لماذا المصالحة الأن........!؟
تاريخ النشر : 2014-05-21 18:47

بعد اتفاقيات أوسلو وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية ليس هناك شك بأن الوضع الإقليمي والدولي هم من أهم العوامل التي تؤثر في القضية الفلسطينية وترسم توجهاتها , وتحيك نسيج العلاقة الفلسطينية الداخلية والفلسطينية الإقليمية بما يتناسب مع الضغوطات والاحتياجات المالية للسلطة والتي تستخدم عادة كوسيلة ضغط فعالة على السلطة للابتزاز السياسي وعصر ما يمكن من تنازلات سياسية وإستراتيجية لصالح العدو الصهيوني , كذلك الوضع بالنسبة لسلطة قطاع غزة فبعد تورطها في انتخابات 2006 وتشكيلها الحكومة في ظل الاحتلال تعرضت لضغوطات كبيرة معرقلات على طريقها , مما دعاها لتشكيل تحالفات إقليمية داعمة لها مادياً وسياسياً وأثر ذلك على مواقفها وأطروحاتها , وتأثرت بالتأثرات الإقليمية المتتالية الحادة مما جعلها محاسبة على تصرفات حلفائها وانعكس ذلك عليها فتعرضت لحصار وعزله خانقة مادياً وسياسياً عقب التغيرات السياسية في المنطقة.

لذا فإن الرهان الحالي على الركوب في سفينة المصالحة ينقذ فطبي الانقسام من المأزق الحاد الذي هم بهي الأن كما يروق هذا التقارب بهذه الطريقة الغير متكافئة للأمريكان والرباعية لأنها تجمع القطبين تحت مظلة أوسلو السياسية ودايتون المادية ويمهد الطريق لانطلاقة أوسلو جديد وبنظرة مختلفة ومجحفة أكثر في حق الشعب الفلسطيني

وصف للحالة العامة

إن الحالة الفلسطينية العامة تأثرت سلبا وبشدة من الانقسام الفلسطيني سياسياً واجتماعياً واقتصادياً , وأصبحت التربة خصبة للتدخلات الخارجية في الشأن الداخلي الفلسطيني الذي دفع ثمنها المواطن الفلسطيني الذي كان هو الضحية وهو الذي دفع الثمن الباهظ اقتصادياً واجتماعياً ودماً , والتي لم يتأثر بها القادة والزعماء بل إزدادوا ثراءاً ونفوذاً , مما أدى إلى نقمة حادة في الشارع الفلسطيني وإلى شرخ اجتماعي وطبقي واضح وشوهت التركيبة الطبقية والثقافية وخصوصاً في قطاع غزة الذي حمل جميع تابعيات الانقسام البغيض في كافة جوانب الحياة وحوصر حصارا مريرا.

الضبابية والتعميم

لم نعلم كيف كانت آلية التفاوض بين قطبي الانقسام وكيف رسمت معالم هذا الاتفاق ومن هي الجهة المحركة مما جعل معرفة ما حصل ضمن حدود التخبط والتكهنات , لكن حضور موسى أبو مرزق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس من مصر رغم الحظر المفروض على تحركات الإخوان ودخول عزام الأحمد والوفد المرافق له من معبر إيرز يشير إلى المباركة المصرية والإسرائيلية لهذه الخطوة وهذا ما يؤكد وجهة نظري السابقة ويمكنني التكهن بأنها ضمن صفقة إقليمية تشارك بها جميع القوى السياسية ومنها جماعة الإخوان المسلمين.

انفراد فتح وحماس في ملف المصالحة \\\" استثناء الفصائل\\\" رغم أن الاتفاق نص على أن يبدأ الرئيس ابو مازن مشاوراته مع جميع القوى والفصائل الوطنية خلال خمس أسابيع لتشكيل الحكومة، وان تدعى لجنة للاجتماع لتفعيل منظمة التحرير خلال الأسابيع الخمسة لتضع نتائجها أمام الرئيس ليصدر مرسومين بتشكيل الحكومة وموعد الانتخابات، الا أنه وحتى اللحظة لم يتم مشاورة الفصائل بحسب الاتفاق ونجد أن فتح وحماس انفردوا في صياغته دون مشاركة الآخرين.

التوقعات والنتائج

لكي أكون صريحا إن اتفاق المصالحة بهذا الشكل يعد مكسباً مادياً واجتماعياً لكنه سيكون المسمار الأخير في نعش المقاومة وسينعكس على الوضع السياسي الفلسطيني الدولي والإقليمي على ترسيم فقرات الاتفاق النهائي مع الصهاينة