إسرائيل تزرع إعتذار و تحصد تطبيع
تاريخ النشر : 2014-05-21 10:47

وضع اردوغان بعد حادث اعتداء سفينة مرمرة في 31-5-2010 ثلاث شروط لعودة العلاقات مع إسرائيل وهى : 
1- اعتذار رسمى من اسرائيل
2- تعويض لاهالى الشهداء
3- رفع الحصار عن قطاع غزة
كان موقف يستحق التقدير لانه رفع من مكانة تركيا من خلال فرض شرط الاعتذار الرسمى من قبل اسرائيل و اعاد الاعتبار لاهالى الشهداء بوضع تعويض مالى مرتفع يتناسب مع مكانة الشهداء و رفع من معنويات اهالى قطاع غزة عندما وضع رفع الحصار شرط اساسى لعودة العلاقات .
لو بقى الاصرار على تلك الشروط لكان الامر في وضعه الطبيعى و بقيت الاعتبارات السابقة مصانة لكن اسرائيل اخترقت تلك الشروط بمساعدة الرئيس الامريكى باراك اوباما عندما زار اسرائيل و قام بالتوسط بين اردوغان و نتنياهو من خلال اعتذار هاتفى في مارس 2013 وهو في العرف الدبلوماسى منقوص ما لم يكن مكتوب و مرسل من قبل وزارة الخارجية هذا اول اختراق و الثانى عندما توصلت لجنة التعويضات الى تعويض اقل بكثير مما كان مطروح من قبل تركيا اما مسالة رفع الحصار فقد اكدت المصادر الاسرائيلية ان هذه المسالة ليست مطروحة و ان اتفق على ادخال بعض السلع لاستكمال بناء المستشفى التركى و بعض السلع الضرورية.
المهم في الامر لماذا توقيت اعلان اردوغان هذه الايام عن قرب عودة تطبيع العلاقات مع اسرائيل هذا سؤال مهم لان اسرائيل تقرا الاحداث في تركيا و المنطقة و تعرف ما يدور و دائما تستغل الاحداث لمصلحتها فهى تعرف ان اردوغان يعانى من ضغوط داخلية ابتداء من احداث تقسيم الى قضايا الفساد التى كادت ان تعصف بحكومته الى التسجيلات الصوتية المسربة بالاضافة الى الاضرارالتى لحقت بالاقتصاد التركى من جراء الازمة السورية و عين تركيا على الغاز الاسرائيلى المكتشف لتصبح محطة رئيسية لنقل الغاز من إسرائيل الى اسواق اوروبا وهى تعرف ان اردوغان يريد ان يحارب فتح الله غولن بعودة العلاقات لتحييد اللوبى اليهودى في امريكا وايضا رغبة تركيا بالدخول بقوة على مسار القضية الفلسطينية كوسيط سلام 
اسرائيل تعرف كل ما سبق لكن هدفها من عودة العلاقات هو 
- عودة التنسيق مع تركيا لمواجهة الازمة السورية و تداعياتها 
- خوف اسرائيل من غياب التنسيق الامنى مع تركيا بوصول المعلومات الحساسة لدى تركيا لاطراف معادية 
- عودة اسرائيل الى مناورات نسر الاناضول و استغلال الاجواء التركية للتدريبات العسكرية 
- استكمال العقود السابقة لتحديث المعدات العسكرية التركية 
- ايقاف الملاحقة القانونية لاسرائيل
اذا اردوغان عندما قبل الاعتذار بالتليفون و التعويض المنقوص و عدم رفع الحصار كان يهدف للخروج من ازماته اما الولايات المتحدة هدفت من وراء الوساطة الى عودة بعض الهيبة لها من خلال عودة علاقات الحليفين الاستراتيجيين المقربين لها لمواجهة التعاون الروسى الايرانى في المنطقة 
اما اسرائيل عندما زرعت الاعتذار كان عينها على حصاد التطبيع

الكاتب : باحث في الشأن التركي