فيديو للحلقة كاملة..باسم يوسف يعود لـ"البرنامج" والحلقة تثير عاصفة من الجدل
تاريخ النشر : 2013-10-26 08:10

امد/ القاهرة: ضرب باسم يوسف بتخمينات جميع من تربصوا به وانتظروا سقوطه وتحيزه "عرض الحائط" إما لمعارضي 30 يونيو أو مؤيديها فيفقد مصداقيته، وقام يوسف في أولى حلقات برنامجه بتقديم فقرة ساخرة عن الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع ومقولاته الشهيرة في خطاباته.
كما سخر يوسف أيضا من خطابات الرئيس عدلي منصور وقصر مدتها، وحقيقة عدم ابتسامه في خطاباته، وكشف تخبط الجميع؛ سواء من أنصار الإخوان والرئيس المعزول محمد مرسي أو مؤيدي 30 يونيو والسلطة الحاكمة الآن حول تعريف 30 يونيو، وهل هي "ثورة" أم "انقلاب" أم موجة ثانية من الثورة، وإن كان انقلابا فهل هو انقلاب "ناعم" أم "خشن"؟!.
وكشف يوسف في حلقة اليوم من برنامج "البرنامج" تخبط ومزايدة كل طرف في تقدير أعداد المؤيدين لموقفه لدرجة أن المزايدة في الأرقام فاقت العدد الحقيقي للشعب المصري بـ 25 مليون مواطن.
وفي سياق الحلقة أيضا كشف يوسف بطريقته الساخرة جميع من تمسحوا في ثورة 25 يناير عقب نجاحها في الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك في 2011، ثم هاجموها بعد نجاح الشعب في 30 يونيو في الإطاحة بحكم مرسي والإخوان، حتى أنهم وصفوا من شارك في ثورة يناير بأنهم عملاء وخونة، وأنها لا يمكن أن توصف بثورة، بل مؤامرة "أمريكية - إخوانية - صهيونية".
وشهدت الحلقة أيضا توضيح ردود الفعل المبالغ فيها من قبل الإعلاميين الكبار المؤيدين لـ 30 يونيو، عقب بيان عزل مرسي، ومزايدتهم في تأييد ما حدث لدرجة مبالغ فيها تصل للتمثيل والبكاء.
ولم ينس يوسف في مستهل حلقته أن يقدم فقرة تمثيلية تسخر ممن تربصوا به بسبب توقف البرنامج الفترة الماضية، والشائعات التي أطلقوها حول منعه وأنه أدى دوره المطلوب منه ولن يعود، وإن عاد سينافق الفريق السيسي والسلطة الحاكمة حاليا.
وقدم يوسف خلال الحلقة استعراضا غنائيا ساخرا جسد الموقف في مصر منذ ثورة يناير وحتى الآن، وتخبط جميع من على الساحة السياسية لدرجة جعلت الشعب تائها حسب رؤيته.

