قراءة أولية في برنامجي مرشحي الرئاسة المصرية صباحي والسيسي
تاريخ النشر : 2014-05-25 03:30

 (( رصيد السيسي الانتحابي هو إسقاط حكم الأخوان المسلمين في مصر ، ورصيد حمدين صباحي 40 عاماً من الكفاح ، ضد نظام الفساد والاستبداد ونهج كامب ديفيد ، ودور بارز في قيادة ثورة 25 يناير))

ابتداءً من اليوم السبت ، دخلت حملة المرشحين الرئاسيين حمدين صباحي والمشير السيسي مرحلة الصمت ، بانتظار بدء التصويت يوم الثلاثاء القادم وسط توقعات البعض بفوز السيسي ، رغم أنه لم يطرح برنامج انتخابي يتعلق بشعارات وأهداف ثورتي 25 يناير و30 يونيو ، ورصيده الوحيد هو إسقاط حكم الأخوان المسلمين في مصر.

في حين يرى القائمون على الحملة الانتخابية للمرشح الرئاسي حمدين صباحي بأن الانتخابات ليست محسومة مسبقاً لصالح السيسي ، وأن فرص الفوز لصباحي تظل قائمة ارتباطاً بتاريخه النضالي ، وبوصفه قائد لا يطاول وقادم من خضم تجربة شعبية كفاحية يزيد عمرها عن أربعين عاماً ، والقائد الأبرز لثورة 25 يناير وفي ذاكرة ميدان التحرير ، أنه القائد الأول الذي اقتحم أول حاجز للأمن المركزي يوم 25 يناير بقوة شكيمته ، معلناً كسر هيبة نظام مبارك ، وأن الثورة ابتدأت ولا رجعة عنها إلا بإسقاط نظام كامب ديفيد.

ومن يدقق في طروحات المرشحين للرئاسة المصرية حمدين صباحي والمشير عبد الفتاح السيسي ، يكتشف حقيقة الفرق بين المرشحين والبرنامجين ، في أن الأول يمثل أهداف وشعارات ثورتي 25 يناير و30 يونيو ، في حين أن الثاني هو أقرب للماضي رغم محاولاته التقرب الشكلي من تجربة خالد الذكر جمال عبد الناصر وإشادته بتجربته على الصعيدين السياسي والاقتصادي ، ومديحه لتجربة التصنيع في الستينات وللقطاع العام الذي أرسى أسسه عبد الناصر.

وحتى لا يكون الحديث عن تجربة وطروحات المرشحين مجرداً لا بد من وضع الأمور في سياقها الحسي ، وبهذا الصدد نشير إلى ما يلي :

أولاً : الدور والبيئة السياسية :

= حمدين صباحي يجيء من صلب التجربة الشعبية النضالية ، منذ أن كان طالباً على مقاعد الدراسة الجامعية في سبعينات القرن الماضي ، حين تصدى للرئيس الراحل أنور السادات وسياساته الانفتاحية والمرتدة عن نهج ثورة 23 يوليو عام 1977 بكل جرأة .

وحين تصدى وقاد نضالاً شرساً ، ضد اتفاقات ونهج كامب ديفيد في عهد السادات ، وضد استمرارية هذا النهج ، وضد الفساد والاستبداد والتبعية لأمريكا ( وإسرائيل) في عهد الرئيس البائد حسني مبارك ، حيث اعتقل أكثر من سبعة عشر مرة جراء مواقفه الجريئة والصلبة ، من ضمنها اعتقاله عام 2003 رغم أنه كان عضوا في مجلس الشعب ، عندما شارك في الانتفاضة الشعبية ضد وقوف نظام مبارك إلى جانب أمريكا في غزوها للعراق ، ناهيك أنه قدم نموذجاً لنائب الشعب في الدفاع عن قضاياه عندما وصل إلى قبة البرلمان .

ولم يكتف بذلك ، بل شكل مع فريد عبد الكريم ، والعديد من الكوادر الناصرية حزباً عروبياً ناصرياً ( الحزب الاشتراكي العربي) ثم ( حزب الكرامة ) وقاد هذا الحزب في مواجهة سياسات الفساد والتبعية ، ناهيك أنه انخرط في النضال الميداني المباشر ضد نظام مبارك عبر حركة كفاية ، التي تصدت لعملية التوريث ولعب دوراً تعبوياً وتحريضياً ضد النظام ، وساهم في خلق التراكم النضالي الذي أسفر عن ثورة 25 يناير ، التي كان له فيها دوراً فاعلاً ومؤثراً.

