لوبان: إذا فزنا في الإنتخابات الأوروبية سنخرج فرنسا من الاتحاد الأوروبي ونلغي العمل باليورو
تاريخ النشر : 2014-05-20 10:30

أمد/ باريس – وكالات : حملت مارين لوبان زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي ما أسمتها مسؤولية الفوضى الأمنية التي تغرق فيها ليبيا حاليا لدوره في الإطاحة بنظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي.

وقالت مارين لوبان إن ‘ساركوزي دمر ليبيا وخربها وتسبب في زعزعة الاستقرار في غرب أفريقيا وقريبا في أوروبا بسبب تحول ليبيا إلى دولة تغرق في الفوضى الأمنية وتسبح فوق بحر من الأسلحة’.

وقالت رئيسة حزب الجبهة الوطنية المتطرف :’ الاضطراب الذي تسبب فيه ساركوزي لليبيا بلغت تبعاته عدة دول أفريقية واوروبا باتت أيضا مهددة اليوم في استقرارها وأمنها، لأن عصابات تجارة السلاح استفادت كثيرا ولا زالت تستفيد من اضطراب الوضع الأمني في ليبيا’.

وتستخدم زعيمة اليمين المتطرف ورقة ‘الاضطراب الأمني في ليبيا’ في حملة حزبها الذي يخوض سباق انتخابات البرلمان الأوروبي، حيث يسعى للفوز بعدد كبير من المقاعد في المؤسسة البرلمانية الأوروبية ما يؤهله لتنفيذ أجندته لإخراج فرنسا من عضوية الاتحاد الأوروبي بما في ذلك اتفاقية ‘شينغن’ لتنقل الأشخاص والبضائع، والتخلي عن العملة الأوروبية الموحدة ‘اليورو’ لصالح العودة إلى العمل بالفرنك الفرنسي.

وفي هذا الإطار تقول مارين لوبان : ‘ حتى الآن يوجد أكثر من 600 ألف شخص في الانتظار في ليبيا لتحين فرصة الوصول إلى أوروبا،لذلك فإن كل من يدعم اتفاقية شينغن ويدافع عنها في نظري يتحمل مسؤولية الكوارث الإنسانية التي يشهدها المتوسط حين تتحرك عشرات الزوارق والمراكب التي تحمل فارين ولاجئين ومهاجرين سريين نحوأوروبا يوميا هربا من جحيم الفوضى الأمنية في ليبيا’

ويخوض حزب الجبهة الوطنية المتطرف بزعامة مارين لوبان انتخابات البرلمان الأوروبي التي تشهدها القارة العجوز الأحد المقبل، حيث تتكهن استطلاعات الرأي في فرنسا أن يتصدر حزب لوبان نائج الانتخابات متقدما على الحزب الاشتراكي الحاكم وكذلك حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية اليميني.

ويلقى شعار حزب مارين لوبان في الانتخابات الاوروبية ‘نعم لفرنسا لا لبروكسل’ تجاوبا واسعا من قبل الفرنسيين الناقمين على الحزب الاشتراكي الحاكم وعلى الاتحاد الأوروبي بسبب تدهور وضعهم المعيشي وتراجع قدرتهم الشرائية، حيث يعتقد 59 في المائة من الفرنسيين وفق استطلاعات الرأي أن الوحدة الأوروبية وعملة ‘اليورو’ سببان رئيسيان لتدهور اقتصاد بلدهم.

وعن مغزى اختيار حزبها لشعار مناوئ للاتحاد الأوروبي تقول مارين لوبان: ‘نقول لا لنظام بروكسيل الأوروبي لأنه حمل لنا ديمقراطية أقل وبطالة أكبر ومشاكل أكثر مرتبطة بالمهاجرين وحالة اللا أمن، وفي نفس الوقت نقول نعم لفرنسا لأننا نحب بشكل عميق بلدنا وهويتنا وسيادتنا،نحن نريد أن تكون اوروبا مبنية على تعاون ذكي تحتفظ فيه كل دولة أوروبية بسيادتها واستقلالية قراراتها’.

