متى ينطق الرشاش جل جلاله..
تاريخ النشر : 2018-09-27 21:42

ألقي رئيس منظمة التحرير الفلسطينية خطابا من على منصة الأمم المتحدة يشرح فيه آخر التطورات ويضع العالم أجمع في صورة ما يجري على الأرض من استيطان وعدوان وتفلت إسرائيلي من كل المواثيق والاتفاقيات.

من المعلوم ان القضية الفلسطينية هي القضية إلام في العالم ومنها تشعبت كل القضايا الاخرى فلقد كان الكيان الصهيوني منذ الاعلان عنه غدة سرطانية تنفث بشرورها في المنطقة كلها وعمل الغرب الاستعماري منذ اكثر من قرنين على لاتهيئة للوجود الصهيوني في فلسطين وكانت "اسرائيل" الهدف الاستراتيجي الذي سيضمن مصالح الغرب الاستعماري كلها لاسيما وان البدء في تأسيس الكيان الصهيوني ترافق مع تفجر طاقة البترول في منطقة المشرق العربي.. فاصبح لزاما على الاستعماريين ترتيب كل شيء وفق المعطيين المترافقين النفط واسرائيل.

من هنا كانت القضية الفلسطينية معضلة المعضلات وام التعقيدات ومن الصعب ان يتم تفكيكها بقصد حلها جزءا بعد جزء.. ولهذا تبعثرت جهود الكثيرين الذين حاولوا الاقتراب منها فمنهم من اعتقد ان الكفاح المسلح طريق التحرير فانتهى الأمر به الى العجز او التراخي او الاقتناع بافكار اخرى ومنهم من ظن الوحدة العربية والاشتراكية وسواها م نشعارات فانتهى به الامر الى الانكفاء على بعده القطري او الفئوي ومنهم من راى حلها سيكون تحصيل حاصل لصراع البروليتاريا ضد البرجوازية المدعومة من النظام الرأسمالي والامبريالية فانتهى بهم الامر ان أصبحوا خدما في جمعيات الانجي اوز..

بعد هذا الفشل الذريع لأصحاب مشاريع التحرير والكفاح والنضال كان الكيان الصهيوني قد تمدد في الأرض وغير المعالم وأصبح دولة قوية في المنطقة يسعى لرضاها كثير من حكام العرب.. ويصل بها الغطرسة لإهانة المسجد الأقصى دونما رد او حمية من المسلمين.

هذا صحيح لكن غير الصحيح اعتقاد الكثيرين ان الهزيمة لحقت بالشعب الفلسطيني والعرب والمسلمين.. صحيح ان الرئيس الفلسطيني يخطب في الامم المتحدة وليس خلفه جيشا جرارا ولا اساطيل طائرات ولا شبكات حماية للاجواء والاراضي.. وليس خلفه ميزانيات ولا امكانات ولكن بالتاكيد انه يعرف وكل العالم يعرف ان شعب فلسطين حيوي ولن يكون الاستسلام نهجا يلتمسه في مواجهة العدو.. ان الكيان الصهيوني بما يزخر به من ازمات وتحديات محلية وموضوعية يعرف انه في حالة اشد خطورة مما تمر بفلسطين وشعبها..

الذي يجب ان يعرفه الجميع ان شعب فلسطين أعظم من قياداته وأعظم من أحزابه.. انه بما يكتنز من روح الرباط والبركة لن يستبدل كل الدنيا بحجر من فلسطين فليهنأ ميشيل عون وملك الاردن و كل المتخوفين من التوطين ان لا بديل عن فلسطين الا فلسطين.. وان حل الألم بفلسطين فقريبا يكون الفرج بعون الله عندما يزغرد الرشاش جل جلاله.