القيامة دائماً تبدأ هنا!!!
تاريخ النشر : 2014-05-24 00:09

أهلاً بكم قداسة البابا فرانسيس سيد الفاتيكان في زيارتكم التاريخية للأراضي المقدسة في دولة فلسطين، لبيت لحم مدينة الميلاد، للقدس مدينة القيامة، للناصرة مدينة البشارة.

 أهلاً بكل من يرافقونكم في هذه الرحلة، رحلة المحبة و السلام، و في مقدمتهم قداسة البطريرك الماروني مار بطرس بشارة الراعي سيد بكركي.

 كل عيون المؤمنيين في هذه المنطقة و العالم ستتابعكم، و كل القلوب ستهفوا إليكم إلى حيث البدايات، و المعجزات، و تجدد القيامة في الأرض، و المسرة في الناس، و انتصار السلام الحتمي على الكراهية و العنصرية و التعصب و الاحتلال و عربدة القوة الغاشمة.

 و لآن الله سبحانه و تعالى اختار أن يكون السيد المسيح بشارة فلسطينية و مشرقية، فإنه يسكن في أعماق قلوبنا مسيحيين و مسلمين على حد سواء، كنا دائماً معاً حفاظاً على ميراثنا الإنساني المقدس في مواجهة أعداء هذا الميراث مهما كانت الرايات التي يرفعونها، و بقينا على امتداد الأجيال نعتز بنا أراد الله لنا أن نكون، و لعلها معجزة أيضاً أن تحل أضواء زيارتكم التاريخية لبلادنا في وقت تحل فيه ذكرى معجزة كبرى، معجزة الإسراء و المعراج من البيت الحرام إلى المسجد الأقصى شقيق كنيسة القيامة، و صعوده من القدس إلى السماء، للتأكيد على معنى القيامة بأن تكون القدس طريق المؤمنيين عبر العصور من الأرض إلى السماء.

 يا فلسطين،

 قومي إلى الصلاة، قومي إلى الحياة

 توضئي و تطهري بذكرى الشهداء، بصمود الأسرى، بحنين اللاجئين إلى ذاكرة بيوتهم و قراهم و مدنهم التي أخرجوا منها بقوة الحديد و النار، لا لشيء سوى أن يقولوا ربنا الله، قومي على صوت الأذان و قرع الأجراس، و عبقرية الإيمان و الإخلاص بأن المخلص الأول السيد المسيح بدأت بشارته من هنا، و اكتملت تجربته هنا، حمل صليبه على ظهره و مشى في طريق الجلجلة هنا، و قام من موته هنا، و ها نحن على طريق القيامة نتقدم بخطوات واثقة بأن الله معنا، لأن الحق معنا، و لأننا على طريق هذا الحق الصامدون، مكافحون، مصرون، و معنا كل من يؤمنون بالحق و العدل في هذا العالم، و زيارة قداسة البابا فرانسيس لبلادنا و دولتنا، هي تأكيد ساطع على أن الحق ينتصر، و السلام يبقى في الأرض، و أن الظلم و العدوان و الاحتلال زائل مهما تشبث به أصحابه، الظلم زائل و الاحتلا زائل حتى و لو كره المعتدون.

 يا فلسطين قومي، تهيئي، فلقد حل أوانك، و حضر زمانك، و صدق وعدك، و أنبلج فجرك رغم عواء الليل و عربدة المعتدين.

 المسيح قام، حقاً قام

 و فلسطين تقوم، حقاً تقوم

 وطناً و دولة و هوية، و حضوراً بدورها، و سطوعاً لميراثها، و نصراً لمشوارها الطويل.

[email protected]

[email protected]