هذيان القرضاوى
تاريخ النشر : 2014-05-28 11:40

انتظرت حتى يرد شعب مصر بنفسه ومن خلال صناديق الانتخابات على هذيان القرضاوى الذى أفتى بضرورة مقاطعة الانتخابات الرئاسية بدعوى أن المرشح عبدالفتاح السيسى انقلب على الشرعية واستولى على الحكم ودخل فى زمرة المعتدين!
ورغم أن الصناديق لم تبح بعد بأسرارها حيث مازال الفرز مستمرا إلا أن كثافة المشاركة فى الانتخابات تمثل صفعة للقرضاوى ومن يوفرون له الملاذات الآمنة والتمويل السخى ليواصل سخائمه المثيرة للفتنة والمجافية للواقع والمستفزة لإرادة شعب خرج عن بكرة أبيه من أجل تأكيد رفضه للفاشية المتسترة بالدين.. والدين منها براء.
لقد أراد القرضاوى تديين العملية الانتخابية وإفشال الاستحقاق الرئاسى متناغما مع أوهام قادة الجماعة الذين يهييء لهم خيالهم المريض إمكانية الطعن مستقبلا فى شرعية الرئيس الذى سيختاره شعب مصر بملء إرادته وبالتجاهل التام لأبسط الحقائق التى تقول بأن بضاعتهم سوف ترد إليهم لأن القوى الدولية والإقليمية التى تتعاطف معهم وتحتضنهم يصعب عليها أن تمرر أو أن تبرر إقحام الدين فى السياسة.
ثم إن القرضاوى عندما مارس هذيانه وأطلق فتواه كان يراهن مثل غيره من مطاريد السياسة والإعلام القابعين خلف شاشة الفضائية المسماه «الجزيرة» فى الدوحة وفى فنادق اسطنبول على وجود حراك شعبى مزعوم يغطى شوارع مصر ويطلب إعادة عقارب الساعة إلى الوراء فى ظل مناخ قالوا عنه - كذبا وافتراء - إنه مناخ محتقن ومشحون ومرشح للمزيد من التأزم... ورغم مرور نحو عشرة أشهر على هذه الأكاذيب فإن رهانهم الخائب مازال قائما ومعتمدا على إمكانية أن تؤدى هذه المظاهرات الصبيانية والعشوائية المتفرقة إلى إحداث تغيير فى المشهد السياسي.
وحزينا أقولها: عيب عليك ياقرضاوى وقد بلغت من العمر أرذله أن تمارس هذا الهذيان باسم الدين وأن تسعى لإثارة الفتن بدلا من أن تتقى الله وتقل خيرا أو تصمت!
خير الكلام:
<< الثرثار هو من يتكلم عندما يجب أن يصغى لغيره!
عن الاهرام