الربيع العربي وثقافة الحمير؟!
تاريخ النشر : 2013-10-26 14:11

 فجأة قفز أمامي هذا العنوان :" ثقافة الحمير"... كي أعود إلى الكتابة من خلاله ، بعد توقف زاد على أربعة أشهر!!

منذ فترة توقفت عن الكتابة في الشأنين الفكري والسياسي؛ لأسباب عديدة ، ربما من أبرزها ما حدث ويحدث في مصر ...لأن ما حدث يفوق الخيال، خاصة أن مصر غدت مستهدفة ، والمطلوب أن تدمر كما دمرت العراق ولبنان وسوريا من بين دول الطوق العربي في مواجهة "إسرائيل"!!

لماذا ثقافة الحمير ؟

 صحيح أن الحمير ظاهرة اجتماعية مهمة، من خلال العلاقة بين الإنسان والحمار ، لكن هذه الحمير كظاهرة ثقافية تتصف بالغباء والجهل والدونية !!

يبدو أننا ابتلينا بعد الربيع العربي بثقافة المستحمرين ، هذه الثقافة التي تعتقد: "أن ما قبل الربيع العربي هو أفضل حالًا مما بعده" !!

هذا اعتقاد باطل ؛ فالربيع العربي كان وما زال ظاهرة إنسانية إيجابية بكل حذافيرها ..ومن كان يظن أن أعداء الربيع العربي( الأنظمة الفاسدة المهيمنة وحلفاءها) سيكونون أفضل حالًا مما هو عليه وضعهم الإجرامي الحالي فهم واهمون...!! ومن يظن أو يعتقد أن ظاهرة الربيع العربي تحولت إلى الجحيم العربي؛ فهو واهم أيضًا ؛ لأن التحولات التاريخية المهمة لا تكون ابنة ليلة وضحاها ، ومن ثمّ فإن عقارب الساعة لا يمكن أن تعود إلى الوراء؛ لذلك علينا أن نثق بربيعنا العربي ، وإن انتقدناه فلننتقده بأساليب علمية لا شتائمية تشاؤمية !!

ليس كل من ينتقد الربيع العربي يدخل ضمن ثقافة الحمير ؛فالربيع العربي مليء بالانتقادات والسلبيات... لكن علينا أن نعي جيدًا أنّ المهم هو "من يضحك أخيرً!!"؛ لذلك أعتقد أن ربيعنا العربي وضع علامة فارقة في تاريخ الأمة العربية ، وهي أنّ الشعوب العربية لم تعد ألعوبة بأيدي جلاديها...فصار بإمكان هذه الشعوب أن تعبر عن رأيها بكل ثقة وصراحة ، وصارت الديمقراطية أرفع شأناً مما كانت عليه في الماضي ، وغدا الخوف مستبعدًا في لغة الشعوب وآمالها!!

من هنا تبدو "ثقافة الحمير" ثقافة عنصرية، إقليمية، طائفية، مذهبية، قبائلية، تشرذمية، يائسة متشائمة منتهكة... وهي تضع على عينيها زجاجة سوداء، ترى من خلالها ربيعنا العربي كأنه كارثة حلت في جوف هذه الأمة الراكدة المستكينية!!

مرة أخرى، أعتذر عن استخدام "ثقافة الحمير" في وصف أولئك الحاطين من شان الربيع العربي ، واعتذاري ليس لهم ، وإنما للحمير التي أحترمها وأقدرها وأعلي من شأنها واقعًا ومتخيلاً