وحضوره الفاعل في ثورة 25 يناير ، مكنه من الحصول على خمسة ملايين صوت انتخابي في الانتخابات الرئاسية ،في مواجهة كل من محمد مرسي وأحمد شفيق رغم شح الإمكانات ، ناهيك أنه حصل على الترتيب الأول في تلك الانتخابات في المدن الرئيسية التي صنعت الثورة وهي ( القاهرة ، الإسكندرية ، بور سعيد ، الإسماعيلية ، السويس ، المنصورة ).

يضاف إلى ما تقدم ، فقد شكل صباحي ورفاقه تياراً شعبياً ، لعب دوراً أساسياً في إطار جبهة الإنقاذ ، للتصدي للنهج اللاديمقراطي ، الذي سلكه الرئيس الأخواني السابق محمد مرسي ، والذي تمثل بشكل رئيسي ، بفرض الاعلان الدستوري وتشكيل جمعية تأسيسية ، على مقاس تيار الإسلام السياسي ، لوضع الدستور وكذلك سعيه الدؤوب لأخونة الدولة تنفيذاً لبرنامج الأخوان المسلمين.

= أما الجنرال السيسي الذي جرت ترقيته إلى رتبة مشير ، فقد جاء من رحم نظام كامب ديفيد في عهدي السادات ومبارك ، حيث تدرج في الرتب العسكرية بعد دراسته في أكاديمية ناصر للعلوم العسكرية ، وبعد حصوله على درجة الماجستير من كلية القادة والأركان البريطانية عام 1992، وحصوله على زمالة كلية الحرب العليا الأمريكية عام 2006 ، حتى شغل موقع مدير المخابرات العسكرية وكان عضواً في المجلس الأعلى للقوات المسلحة عشية اندلاع ثورة 25 يناير عام 2011.

وهنا للإنصاف أقول :أنه ليس بالضرورة أن يكون كل من شغل موقعاً عسكرياً متقدما في عهد نظام مبارك ، أن يكون فاسداً ومرتهناً لأمريكا ، فالرئيس الناصر شافيز في فنزويلا كان ضابطاً في عهد نظام تابع لواشنطن وخالد الذكر عبد الناصر كان ضابطاً في عهد الملك فاروق ، وكلاهما شكلا ظاهرة قومية وتقدمية على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وبالمقابل فإن العديد من أصحاب الرتب العسكرية الكبيرة ظلوا على ولاء للنظام الفاسد وسياساته ، ولم يغادروا دورهم كأدوات للسياسة الأمريكية.

لكن وفي ضوء مواقف السيسي المتأرجحة سياسياً ، منذ أن وضع حداً لنظام الأخوان المسلمين في مصر :

-        ما بين الانفتاح على موسكو من جهة ، وإبقاء الصلة قوية مع وزارة الدفاع الأمريكية " البنتاغون " رغم تضعضعها مع الرئاسة الأمريكية- التي انحازت بعد ثورة 30 يونيو للأخوان المسلمين –

-        وما بين انفتاحه الكبير على دول الخليج – باستثناء قطر – وحصوله على دعم سخي منها ، ما جعله يقدم وصفاً مميز لملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز ، "بأنه كبير العرب" .

-        وما بين عدم قطع صلته بالرعيل الفاسد لنظام مبارك.

-        وما بين اتخاذه موقفاً ضد التدخل العسكري الخارجي في سوريا وضد الإرهاب... كل ذلك جعله حتى اللحظة في موقف الواقف " في منزلة بين منزلتين " وهذا الموقف في " منزلة بين منزلتين " جعل بعض الناصريين يراهنون عليه ، إثر لقائه مع عبد الحكيم عبد الناصر نجل خالد الذكر وتقديمه وعود بأن يسير على خطى عبد الناصر ، بعد أن أشاد بتجربته على صعيد التصنيع والقطاع العام وعلى صعيد السياسة الخارجية .

-       

ثانياً : البرنامج :

المرشح الرئاسي حامدين صباحي في برنامجه واضح وضوح الشمس ، ويحدد مواقفه بكل وضوح حيال مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

1-      فقد حمل في برنامجه بشكل دقيق ومفصل أهداف ثورتي 25 يناير و30 يونيو في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية ورفض التبعية والتأكيد على دور مصر القائد والاقليمي في الدوائر الثلاث العربية والاسلامية والإفريقية ، إضافة إلى دورها المركزي في منظومة عدم الانحياز.

2-      وعلى الصعيد الاقتصادي :

= يطرح صباحي برنامجاً طموحاً قابلاً للتنفيذ بآفاق اشتراكية من خلال تركيزه على القطاعين العام والتعاوني دون إهمال القطاع الخاص ، ويؤكد على هيكلة النفقات والضريبة التصاعدية للحد من الفوارق الطبقية ، وعلى توصيل الدعم لمستحقيه ، وعلى التوزيع العادل للثروة.

