عاصفة في إسرائيل بسبب.. الصين!
تاريخ النشر : 2014-05-22 21:28

أمد/ تل ابيب: \\\"هذه بداية النهاية للحركة الصهيونية\\\"، بهذا الإتهام خرج الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الخارجية الاسرائيلية \\\"الموساد\\\"، أفرايم هليفي، بعد الكشف عن بيع شركة \\\"تنوفا\\\" (وتعني بالعبرية \\\"حالِبـَة\\\")، لشركة تملكها الحكومة الصينية. وجاء ردّ هليفي ضمن عاصفة من النقد والرفض اجتاحت المجتمع الإسرائيلي بسبب قرار البيع، ممّا حدا بإدارة الشركة الصينية إلى إصدار بيان باللغة العبرية للمواطنين الاسرائيليين تطمئنهم فيها بأن الصفقة لن تغير شيئا في عمل الشركة.

وكانت الصفقة الضخمة قد وقعت صباح الخميس بين شركة \\\"برايتفود\\\" المملوكة من قبل الحكومة الصينية، وبين شركة \\\"كيرن آيفاكس\\\" الاسرائيلية التي تدير \\\"تنوفا\\\"، أكبر شركة للمواد الغذائية في إسرائيل، فأصبحت الصين تملك  54% من الأسهم بقيمة 2.5 مليار دولار. وغرض الشركة الإسرائيلية البائعة هو الربح المالي، حيث تقدر قيمة أرباحها في الصفقة  1.2 مليار دولار (اشترت الأسهم قبل 12 عاما بقيمة 1.3 مليار دولار). ولم تكتف الصين بهذه الأسهم فأعلنت أنها تدير مفاوضات مع شركة \\\"مشكي غرانوت\\\" الإسرائيلية التي تملك 23% من الشركة بغرض الإنضمام إلى الصفقة.

ويعود تاريخ شركة \\\"تنوفا\\\"، إلى بدايات القرن العشرين عندما كانت الحركة الصهيونية تعمل على نقل عشرات ألوف اليهود من أوروبا للإستيطان في فلسطين، ومنذ ذلك الوقت وهي تعتبر عملاقة المواد الغذائية الإسرائيلية التي يرتبط تاريخها بتاريخ الحركة الصهيونية. فقد تأسّست عام 1926 كشركة تعاونية من 13 مزرعة لكيبوتسات وقرى تعاونية صهيونية. وستواصل هذه التعاونيات امتلاك 23% من أسهم الشركة، كما هو الحال اليوم.

ويشير بيان هذه التعاونيات الى أنّ المبدأ التوجيهي للشركة، هو العمل العبري المنظّم، والامتداد للفكر والرؤيا الصهيونية، سيستمر. وأنّ شركة تنوفا، التي لاءمت نفسها مع النموّ في الاقتصاد الإسرائيلي والعالمي، وتتعامل في العشرين سنة الأخيرة  كشركة قابضة ماليًّا، ستظل كما هي.

يذكر أنّ شركة تنوفا هذه تملك عقد احتكار لمجال الألبان في إسرائيل. في السنوات الأخيرة، يصل متوسّط الأرباح ربع السنوي إلى نحو 30 مليون دولار؛ معظمها من مبيعاتها في سوق الألبان.

وبناءً على ذلك، يحذّر الكثيرون في إسرائيل من أنّ بيع الشركة للأيدي الصينية قد يضرّ بالمصالح القومية الإسرائيلية، حيث أنّ شركة \\\"برايتفود\\\" مملوكة للحكومة الصينية نفسها، والآن سيكون معظم سوق المواد الغذائية الإسرائيلي خاضعًا للمصالح الصينية. وحذّر رئيس الموساد الإسرائيلي، إفرايم هليفي، قائلاً: \\\"تنوفا هي أكبر شركة مواد غذائية في البلاد، ومن الصواب أنّ تكون شركات المواد الغذائية الكبرى في كلّ البلاد تحت سيطرة جهات محلّية، وليس تحت سيطرة حكومة أجنبية\\\". وأضاف هليفي: \\\"منذ هذه اللحظة لدى الصين ممتلكاتها الخاصة بها، وستستغل هذه الممتلكات لأهدافها الاقتصادية والأمنية\\\".

وبالمقابل، عبّرت صحيفة \\\"إسرائيل اليوم\\\"، المحسوبة سياسيّا على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، عن دعمها للصفقة. وأشارت الى أنّ نتنياهو يطمح إلى توسيع العلاقات التجارية بين إسرائيل والصين، ومن المرجّح أنّ هذه الصفقة قد سبّبت له ارتياحًا كبيرًا. وكتب المعلّق الاقتصادي للصحيفة، حازي شطرنليخت: \\\"يشكل الاستعداد لدفع المليارات مقابل شركة تنوفا إطراء للاقتصاد الإسرائيلي\\\". ومع ذلك، فقد انتقد حقيقة أنّ هذه المناورات المالية أدّت إلى عدم جني إسرائيل للأرباح من الضرائب على الصفقة.