هجرة يهود فرنسا الى اسرائيل تبلغ أعلى مستوى منذ قيامها
تاريخ النشر : 2014-05-23 04:05

أمد/ تل أبيب : عندما طرح التاجر اليهودي الفرنسي دانييل فكرة الهجرة إلى إسرائيل للمرة الأولى قبل ثمانية أعوام حثه والداه وأصدقاؤه على العدول عن المجازفة.. لكنه الآن يقول إن بعضهم هم أنفسهم أصبحوا يفكرون في الهجرة.

ويعتزم دانييل (31 عاما) إغلاق متجر الأقفال وتصليح النوافذ الذي يملكه جنوبي باريس والانتقال في وقت لاحق من العام الحالي إلى إسرائيل التي بالكاد يعرف لغتها ولا تنتظره فيها فرصة عمل.

وقال دانييل الذي طلب عدم ذكر اسمه بالكامل خوفا من خسارة زبائنه، إذا عرفوا بنيته إغلاق المتجر في مقابلة: \\\"السبب الرئيسي بالنسبة لي هو الأزمة الاقتصادية.. والسبب الثاني هو معاداة السامية\\\" وفقا لما نقلته وكالة رويترز.

ويهاجر يهود فرنسا إلى إسرائيل بمعدل لم يسبق له مثيل، تاركين وراءهم ما يصفونه بجو عام طارد على نحو متزايد في طريقهم إلى إسرائيل التي تجذبهم إليها بتمويل حكومي مغري.

وتقول وكالة \\\"اجانس جويف\\\" التي ترصد هجرة اليهود إن 1407 يهود هاجروا من فرنسا إلى إسرائيل خلال ثلاثة شهور فقط هذا العام، مما يعني أن عام 2014 في طريقه ليصبح العام الذي شهد أكبر تدفق من يهود فرنسا على إسرائيل منذ قيامها عام 1948. وبلغ عدد المهاجرين اليهود من فرنسا إلى إسرائيل العام الماضي 3300 وهو ما يزيد بنسبة 73 في المئة عن عام 2012.

وهاجر يهود فرنسيون آخرون إلى الولايات المتحدة أو بريطانيا أو دول أخرى. وفرنسا بها أكبر عدد من اليهود في أوروبا ويقول المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا إن عددهم في فرنسا زاد بمعدل النصف منذ الحرب العالمية الثانية ووصل إلى نحو 550 ألفا.

وترصد الخدمة الأمنية للجالية اليهودية التابعة للمجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا \\\"حوادث معاداة السامية\\\" بدءا من الهجمات الجسدية إلى الكتابة على الجدران وتبلغ بها الشرطة الفرنسية. ورصدت الخدمة 423 من هذه الحوادث العام الماضي أي أقل من عددها في عام 2012 لكن العدد يبقى أكبر من متوسط تلك الحوادث خلال التسعينيات من القرن الماضي.

وقال دانييل الذي لا يضع أي رموز تشير إلى دينه، إنه يرى زيادة في مشاعر معاداة السامية خاصة على مدونات الكترونية ومنتديات دردشة تتبنى فكرا معاديا للسامية. وأضاف أنه لاحظ تعرض اليهود لسوء المعاملة عندما زار أقاربه في حي قديم بجنوب باريس كان يسكن فيه وأصبح مكتظا بالمهاجرين.

وقال: \\\"عندما كنت صغيرا كان أصدقائي من العرب أو السود ولم تكن لدي أي مشكلة معهم بل على العكس.. أما الآن فقد احتدت نظراتهم إلي، وكأننا نلعب لصالح فريقين مختلفين\\\".

وبينما \\\"تطرد معاداة السامية\\\" المزيد من يهود فرنسا فإن اقتصاد إسرائيل القوي يجذبهم. ونما الاقتصاد الإسرائيلي 3.3 في المئة العام الماضي مقابل 0.3 في المئة للاقتصاد الفرنسي.

وقال دانييل إن الأعباء تزايدت عليه بسبب الضرائب الفرنسية والقيود، حيث انخفضت مبيعاته الشهرية التي وصلت إلى نحو عشرة آلاف يورو (13700 دولار) إلى نحو نصف هذا المبلغ خلال الشهور الستة المنصرمة.

وأضاف: \\\"أردت تغيير موقع واجهة متجري للترويج لمزيد من الأعمال، لكن استصدار الأوراق اللازمة وحده كلفني ألف يورو بين أجر المحامي وتكلفة التسجيل الرسمي.. إنه أمر مرهق\\\".

وستدفع إسرائيل ثمن تذكرة الهجرة إليها وخدمات التوظيف إلى جانب عام من التدريب على العبرية في إطار برنامج حكومي توسع العام الماضي لجذب المهاجرين اليهود. ويهدف البرنامج لجذب 42 ألف يهودي فرنسي بحلول عام 2017.

وقد لا تكون الحياة في إسرائيل سهلة بالنسبة للوافد الجديد. وعادة ما يتوجه المهاجرون الفرنسيون إلى مجتمعات بعينها خاصة نتانيا وهي ضاحية ساحلية تقع شمالي تل أبيب. لكن أسعار المنازل في نتانيا تساوي أسعار السكن في أغنى الأحياء في باريس، مما يعني أنها ستبقى بعيدة عن دانييل.

وقال دانييل بعدما التقى مرة ثانية بمستشار في اجانس جويف: \\\"الذهاب إلى إسرائيل يعني التضحية.. سأضطر للبدء من الصفر. ولكن بالنسبة لأطفالي عندما يصبح لدي أطفال.. أعتقد أن الوضع سيكون أفضل\\\".