كما ينطوي برنامجه على تعهد صريح بإسقاط سياسات النظامين السابقين وعلى تأسيس دولة ناجحة تنقذ المشروعات الوطنية .

= ويؤكد على عدم الاعتماد على المساعدات المادية النفطية ، ورفض المساعدات الأمريكية لتحقيق برنامجه.

= ويؤكد على استصلاح مساحات واسعة جداً من الأراضي وتوزيعها عل الفلاحين ليصار إلى تجميعها في وحدات زراعية إنتاجية كبيرة ، تحصل على الدعم والقروض الميسرة من الدولة .

= كما ينطوي برنامجه في شقه الاقتصادي على خطوات تأخذ طابعاً إجرائياً للحد من مشكلة البطالة عن طريق تمكين الشباب ، وفتح المشروعات الصغيرة على مستوى المحافظات.

3-      وعلى الصعيد الاجتماعي وقضايا الحريات والعدالة :

= يؤكد برنامجه على وحدة النسيج الاجتماعي وعلى محاربة الأمراض الاجتماعية الطارئة على المجتمع المصري وعلى مدنية الدولة، ويؤكد أن أولى أولوياته إنشاء مفوضية لمنع التمييز بين المصريين وتحقيق الوحدة والمواطنة ، وأن سيف القانون هو قاطع لأي محاولات للتمييز بين المواطنين .

= ويؤكد على مواجهة الإرهاب وأربابه بصرامة ، وببعد اجتماعي ، ما يعني أنه سيعمل على القضاء على البيئة الحاضنة للإرهاب ، من خلال التصدي لظاهرتي الفقر والبطالة ولظاهرة الجهل وتزييف الدين .

= يؤكد بشكل صارم على مسألة الحريات الديمقراطية ، ورفضه للقبضة الأمنية والقبض العشوائي ، وأنه سيعمل على إقرار قانون عادل للتظاهر ، وأنه لن يبق على قانون التظاهر سيئ السمعة والقمعي الذي يتمسك به السيسي.

ويؤكد في برنامجه وعلى الديمقراطية بشقيها السياسي والاجتماعي ، كما يؤكد على تعديل قانون التظاهر الحالي ، وعلى العمل على إطلاق سراح المعتقلين من المتظاهرين الذين لم تثبت بحقهم ممارسة العنف.

ويشرح صباحي رؤية برنامجه بشأن قانون التظاهر قائلاً : ـ "رؤيتنا: الأصل فى تنظيم حق التظاهر هو الإباحة وليس التقييد من قبل السلطات المعنية بتطبيقه، على أن يكون قرار الاعتراض على الداخلية وليس العكس من جانب المتظاهر، فإذا رأت وزارة الداخلية إن الأخطار بالمظاهرة سيسبب أضرارا على الناس ، عليها الطعن بقانونية التظاهرة أمام المحكمة وليس كما يحدث الآن بإلزام المتظاهر بالطعن".

= ويؤكد في برنامجه على انحيازه للفقراء وللعمال والفلاحين والصيادين ويسقط من معركته الانتخابية حلف الفساد والاستبداد الذي أسقطته ثورة 25 يناير ، ويقول صباحي بهذا الصدد : " لا تشرفني أصوات من يعتبرون ثورة 25 يناير نكسة لأن هؤلاء الفاسدين استفادوا من فساد النظام الأسبق ، ومعركتي ستكون معهم لو فزت بالرئاسة ".

= ويفرد في برنامجه مساحة واسعة لدور المرأة وحضورها المجتمعي في شتى المجالات ، كما يفرد مساحة واسعة للشباب لتحقيق حريتهم وكفال دورهم في بناء دولة ديمقراطية ناجحة .

4-      على صعيد السياسة الخارجية: من يقرأ مواقف وتصريحات صباحي بشأن السياسة الخارجية يصل إلى ما يلي:

= أنه يؤكد البعد القومي العربي في سياسة مصر الخارجية ، وعلى الالتزام بدعم نضال الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة في مواجهة الكيان الصهيوني ، وعلى الوحدة الوطنية الفلسطينية .

= يختار كلماته بعناية بصدد معاهدة كامب ديفيد التي ناضل ضدها منذ بدايات عمله السياسي وعمل على إسقاطها ، لكن لم تصدر عنه حتى الآن عبارة " الالتزام بها " إذا ما فاز بالرئاسة لكنه يؤكد على تعديلها بما يضمن السيادة المصرية الكاملة على سيناء وحرية حركة الجيش المصري فيها.

