بدء التصويت في انتخابات برلمان إقليم كردستان العراق
تاريخ النشر : 2018-09-30 17:58

أمد/ أربيل- رويترز: بدأ الأكراد التصويت في انتخابات برلمانية في إقليم كردستان العراق شبه المستقل يوم الأحد ومن المتوقع على نطاق واسع أن يستمر الحزبان الرئيسيان في اقتسام السلطة رغم تنامي الاستياء.

وتأتي الانتخابات بعد عام من قيام الاقليم الذي يقطنه ستة ملايين نسمة بمحاولة فاشلة للانفصال عن بقية العراق في حملة قادها مسعود برزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني.

واحتفظ برزاني بقاعدة تأييد رغم سحق الحكومة في بغداد لمسعاه من أجل الاستقلال. والانقسامات داخل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني تشير إلى أن الحزب الديمقراطي الكردستاني يمكن أن تكون له اليد العليا في تحالف حاكم يضم الحزبين.

ولم تتمكن المعارضة الضعيفة من تحدي تحالف الحزبين الرئيسيين. ويهيمن الحزبان على الحياة السياسية الكردية منذ عشرات السنين.

وقالت حليمة أحمد (65 عاما) وهي تسير متكئة على عصاها في مدينة أربيل مقر حكومة إقليم كردستان العراق ”لا أعلم لمن سأدلي بصوتي لكن عائلتنا كانت دوما مؤيدة للحزب الديمقراطي الكردستاني. ابني سيختار لي مرشحا“.

وأدت محاولة الاستقلال الفاشلة في الإقليم الغني بالنفط إضافة إلى سنوات من الجمود السياسي وتوقف صرف الرواتب والفساد إلى تقويض الثقة في العملية السياسية وقلصت أعداد من يقبلون على التصويت في الانتخابات في الفترة الأخيرة.

وتقول أغلب الأحزاب الرئيسية إنها لا تتوقع أن يشارك أكثر من 40 بالمئة من الناخبين المسجلين البالغ عددهم 3.085 مليون في الانتخابات التي تستمر حتى الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي (1500 بتوقيت جرينتش). ومن المتوقع أن تصدر النتائج الأولية خلال 72 ساعة.

ويضم برلمان الإقليم 111 مقعدا منها 11 مقعدا تخصص للأقليات العرقية.

كان أداء الأحزاب الكردية ضعيفا في الانتخابات الاتحادية العراقية في مايو أيار وسط مزاعم عديدة اتهمت الحزبين الرئيسيين بالتزوير ولم تتأكد عند إعادة فرز الأصوات فيما بعد.

وضعفت حركة التغيير الكردية (كوران) المعارضة الرئيسية بسبب صراعات داخلية ووفاة مؤسسها وزعيمها نيجيرفان مصطفى العام الماضي.

وقال عمر محمود عبد الله (52 عاما) في مركز اقتراع في مدرسة شيرين في السليمانية معقل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني ”قصدت أن أدلي بصوتي مبكرا. أعطيت صوتي لكوران وآمل أن يتحقق الأفضل“.

وفي مركز اقتراع آخر في السليمانية قال المحامي حسن دالوش (65 عاما) أيضا إنه يدلي بصوته للمعارضة.

وأضاف ”لدي شعور طيب تجاه هذه الانتخابات إذا لم تزور. لكن الحزبين الموجودين في السلطة يرغبان دائما في التزوير فهو السبيل الوحيد لبقائهما في السلطة.

وتابع ”لن أصوت أبدا للأحزاب التي بالسلطة. اليوم أعطيت صوتي للمعارضة“.

وكان الاستفتاء على الاستقلال في سبتمبر أيلول 2017 قد وعد بوضع الأكراد على مسار إقامة وطن لهم وصوت نحو 93 بالمئة لصالح الاستقلال رغم الضغوط من الحكومة المركزية في بغداد والتهديدات من تركيا وإيران المجاورتان.

لكن رد فعل بغداد السريع بدد هذه الاحتمالات وقلص الحكم الذاتي في الإقليم. ورغم تحسن العلاقات مع بغداد خسر الإقليم الكردي أراضي وتراجعت استقلاليته الاقتصادية.

ورغم ذلك أبدى بعض الناخبين تفاؤلا بالمستقبل. وصل سالار كريم إلى مركز الاقتراع برفقة زوجته وطفليه وجميعهم يرتدون أفضل ثيابهم للمناسبة.

وقال كريم (50 عاما) ”هذا يوم تاريخي للأكراد“ وأضاف ”ننتخب برلماننا وهذا واجبنا. لدي شعور طيب تجاه اليوم“.