وفيما يمكن اعتباره امتداد لحالة الاستقطاب السياسى الحاد التى تشهدها مصر، أثارت الحلقة الجديدة لبرنامج الإعلامى باسم يوسف "البرنامج"، التى عاد بها على قناة "سي بي سي" بعد توقف استمر عدة أشهر، جدلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعى بين معجب ومنتقد لما تضمنته.
فبمجرد انتهاء عرض الحلقة بدأت التعليقات تنهال على مواقع التواصل الاجتماعى حولها، وظهرت النقاشات، التى كان بعضها حادا، حيث رأى البعض أن الحلقة جاءت على غير توقعات المشاهدين الذين انتظروها على مدى شهور، معتبرين أن باسم بدا وكأنه يبحث عن موضوع بصعوبة ليقدم استعراضا للمشاهدين، وأنه لم يستطع اختيار الموضوعات التى توقعها المشاهدون لمناقشتها، بل تجاوز فى الفقرات التى قدمها إلى حد عدم وصول المشاهدين لهدف الحلقة، حتى إنها أصابت المشاهدين بالإحباط، على حد قولهم.
فى الوقت نفسه عبر آخرون عن إعجابهم الشديد بالحلقة، بل اتهموا من انتقد باسم بأنه من الفلول، واعتبروا أنه وفريق البرنامج استطاعوا تجسيد حالة الانقسام التى يشهدها المجتمع المصرى، ورؤية الأشياء نفسها بمعايير مزدوجة، مؤكدين أنه امتلك الجرأة لنقد الجميع، وأنه كسب الرهان وتحدى كل من توقعوا أن يغير خط برنامجه، وأنه لن يستطيع تناول أى من القيادات الحالية ومن هم فى السلطة كما كان يفعل مع الرئيس المعزول محمد مرسى.
وعبر تعليق أحمد حسين عن ذلك، حيث كتب: "النهارده بعد حلقة باسم يوسف تحس ان الفيسبوك اتشقلب على بعضه".
الدكتور عبد الله زلطة، أستاذ الإعلام، عبر فى تصريحات لـ"بوابة الأهرام" عن اندهاشه مما تضمنته حلقة "البرنامج"، معتبرا أنها كانت بلا هدف، ولا مضمون "إلا التطاول على الرموز" على حد قوله.
وقال زلطة: "هناك فهم خاطئ لمفهوم الحرية لدى كثيرين.. لأن الحرية مسئولية ولابد من استخدامها بشكل يفيد المجتمع، وليس معنى أن البرنامج ساخر أن يكون بلا هدف أو مضمون"، مشيرا إلى أن الحلقة حملت تناقضا، على حد وصفه.
وأضاف أستاذ الإعلام: "ليس من حق باسم أن يتعرض بإسفاف لرموز مصر الشرفاء، فهناك خط أحمر لاحترام هيبة وكيان الدولة المصرية"، وتساءل زلطة: "وكيف يسمح مالك قنوات "سى بى سى" بهذه التجاوزات، فالحرية مسئولية.  
من جانبها عبرت الفنانة آثار الحكيم، خلال اتصال هاتفى مع "بوابة الأهرام"، عن غضبها من الحلقة، مطالبة باسم يوسف بأن ينقد كما يشاء، ولكن بحدود، مضيفة: "أعترف بأنه موهوب ومبدع، وأنا بالفعل من معجباته، ولكن حدودنا ولغتنا وثقافتنا لا تسمح بما قدمه فى حلقته".
وتساءلت آثار الحكيم: "ما هذا المستوى من الإيحاءات المتدنية وهذا الكم منها؟، خصوصا اللقطة الأخيرة"، واعتبرت أن ذلك كان شيئا فجا وتخطى كل الحدود المقبولة فى عاداتنا وأخلاقياتها وتاريخنا وتراثنا، وتابعت: "ما يقدمه باسم لا يحدث فى البيوت المصرية، وأعتبره إفلاسا"، على حد قولها.
وأضافت: "أعترف بأن الأوبريت كان رائعا، ولكن امتلأت الحلقة بالإيحاءات المتجاوزة عن شخصيات هى بالفعل محترمة، وتعدى حدوده على رموز وطنية حقيقية وشديدة الاحترام".
واتفقت الكاتبة لميس جابر فى انتقاد حلقة باسم يوسف قائلة: حزنت بسببها، حيث كان باسم سيئا للغاية، ويدعو إلى التفرقة وإلى الرأى الواحد، فوجدته ضد الجيش وليس ضد النظام، وكان عليه أن يتطرق إلى الجهاز التنفيذى، ألا وهو الوزارة، وكنت أتوقع أن ينتقد أداءها فلو فعل ذلك لكان أفلح، لكنه سقط سقط إعلامية عندما هاجم الفريق السيسى الذى يكن له الشعب كل احترام وتقدير، ولا نقول إن الفريق السيسى فوق حد هجوم، ولكن هذا ليس وقت الهجوم عليه إعلاميا، فقد خسرت قناة سى بى سى كثيرا، وسوف تخسر أكثر لو استمرت فى ذلك، خصوصا أننى أشتم رائحة غريبة فى برنامج البرنامج، ولابد أن تكون المؤسسات والأجهزة الوطنية خارج النقاش والسخرية المضحكة"، على حد قولها.
من جانبها أبدت الفنانة غادة عبد الرازق، التى ظهر لها مقطع فى حلقة باسم يوسف، امتعاضها من حلقة البرنامج، وقالت: "لم يكن سليما أن يتم انتقاد الزعيم الذى أنقذ مصر أو السخرية منه، فكيف يمكن التعدى على رموز مصر، ولا أخجل من قولى إنه لابد أن يكون هناك خط أحمر، وألا نتجاوز مع رموز تشرف مصر، وأدعو كل الإعلاميين الشرفاء إلى أن يتخذوا موقفا تجاه ما حدث من تجاوزات فى حق رموز مصر الشرفاء بدعوى أنه برنامج ساخر".

وقال باسم يوسف، بعد عودته لتقديم برنامجه "البرنامج" في موسمه الثالث، بعد غياب استمر لمدة 100 يوم: "في البرنامج بنلاقي نفسنا تحت ضغوط، مش من السلطة، دي مقدور عليها، المزاج العام في البلد جعلها لا تتقبل اختلاف الآراء، وظروفنا الداخلية وعلاقتنا الأسرية حالة لا تسر، إزاي تخلي الناس تضحك".
وأضاف "باسم"، أنه لا يعجبه تصنيف المواطنين، لافتا إلى أنه لن يكون فى صف من كفروه وعلقوا له المشانق وطالبوا بحبسه، كما أنه ليس مع النفاق والتأليه والفرعنة، وتكرار نفس الأخطاء التى حدثت لمدة 60 عاما. وأرفض الدعوة للحرب الأهلية وانشقاق الجيش، وضد التخوين والترهيب والقبض العشوائي وعنف الأجهزة الأمنية ضد المواطنين، وصعب تجاهل ظلم وحبس الناس، واستحالة أقف مع السعداء بقتل المواطنين العاديين.