خالد: كنا نشكو تفرد "فصيل"..الآن نشكو تفرد "فصيلين"..وعلينا وقف التنسيق الأمني فورا
تاريخ النشر : 2014-05-27 20:25

‎ أمد/ رام الله: هو موقف مبدئي، يرفض الثنائية، أو المحاصصة، ويقزم دور منظمة التحرير، وحتى‎ الحياة السياسية برمتها في فلسطين، ولذلك لم تشارك الجبهة الديمقراطية في وفد‎ منظمة التحرير الفلسطينية إلى قطاع غزة وقت المصالحة، لأنهم كانوا يعلمون بأن‎ هذه المشاركة صورية فقط، ولن تُغير من واقع الحال بشيء‎.

هذا ما يراه عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، وعضو اللجنة التنفيذية‎ لمنظمة التحرير الفلسطينية، في حديث خاص لـ «القدس العربي»، حيث أكد أن مشاورات‎ الحكومة المقبلة مستمرة، وستعلن قريباً، لكن كل أمورها محصور في الثنائية‎ القائمة على حركتي فتح وحماس، وهو ما نراه إفساداً للحياة السياسية الفلسطينية،‎ لصالح قبيلتين‎. ‎

خالد قال أننا كنا نشكو سابقاً من تفرد فصيل معين في القرار السياسي‎ الفلسطيني، سواء على صعد المنظمة أو السلطة الوطنية الفلسطينية، الآن أصبحنا‎ نشكو من تفرد فريقين، وهو الأمر الذي من شأنه أن يُقزم الحياة السياسية،‎ ويختصرها، ويلغي التعددية في الحياة السياسية الفلسطينية، كما يلغي دور كل‎ الهيئات الرسمية في منظمة التحرير الفلسطينية، وعلى رأسها اللجنة التنفيذية،‎ وهذا أمر مستغرب‎.

‎ ويرى أن مخالفة كل ما اتفق عليه من قبل حركتي فتح وحماس منذ العام 2005 ‏،‎ وتحديداً الإطار المؤقت، هو ظاهرة في غاية الخطورة، والاستمرار فيها يبشر بحياة‎ سياسية فلسطينية فقيرة إلى حد بعيد‎.

لكن المصالحة الفلسطينية التي وقعت أخيرا في قطاع غزة، كانت بحضور وفد من ‏منظمة‎ التحرير الفلسطينية، الأمر الذي دفع خالد للتأكيد بأن الجبهة الديمقراطية لم‎ تشارك في هذا الوفد، بالقول «لم نشأ المشاركة في عملية، ندرك أنه سيتم ‏تجاوزها،‎ ونحن لا نقبل أن تكون منظمة التحرير الفلسطينية في كفة، وحماس في الكفة الأخرى،‎ فحماس ليست سوى فصيل واحد فقط، وهذا أمر لا يجوز‎».

ويعتقد خالد بأن حماس قد تكون قررت ذلك منذ الانتفاضة الأولى في العام 1987،‎ حيث كان هناك «قيادة وطنية موحدة» للانتفاضة، لكن حماس لم تشأ أن تكون جزءا‎ منها، وربما هذا يناسب حركة حماس، لأنها حاولت تكريس أمر واقع، وقد نجحت فيه‎ حتى الآن‎.

«القدس العربي» سألت تيسير خالد عن ماهية المرحلة المقبلة ما بعد تشكيل الحكومة‎ الفلسطينية، وإلى أين نسير كفلسطينيين؟ حيث أكد انسداد آفاق التسوية السلمية،‎ وبرز التعنت الإسرائيلي بشكل أكثر وضوحاً، كما يتم التحضير لإجراءات أحادية‎ الجانب التي أعلن عنها نتنياهو الذي يناصره عدد مهم من أحزاب ائتلاف حكومته،‎ وحقيقة بأن الولايات المتحدة الأمريكية باتت أقرب إلى الانسحاب من موضع لعب دور‎ في التسوية السياسية‎. الكارثة يقول خالد، بأن الخطوات أحادية الجانب ليست انسحاباً، وإنما إعادة‎ انتشار لقوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، وفصل الفلسطينيين في معازل‎ في ظل حكم ذاتي لإدارة شؤونهم، والأسوأ هو السيطرة السياسية عليهم بتشريعات من‎ الكنيست الإسرائيلي مع الأخذ بعين الاعتبار بأن إسرائيل تسيطر على 60٪ من‎ الأراضي الفلسطينية، فهو إذا «فرض حل انتقالي من طرف واحد‎».

أما عن الخطوات المقبلة التي على الفلسطينيين القيام بها، فهي كما يراها تيسير‎ خالد، تقوم على أساس إعادة بناء العلاقة مع إسرائيل على أنها دولة احتلال،‎ ودولة أبرتهايد وتمييز عنصري، ودفع المجتمع الدولي للتعامل معها على هذا‎ الأساس، تماماً كما حدث سابقاً مع جنوب إفريقيا أيام الحكم العنصري‎.

وطالب خالد بضرورة الانضمام إلى كافة المؤسسات الدولية التي تستطيع أن تحاسب‎ إسرائيل على جرائمها التي تواصل ارتكابها بحق الشعب الفلسطيني، وتحديداً نظام‎ روما الذي يتبع لمحكمة الجنايات الدولية‎.

الأهم في نظر تيسير خالد، هو التحضير لفك الارتباط التدريجي عن دولة الاحتلال،‎ من خلال وقف التنسيق الأمني الذي بات ضرورة مُلحة، والتحضير لعصيان سياسي ببعده‎ الوطني لمواجهة إسرائيل، وقوتها المحتلة‎. ‎