الديمقراطية: الإنجازات الكبرى للزعيم الراحل عبد الناصر لم تمنعه من الوقوع في أخطاء استراتيجية كبيرة
تاريخ النشر : 2018-09-29 16:56

أمد/ غزة : وجهت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، تحية التقدير والوفاء للزعيم الكبير جمال عبد الناصر في مرور 48 عاماً على رحيله في 28 سبتمبر 1970، ووصفته بأنه لم يكن مجرد رئيس لمصر العربية، بل كان زعيماً قومياً وأممياً عالمياً، احتل مكانته في الخارطة العالمية من خلال مواقفه المشهود لها في مقارعة الاستعمار والاقطاع والعدوانية الإسرائيلية الصهيونية، ودعمه لحركات التحرر للشعوب المغلوب على أمرها والتواقة للحرية في أفريقيا وأسيا وأميركا اللاتينية.

وقالت الجبهة لقد حقق الراحل الكبير لمصر وشعبها مشاريع استراتيجية كبرى، من أهمها تأميم قناة السويس، وبناء السد العالي في أسوان، وتوزيع الأراضي على الفلاحين، وبناء القطاع العام، والمصانع الثقيلة، ورفع مستوى معيشة المواطنين، وتوفير التعليم المجاني في مراحله كافة، ما أسهم إلى حد كبير في بناء الفئات الوسطى، وتأمين العلاج المجاني والاهتمام بصحة المواطنين، ما وفر حجماً كبيراً من العدالة الاجتماعية لأبناء مصر، وحررهم من قيود الملكية وهيمنة الإقطاع والقوى الرجعية.

وأشادت بالدور الذي لعبته مصر بقيادة عبد الناصر في دعم ثورة الجزائر، ودول شمال افريقيا، واليمن الجنوبي، والثورة في شماله، ومبادرته التاريخية لتأسيس م.ت.ف الائتلافية، التي شكلت كياناً معنوياً وسياسياً ائتلافياً موحداً لشعب فلسطين وممثله الشرعي والوحيد.

وشددت على أن انتصارات وانجازات عبد الناصر لا تعفيه من الأخطاء الكبرى التي ارتكبها في تجربته الرائدة، منها انفصال وحدة مصر وسوريا، وهزيمة حزيران 67 التي مازالت المنطقة تعيش بعضاً من تداعياتها، وقراره الإبقاء على حركة الاخوان المسلمين مقابل حل باقي الأحزاب، ومنها حلفاؤه الطبيعيون من قوى اليسار والتقدم في معاركه ضد الاستعمار والاقطاع والقوى الرجعية، ما عطل الحياة الديمقراطية في البلاد، وأتاح في المجال لولادة مراكز القوى والفئات البيروقراطية الطبقية العليا، التي ورثت حكمه وانقلبت عليه، برئاسة أنور السادات، وانحرفت في اتجاه معاكس، للتحالف مع الرجعية العربية والتيارات الدينية اليمينية، والانخراط في سياسة تبعية للولايات المتحدة ودمار نهوض مصر والتراجعات العربية، وصولاً إلى انتهاك مواقف الإجماع العربية لصالح حل ساداتي منفرد مع الكيان الإسرائيلي في كامب ديفيد، على حساب المصالح القومية العربية والحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا الفلسطيني.

وأكدت الجبهة أن الشعب المصري، وشعب فلسطين والشعوب العربية كافة، غفرت للرئيس والزعيم الراحل جمال عبد الناصر أخطاءه ووقفت على الدوام إلى جانبه، خاصة يومي 10 و 11 حزيران، برفض استقالته وتدعوه لمواصلة المسيرة نحو تحرير الأرض المحتلة، وانجاز الأهداف السياسية والاجتماعية لثورة يوليو 1952.