كيف قرأ "الإسرائيليون" مقابلة السنوار؟
تاريخ النشر : 2018-10-11 14:01

فشلت كل محاولات التوسط المصرية بين حركة (حماس) وحكومة الاحتلال «الإسرائيلي» للتوصل إلى تسوية، وتزامناً مع عودة آخر المحاولات، نشرت صحيفة (يديعوت أحرونوت) في 4/10/2018 مقابلة أجرتها الصحفية الإيطالية - «الإسرائيلية» فرنشيسكا بوري مع زعيم (حماس) في غزة يحيى السنوار حملت ل «الإسرائيليين» عرضاً لتسوية مباشرة تجاوزت فيها المصريين والسلطة الفلسطينية معاً، وقامت على أساس «الهدوء مقابل رفع الحصار عن غزة».
رسمياً، حتى الآن، لم يصدر موقف «إسرائيلي» من العرض الحمساوي، لكن الصحافة «الإسرائيلية» كانت لها ردود مختلفة، وهي تعكس بصورة أو أخرى مجمل ما يدور في الأوساط السياسية «الإسرائيلية» أحزاباً ورأياً عاماً وحكومياً، لكن السؤال هو: كيف قرأ «الإسرائيليون» ما عرضه السنوار في مقابلته؟
في اليوم نفسه الذي نشرت فيه (يديعوت أحرونوت) مقابلة السنوار، نشرت مقالاً لرئيس الاستخبارات العسكرية السابق، رئيس «معهد دراسات الأمن القومي» عاموس يدلين، تحدث فيه عن «التحديات الأمنية في الربع الأخير من عام 2018»، واعتبر أن «التفجر الأعلى الآن هو في الساحة الفلسطينية، وفي قطاع غزة بشكل خاص»، وأنه «بالنسبة للقيادة السياسية- العسكرية«الإسرائيلية»، هذه لحظة اختبار».
يوسي يهوشع، رأى في أقوال السنوار تلويحاً بالحرب، وكتب في الصحيفة نفسها يقول: «في هذه المقابلة النادرة، يطلق السنوار مواقف حمائمية استثنائية؛ فالسنوار يقترح على «إسرائيل» الحديث معه مباشرة، والاتفاق في المفاوضات على التسوية دون وساطة السلطة الفلسطينية».
ويضيف: «ويمكن لأقوال السنوار أن تعتبر دعوة أخيرة من ناحيته للسير معه نحو التسوية». لكنه يشكك في تصديق الحكومة «الإسرائيلية» له ويقول: «هنا يطرح السؤال إذا كانت «إسرائيل» تصدّق ذلك»، أما شمعون شيفر، فرأى أنه «بعد نشر أقوال زعيم حماس يحيى السنوار، الذي اقترح وقف نار مقابل وقف الحصار، نشأ تحد سياسي- أمني غير بسيط أمام أصحاب القرار«الإسرائيليين»،(يديعوت- 4/10/2018).
في المحصلة، كان هناك نوع من الاتفاق أن العرض الذي تقدّم به السنوار، هو نوع من«تخيير» «الإسرائيليين» بين الحرب والسلام، وهناك من رآه تلويحاً بالحرب أكثر مما هو اقتراح للسلام، وأن هناك «فرصة» للسلام، يجب ألا تفوت؛ فشمعون شيفر، رأى في مقاله، أن «رئيس الوزراء نتنياهو، ووزير الدفاع ليبرمان، مطالبان الآن بالرد على اقتراح السنوار واتخاذ القرار: تسوية مقابل رفع الحصار، أو جولة قتالية أخرى»!
أما يوسي يهوشع، فيرى في مقاله أنه «إذا صدقنا زعيم «حماس»، فمن المحظور على «إسرائيل» أن تفوّت الفرصة مرة أخرى، رئيس الأركان غادي إيزنكوت أوضح أن استمرار السياسة الحالية خطر، وليس واضحاً من المقابلة، هل ل«إسرائيل» أيام أم أسابيع، ولكن ساعة الرمل للمواجهة في غزة تدق»!
المراسل العسكري لصحيفة يديعوت، أليكس فيكشمان، يتوسع أكثر في قراءته لمقابلة السنوار، لكنه يستهل مقاله معرباً عن اعتقاده بأن «الفرصة ستفوت»، فيقول: «ستذكر هذه المقابلة، ذات مرة في المستقبل، بأنها مقابلة عشية الحرب»! شارحاً «نوايا» السنوار بقوله: «يبث السنوار بين السطور للجمهور «الإسرائيلي»: لا يمكنني أن أسلم بالفوضى المحتدمة في غزة، وأنتم لا تتركون لنا أي خيار باستثناء الحرب»! وهو يعتقد أن السنوار وهو «يعرض بديلاً للحرب، يحاول إطلاق رسالة لم يسمعها المواطن «الإسرائيلي» من لسانه مباشرة (على أمل) ربما ينشأ ضغط جماهيري على الحكومة للحديث معه».
ويتابع فيكشمان كلامه ويقول: «أما في «إسرائيل»، فيدعون، في المقابل، أنه يحاول بالفعل الوصول إلى تسوية يؤدي لتهدئة، ولكن بشروط». ويستطرد مصرّاً على رأيه: «يقول السنوار للجمهور «الإسرائيلي»: أعطوني بضع سنوات طيّبة للانتظام، لبناء غزة، للسماح لها بالانفتاح، وأنا أعطيكم في هذه الفترة هدوءاً. أنا لن أوقع معكم على أي اتفاق سلام، سندير زواجاً مريحاً، إلى أن يأتي يوم فأطردكم من البيت، إلا إذا في الجيل التالي اعتدنا الواحد على الآخر، ولعلنا نجد لكم حلاً آخر»!
يبقى أن نشير إلى توجيهات ليبرمان إلى الجيش:«كونوا جاهزين لأي سيناريو قادم»!!

عن الخليج الإماراتية