=يرفض رفضاً باتاً الاعتراف ( بإسرائيل)

= يؤكد على العلاقات المتكافئة مع بقية الدول العربية ومن ضمنها دول الخليج وفق القرار المصري المستقل ، ودور مصر السيادي والاقليمي.

= يؤكد على حل الأزمة السورية سياسياً ويرفض بقوة التدخل الخارجي في سوريا.

= يرفض بقوة التبعية السياسية والاقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية.

وبخصوص الطروحات الانتخابية للمرشح الرئاسي الآخر المشير عبد الفتاح السيسي فيمكن الإشارة إلى ما يلي :

1-لم يصدر عن السيسي أي برنامج انتخابي معلن ، رغم تشكيل لجنة لصياغة البرنامج برئاسة وزير الخارجية الأسبق في عهد حسني مبارك عمرو موسى ، لكن التسريبات الصادرة عن اللجنة واللقاءات والمقابلات الصحفية تشير إلى أنه :

= يؤكد على مدنية الدولة ، ومبادئ النظام الجمهوري ، ورفض الإقصاء ، وأهمية تجانس المجتمع ، ووحدة النسيج المصري ( انظر مقابلة الشروق المصرية مع الناشط السياسي المصري عمرو الشوبكي ، عضو لجنة صياغة برنامج السيسي بتاريخ 21 نيسان/ ابريل 2014 تحت عنوان " السيسي سينجح من الجولة الأولى)

= يؤكد على تحقيق حياة أفضل لجميع المواطنين المصريين من عيش وحرية وعدالة اجتماعية وكرامة إنسانية ، وعلى تحقيق الأمن والأمان والاستقرار السياسي واحترام حقوق الإنسان ، ومكافحة الفقر والبطالة ، وتحقيق عملية تحول ديمقراطي قائمة على التعددية السياسية وتداول السلطة ، واحترام الحقوق والحريات ، واستحداث خريطة إدارية واستثمارية جديدة لمصر.( انظر جريدة الشروق ، بتاريخ 20 مايو – أيار 2014 بشأن البرنامج الانتخابي المحذوف للسيسي )

لكن مشكلة السيسي ، أنه لا يستطيع التعبير عن أي برنامج حتى لو كتبه أهم الخبراء ولا يستطيع حمل أي برنامج ، بحكم فقره الثقافي ، فتراه يجيب على السؤال المتعلق بحل مشكلة الطاقة بتوفير " لامبات توفير الطاقة " ويجيب على السؤال المتعلق بالبطالة يالعمل على توفير آلاف عربات الخضار في المحافظات المصرية ليعمل الشباب العمل عليها .

ومشكلة برنامج السيسي ، تكمن في غياب المضامين الحقيقة والثورية لهذه الشعارات والعناوين ، فعلى سبيل المثال فإن القائمين على حملة السيسي الانتخابية يطرحون مبدأ العدالة الاجتماعية ، في سياق شكلي مختلف عن السياق الذي طرحته ثورتا 25 يناير و30 يونيو ، والذي عبر عنه منافسه ، فحمدين صباحي معني بالعدالة الاجتماعية على قاعدة التوزيع العادل للثروة ، وتكافؤ الفرص والحد من الفوارق الطبقية ، في حين يحصر السيسي العدالة الاجتماعية بخلق حالة من التنمية في بعض المحافظات في الصعيد وسيناء ، للحد من الهجرة من هذه المحافظات للمدن الكبرى بحثاً عن فرص للعمل .

= في لقائه مع المهندس عبد الحكيم عبد الناصر نجل خالد الذكر جمال عبد الناصر ومع بعض القيادات الناصرية أشاد بدور مصر القيادي في عهد عبد الناصر وأكد على ضررة عودة هذا الدور ، كما أشاد السيسي بتجربة عبد الناصر وإنجازاته في التصنيع و، وأكد على دعم الفلاحين المصريين ، وعلى دعم المرأة ودورها السياسي والاجتماعي ، وعلى دور الشباب وتحملهم المسؤولية.

كما أشاد لدرجة الافتتان بتجربة القطاع العام في عهد عبد الناصر ، وأن الحكومة التي ينتمي إليها " حكومة ابراهيم محلب "أدركت أهمية القطاع العام.

