"بشرة خير" تعليب لتوجهات سياسية بطابع فكاهي
تاريخ النشر : 2014-05-27 14:18

ثمة نجاح جماهيري ساحق حققته الرسالة ذات التيمة الغنائية ، لـ "بشرة خير" للمطرب العربي حسين الجسمي والتي برع القائمين على تحويلها من صيغة ذات مدلول سياسي الي صيغة غنائية ذات طابع تحفيزي ، تحمل بين طياتها شحنة انفعالية لدي المتلقي غير المقاطع علي ضرورة المشاركة في العملية الانتخابية ، وكما يلجا بعض المعلمين الي طريقة تلحين المعلومات تباعاً للتلاميذ ، في كبسولة السهل الممتنع ، كان من البديهي ان يضاهي فريق المتخصصون المكون من المؤلف ايمن بهجت قمر والملحن عمرو مصطفي ، في استخدام لحن تعبيري ملائم لمختلف الاعمار والاذواق ، ومن ثم تتم عملية تعليب التوجهات السياسية في صيغة غنائية ذات توزيع فكاهي يتلائم مع طبيعة كل من الحدث والمواطن ، والذي تجرع العديد من الازمات والمُحبطات علي مدار السنوات السابقة ، وذلك كتلويح لسيادة المواطن بانه "ببشرة خير" سوف تأتي بثمارها قريبا ، عقب مساهمته بدوره في العملية الانتخابية "كمصوت" .

ولا نغفل الدور الهام التي استخدمته كلمات الاغنية في مخاطبة المتلقي مباشرةً طبقا لاستراتيجية "القرب" من الحدث وذلك بمراعتها للنطاق الجغرافي ، والتي تأتي في اغلب الاحيان بمردود ايجابي .

ولاشك ان محرري الرسالة أي كان موقعهم من الجملة ، قد نجحوا ايضاً في اختيار كل من المؤلف والملحن الامثل لتنفيذ الاستراتيجية دعائية كانت أو ترويجية ، والذين ابدعو في تحليل ومعالجة الافكار والمعلومات والتوجهات ومن ثم تعليبها في مزيج ترويجي مناسب لكل من المُنتج والمستهلك ، و"الذين يرمز كل منهم للمُرشح والمدلي بصوته" ، وبذلك تنجح الاستراتيجية الترويجية ، في جذب انتباه المتلقي عبر تشبعه بالشحنة الانفعالية التي استمدها من العمل الفني ، بالاضافة الي الدور المذهل الذي يتحقق من جراء الرسائل التذكيرية بين الحين والاخر، ومن ثم يتجه المتلقي أو المصوت المستهدف أو المرتقب من تلقاء نفسه نحو منتج ما ، متيقناً انه سوف يشبع رغباته و احتياجاته بمجرد الحصول علي المنتج سالف الذكر .