريخ النشر : 2014-05-28 11:51

أى أرقام، فإن ما دخل إلى صناديق الانتخابات الرئاسية أصوات بيضاء لا شية تزوير فيها، أصوات حلال، تكفى لتكلل صاحبها أكاليل الغار، انعدمت تماما الأصوات الحرام، لم نسمع عن أصوات مزورة وارد المطابع الأميرية، أو مدفوعة ثمنها مقدما زيت وسكر، أو مسروقة عبر الحبر المتطاير الذى أطار أصوات يصعب حصرها فى انتخابات الإعادة المزورة بين شفيق ومرسى (لصالح الأخير).

اللجنة العليا بالغت فى الطهارة التصويتية لدرجة حرمان الصناديق الجائعة من ملايين الأصوات الوافدة خشية الشك فى صوت شيطانى فى يد مزور إخوانجى عتيد، خشيت تزويرًا إخوانيًا ممنهجًا يصم الانتخابات بالتزوير عبر ثغرة الوافدين، التصويت فى لجنتين، إحداهما فى القاهرة، كان مخططًا إخوانيًا فطنت إليه اللجنة العليا من بعيد، وإن عالجته بالبتر بدلا من علاج الجذور.

أيضا حكومة محلب بلغت من الحياد مبلغًا معتبرًا، الوزارات والمحافظات والمحليات ابتعدت بمسافة كافية عن اللجان، كفت يدها تماما عن الانتخابات، بالضرورة خسر الناخبون وسائل ناجعة فى حشدهم أمام اللجان الانتخابية، تعود الناخبون فى بحرى والصعيد على الرعاية الكاملة من المحليات تجميعًا، ونقلًا، وتصويتًا، من رأس الغيط إلى الصندوق، فخسرت الصناديق ملايين الأصوات كانت أولى بها مع استمرار الحياد إيجابيًا وليس سلبيًا كما جرى.

تشدد القضاة تدقيقًا وتمحيصًا لدرجة أورثت الناخبين الملل والزهق من الوقوف لساعات طوال فى طابور تقريبا لا يتحرك على صغر طوله، رغبة قضائية محمودة فى إثبات طهارة سياسية كان يمكن إثباتها أمام المراقبين بقدر أكبر من المرونة التصويتية، ولكن القضاة أمعنوا فى النزاهة فحرمت الصناديق من ملايين أخرى.

ابتعد الحزب الوطنى القديم بوجوهه القديمة، بعائلاته وقبلياته وتكويناته ولوبياته عن اللجان بمسافة، عن المشهد تماما إثر حملة ضارية شنتها حملة حمدين، وانجرت إليها حملة السيسى طلبًا للطهارة، فقرر الحزب الوطنى نكاية مقاطعة الانتخابات تماما كالإخوان، مما حرم الصناديق من ملايين الأصوات كانت فى أمس الحاجة إليها، شارك الوطنى والإخوان المقاطعة المقنعة القواعد السلفية التى كانت فى وادٍ وحزب النور فى وادٍ، الحزب يصوت ونحن نصوت عليه.

لم يأبه رجال الأعمال بالانتخابات، وعاقبوا المرشحين، كلاهما يتلمظ لرجال الأعمال، وتأكدت النوايا المقلقة من تصريحات نسبت للسيسى، وحكايات من أنزل الله بها من سلطان، لماذا يطلقون سراح العمال والعاملين للتصويت، ما ضرهم بالأرقام المسجلة، بالأرقام كلما جاء التصويت ضعيفًا كانت السلطة القادمة فى موقف أضعف، حق عليها التنازل مستقبلا.

ساهمت الفضائيات السيساوية فى حرمان الصناديق من ملايين الأصوات السانحة بعد أن أشاعت جوًا من حسم المعركة قبل التصويت، وأنها عرس ديمقراطى ينتهى بزفاف العريس، والجرى والوقوف أمام لجان التصويت فى الحر للمتاعيس، ساهمت نتائج انتخابات الخارج فى تثبيت الشعور السلبى المناهض للتصويت فى شكل مقاطعة اختيارية، بمزاجى، بح صوت حملة حمدين صوت واحد حلال يفرق.. ولا مجيب.

عن المصري اليوم