وعبارة " الحكومة التي ينتمي إليها أدركت أهمية القطاع العام " تدفعنا للشك في أن ما ذكره أمام القيادات الناصرية ، ما هي إلا بروجوجاندا وتكتيك لتمزيق التيار الناصري وسحب قسم كبير منه من حملة حمدين صباحي... كيف ؟؟

فحكومة ابراهيم محلب التي ينتمي إليها ، أعلنت عن موقف سلبي ومعادي للقطاع العام ، من خلال القانون الذي أصدرته تحت عنوان ( قانون تنظيم إجراءات الطعن على العقود ) والذي يصادر على إمكانية التقاضي لاسترجاع مصانع وشركات القطاع العام ، التي جرت خصخصتها في عهد نظام حسني مبارك ، وينص القانون الذي صادق عليه الرئيس المؤقت عدلي منصور " على عدم جواز الطعن على أية عقود تكون الدولة أو أحد أجهزتها طرفاً فيها " ، ما دفع العديد من المراقبين ومؤيدي القطاع العام ، إلى وصف القانون " بأنه الصفقة الحرام بين رئيس الوزراء ابراهيم محلب وملياريديرات الخصخصة ". ( انظر جريدة الموجز المصرية بتاريخ 28 ابريل – نيسان ، الصفقة الحرام بين رئيس الوزراء ابراهيم محلب وملياريديرات الخصخصة " تاريخ 28 ابريل – نيسان ، ص 6 )

كما أن تصريحات نبيل فهمي وزير خارجية الحكومة التي ينتمي إليها ويدافع عنها تشكك في مسألة اقتدائه بتجربة عبد الناصر في السياسة الخارجية... كيف ؟

فنبيل فهمي أعلن بصريح العبارة أن علاقة مصر بالولايات المتحدة الأمريكية أشبه بالزواج الكاثوليكي ، الذي لا تنفصم عراه ، وأن علاقة مصر بروسيا لن تكون بديلاً لعلاقتها بأمريكا؟؟!! ما يعني أن هذه الحكومة تقدس التبعية لأمريكا.

= ويؤكد السيسي على التزامه بمعاهدة كامب ديفيد مع الكيان الصهيوني.

= يؤكد السيسي على علاقة مميزة مع دول الخليج وعلى رأسها السعودية ، فقد وصف الملك السعودي " بأنه كبير العرب " ما يضرب هيبة الدولة ودورها القيادي المنتظر بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو .

ليس مثلبةً أن يقيم السيسي في حال فوزه علاقة متطورة مع دول الخليج ، وأن يبدي اهتماماً بأمن الخليج ، لكن المشكلة تكمن في ضرب السيادة المصرية والدور القائد لمصر ، ذلك الدور الذي جرى ضربه في عهد الرئيس البائد حسني مبارك وفي حقبة كامب ديفيد .

= يؤكد السيسي على رفض التدخل الخارجي في سوريا ، وعلى حل الأزمة السورية سياسياً ، وبالتالي لم يتماهى مع السعودية بشأن الموقف من سوريا ، رغم الدعم المادي الكبير الذي قدمته السعودية للحكومة المصرية بعد ثورة 30 يونيو وعزل الرئيس السابق محمد مرسي.

والشيء المحزن أن قيادات وكوادر ناصرية خذلت رفيق دربها حمدين صباحي وانضمت إلى حملة السيسي ، المدعوم بالمطلق من حلف الفساد والاستبداد في عهد مبارك .

فهاهو هو عبد الحكيم عبد الناصر يعلن البيعة للسيسي ، وها هو الكاتب حمدي قنديل يعلن أنه يؤيد كل ما جاء في برنامج حمدين صباحي لكنه سينتخب السيسي ؟! وها هو عبد الحليم قنديل الناشط السياسي الناصري ، والرئيس الأسبق لحركة كفاية وصاحب مقولة " قد نختلف مع حمدين صباحي ولكننا لا نختلف عليه " يعلن دعمه اللامحدود للمشير السيسي ، ويقترب من توصيفه " بأنه خليفة عبد الناصر "؟! ( جريدة القدس العربي ، مقال بعنوان : خطاب مفتوح للسيسي ، 30 مارس/ آذار 2014 )

وأخيراً : وباختصار شديد وفي ضوء ما تقدم ، فإن المقارنة بين البيئة السياسية لكل من صباحي والسيسي ، والمقارنة بين برنامج كل منهما ، تدفعنا إلى الاستنتاج التالي:

= بان صباحي معني بتحقيق أهداف ثورتي 25 يناير و30 يونيو ، كونه خرج من رحم الشارع الشعبي الثوري ، وكونه أحد قادة الثورتين البارزين ، ومن ثم فإن مصر الكبيرة تكبر ببرنامج صباحي في حال فوزه.

= وأن مصر ستراوح مكانها في حال فوز السيسي ، رغم بعض الملامح الإصلاحية في طروحاته الانتخابية .

[email protected]