وفاة عميد سفراء السعودية
تاريخ النشر : 2014-05-25 22:26

عبدالعزيز الخويطر

أمد/ الرياض: توفي الرجل الذي لقب بـ"عميد الوزراء السعوديين"، الدكتور عبدالعزيز الخويطر عضو مجلس الوزراء اليوم الأحد عن عمر يناهز 91 عاما.

"الخويطر ثروة وطنية فلا تفرطوا فيها"، هذا ما قاله الملك فيصل رحمه الله عن الدكتور عبدالعزيز الخويطر عضو مجلس الوزراء واقدم أعضاء المجلس الذي توفي اليوم الأحد عن عمر يناهز 91 عاما. والدكتور عبد العزيز الخويطر ولد في عنيزة عام 1344هـ، وتلقى تعليمه الأول بالمدرسة السعودية الابتدائية في مكة المكرمة، حيث واصل تعليمه الإعدادي والثانوي ليتخرج بعد ذلك من المعهد العلمي السعودي في عام 1365هـ، ليكمل تعليمه الجامعي بعد ذلك في القاهرة، وما يميز معالي الدكتور الخويطر، هو ما يمتلكه اليوم من سيرة ثرية معرفياً وثقافياً وإدارياً، فقد كان من أوائل أبناء هذا الوطن المعطاء الحاصلين على شهادة الدكتوراة حيث تخرج د.الخويطر، من لندن حيث كانت دراسته العليا في التاريخ، ليعود بعدها إلى أرض الوطن في عام 1380هـ، ليكون من أوائل أبناء الوطن الحاصلين على شهادات علمية عليا آنذاك.

وعين بعد عودته منها أميناً عاماً لجامعة الملك سعود بالرياض في عام 1380هـ حيث عين بعد عامين وكيلاً للجامعة واستمر في هذا العمل حتى 1391هـ، ثم عين رئيساً لديوان المراقبة العامة، كما كلف بالعديد من المناصب الوزارية التي منها: العمل والتعليم العالي بالإنابة، كما عمل وزيراً للمعارف، والصحة ، والمالية بالانابة وعين بعدها وزير دولة وعضو مجلس الوزراء، إلى جانب العديد من المهام الوزارية، والمهام الأخرى داخل المملكة وخارجها ، ولذلك لقب بأنه عميد الوزراء .

وعاصر الفقيد أربعة من ملوك المملكة العربية السعودية، بدءاً بالملك سعود ثم الملك فيصل ثم الملك خالد والملك فهد- يرحمهم الله-.

ولم يكن تكريمه في المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته الرابعة والعشرين إلا تعبيرا عن الامتنان لأمثال هذا الرجل ممن حملوا في قلوبهم وطنهم، واتخذوا من مواقعهم وأقلامهم، وسائل حية لخدمة بلادنا، والإخلاص للقيادة الرشيدة التي تؤكد كل يوم اهتمامها بالعلم وأهله.

ومن مواقفه الطريفة التي يرويها الدكتور غازي القصيبي في كتابه "حياتي في الإدارة" فيقول :" عندما كان الخويطر وزيراً للمعارف في السابق، أعطي وزارة المالية بشكل مؤقت فأصبح وزيراً للمعارف في الصباح ووزيراً للمالية بعد الظهر وفي أحد الأيام وقّع الخويطر بصفته وزيراً للمعارف خطاباً يطلب من وزارة المالية اعتمادات مالية لتسيير مشاريع تحتاجها وزارة المالية عندما ذهب بعد الظهر لوزارة المالية وجاءه خطاب وزارة المعارف بصفته وزير المالية الآن الذي وقع عليه في الصباح، وعندما قرأ الخطاب و رفض طلب الوزارة "يعني رفض طلب نفسه".

 

ويعتبر  الخويطر رجل التعليم الأول بالمملكة أيام "المعارف" حيث كان أنموذجاً في الحزم والجديّه والأمانة ؛ ولا غرابة فرجل العلم المخلص المنضبط حين يتحمل المسؤولية ينشد الجدية لطلابه "قادة المستقبل وبناة الغد.

وكان شجاعاً في قراراته حينما يرى فائدتها وسلامتها، كريماً للفئة الخاصة من الطلاب «ذوي الاحتياجات الخاصّة» بالنسبة لتغذيتهم أو انتقالاتهم ولا يرفض طلباً في كل أمورهم.وقبل تعيينه وزيراً للمعارف وعندما كان وكيلاً لجامعة الملك سعود كان حازماً في عمله، ويسعى أن تكون الجامعة انموذجاً في الضبط والأمانة والإعداد الجاد، وقد رأى الثمار اليانعة وجميعنا نفخر بجامعة الملك سعود وما خرجته من رجال ساهموا وما زالوا يساهمون اليوم في بناء الوطن.أما عن فترة عمله في وزارة المعارف فقد تميزت بتنوع مصادر التأليف لمناهج الوزارة ؛ حيث بارك هذا الإجراء ودفع به إلى التنفيذ، ولهذا طرقت الوزارة كل الأبواب لتطوير المناهج من خلال تكليف عدد من الجهات العلمية والشخصيات المؤهلة للمشاركة في التأليف.

وكان الخويطر - وهو المشهور بالحزم في الأمور المالية - كريماً سخياً في الإنفاق على الجانب الفكري والعلمي، فقد شجع على إعطاء المزيد من المكافآت لأعضاء الأسر من أساتذة الجامعات والموجهين والمعلمين الذين لديهم القدرة على الكتابة والتأليف، وجاء النظام ليمنح كل عضو عن كل جلسة ألف ريال، بينما كانت تمنح اللجان الأخرى في الجامعات وغيرها خمسمائة ريال ، وتضاعفت مكافآت المؤلفين - على يد الدكتور الخويطر، فبعد أن كانت اللوائح تحدد المكافآت بعشرين ألف ريال لكل كتاب مدرسي صار الكتاب الواحد ستة كتب، كتاب الطالب، كتاب المعلم، كتاب النشاط، وكل كتاب قسم إلى كتابين، للفصل الأول كتاب، وللفصل الثاني كتاب.. وهكذا ارتفعت المكافآت من عشرين ألف ريال للكتاب الواحد إلى مائة وعشرين ألف ريال.

الجانب الأدبي والفكري:

وعلى الصعيد الفكري والثقافي فقد وضع الدكتور الخويطر مجموعة مهمة من المؤلفات، جميعها مهما اختلفت موضوعاتها تنم عن مكونات ونوازع هذه الشخصية التي تعبر عن معان بارزة والقدوة المتميزة.وقد اهتم الخويطر بالأدب إلى جانب التاريخ من خلال إطلالاته الشهيرة على التراث والتي امتطى من خلالها متن المعرفة والخيال الأدبي مصطحباً جيل اليوم في زيارات لمضارب الأمس وعاداته وتقاليده وطبائع أهله وأساليب عيشهم منها :

أي بــنـــي: وقد طبع في خمسة أجزاء وهو مقارنة بين ماضينا وحاضرنا، وبه لوحات دقيقة وجميلة نقلها الدكتور بأسلوب قصصي مـمـيز ومؤثر.

الملك الظاهر بيبرس: وهذا الكتاب نال المؤلف بموجبه درجة الدكتوراة، وهو عبارة عن دراسة لشخصية الظاهر بيبرس التي طغت عليها السيرة الشعبية.

طــرق البحث: وهي مـادة كان معاليه يدرسها في جـامعة الرياض في قسم التاريخ مرافقة لتاريخ المملكة العربية السعودية.

ديوان عبد المحسن الناصر الصالح: قام بدراسة، وتقديم الديوان ، وقدمه للطبع.

حاطب لـــيـــــل: وهو عبارة عن موضوعات متفرقة في التربية والتعليم.

حسن المناقب السرية المنتزعة من السيرة الظاهرية. وفي هذا الكتاب فإن القارئ سيجد فيه متعة ورحلة تاريخية، وياحبذا لو استفيد منه كمرجع لمسلسلات تاريخية نافعة.

إطـــلالة على الــتــراث: وهذا الكتاب ضخم يقع في خمسة عشر جـــزءاً.

ملء السلة من ثمر المجلة: وهو عبارة عن مقالات مختصرة سبق وأن نشرت في المجلة العربية ومجلة الفيصل، وتهدف تلك المقالات حسب حديث معاليه التسهيل للنشء في العصر الحاضر الإطلاع على تراث الآباء، ومافي مفرداته من جمال ونفع وتقرب ماغمض منه إلى فهمه. هذا وقد صدر الجزء الثاني منه في الرياض 2 رجب عام 1422 هـ.

وفي حفل اختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية لعام 2000 م أصدرت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض القرص المدمج مستكشف الرياض، الأمسيات الثقافية (كتاب ومؤلف) لمؤلفي الكتب الأكثر مبيعاً وانتشاراً في السعودية، وكان من أهم ضيوفها الدكتور عبد العزيز الخويطر وكان حفل التكريم برعاية صاحب السمو الملكي  الأمير سلمان بن عبد العزيز

ـ نشر عام 1390هـ كتاب الشيخ أحمد المنقور في التاريخ.

ـ  ألف عام 1390هـ كتاب "عثمان بن بشر".

ـ حقق عام 1396هـ كتاب "الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر" ونشره.

ـ ألف عام 1412 : 1991م كتاب: "قراءة في ديوان محمد بن عبدالله بن عثيمين".

ألف كتابه الضخم «وسم على أديم الزمن» وهو عبارة عن سيرة ذاتية ضخمة  في عدد من الأجزاء.

ـ أصدر مؤخرا كتاباً تحت عنوان "النساء رياحين" تحدث فيه عن تأثير المرأة أُمّاً ودورها الحقيقي والمأمول.

ـ ألف "يوم وملك" الصادر عام 1998 وروى أسطورة توحيد المملكة العربية السعودية.

ـ ألف كتاباً عن تاريخ التعليم في المملكة، وغيرها من الكتب التي يتجاوز عددها 30 كتاباً.