وفي سؤال لـ’القدس العربي’ بخصوص اجندة حزبها في حال تصدره نتائج الانتخابات البرلمانية الأوروبية كما تتكهن بذلك استطلاعات الرأي في فرنسا قالت مارين لوبان: ‘إذا ما فزنا في الانتخابات البرلمانية الأوروبية أول خطة سنعتمدها هي العمل من اجل إخراج فرنسا من أوروبا بما في ذلك ‘شينغن’ و’اليورو’،بحيث سنعمل على إلغاء التزام فرنسا بالإتفاقيات الأوروبية خاصة اتفاقية ماستريخت المؤسسة للاتحاد الأوروبي لسبب بسيط هوأن الفرنسيين صوتوا عام 2005 ضد المعاهدة الأوروبية، لكن صوتهم صودر ولم يسمع،55 في المائة من الفرنسيين حينها قالوا لا لأوروبا في الاستفتاء لكن الأحزاب الفرنسية التقليدية أي الاتحاد من أجل حركة شعبية والحزب الاشتراكي خانا الفرنسيين وألغوا رأيهم الدستوري الذي عبروا عنه في صناديق الاقتراع،وما سنفعله نحن هوأننا سنعيد ترتيب الأمور بما يحترم رأي الشعب الفرنسي الرافض للنظام الأوروبي الذي لم يحمل لنا إلا المشاكل’.

وبخصوص تحذير الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند من عواقب كارثية على الاقتصاد الفرنسي في حال خرجت فرنسا من أوروبا اتهمت زعيمة حزب الجبهة الوطنية المتطرف الرئيس أولاند والحزب الاشتراكي الحاكم الذي ينتمي إليه بما أسمته ‘إرهاب الفرنسيين وترويعهم من خلال اللعب بورقة تخويفهم من تبعات خروج فرنسا من الاتحاد الأوروبي على اقتصادها’.

وقالت: ‘في الواقع الكارثة التي يتحدث عنها السيد هولاند هي التي يعيشها اقتصادنا في الظرف الراهن بسبب عضويته في أوروبا، ألا يرى هولاند وحزبه الوضع الاقتصادي المريح الذي تعيشه بريطانيا وسويسرا والنرويج بسبب عدم انخراط هذه الدول في الوحدة الأوروبية، هذه الدول فضلت البقاء خارج نظام منطقة اليورووخارج الاتحاد الاوروبي وبالتالي حالهم الاقتصادي أحسن،هذا لا يعني أنهم لوحدهم بل إنهم أحرار في قراراتهم وحين نكون كذلك نمتلك القدرة على الدفاع على المصالح الوطنية هذا ما لم تفهمه الأحزاب التقليدية الفرنسية التي لم تعد تثق في فرنسا’.

واضافت: ‘هذه الانتخابات مهمة جدا لأنها منحتنا الفرصة لنخبر الفرنسيين بحقيقة أوروبا وما تحمله لمعيشتهم من مساوئ، الاتحاد الأوروبي يسير في اتجاه سيء وكل استطلاعات الرأي تظهر بشكل واضح حالة عدم الرضى من الفرنسيين تجاه الاتحاد الأوروبي وشخصيا أسمع هذا الرأي دائما ومباشرة من أفراد الشعب الفرنسي حينما ألقاهم في هذه المدينة أوتلك،وهورأي يظهر مدى تفطنهم وذكائهم لأنهم فهموا الكثير من الأمور خلال السنوات الأخيرة وبأن أوروبا هي سبب رئيسي لتردي وضعهم المعيشي وتراجع قدرتهم المعبشية،لقد فهموا أيضا وجود رابط كبير بين الاتحاد الأوروبي والتدفق الكبير للمهاجرين على فرنسا’.

وبخصوص اتفاقية شينغن تقول مارين لوبان: ‘الجميع في فرنسا يشتكي اليوم من أفواج المهاجرين التي اجتاحت فرنسا لأنه بفضل اتفاقية شينغن التي اعتمدت من قبل جميع الأحزاب الفرنسية باستثناء حزبنا فقدنا السيطرة على حدودنا ولم نعد نمتلك القدرة على ضبطها، كل مواطني الدول الفقيرة في أوروبا كرومانيا وبلغاريا بات بمقدورهم التنقل بكل حرية داخل أوروبا لينتهي بهم المطاف داخل فرنسا’.

وعن حجم وعدد المهاجرين الذين يدخلون فرنسا بطريقة غير شرعية أعلنت مارين لوبان عدم وجود أرقام في هذا المجال باستثناء ارقام المهاجرين الذين يدخلون أوروبا بشكل قانوني.

وقالت: ‘ أرقام المهاجرين السريين لا نعرفها بالتحديد لكن أرقام المهاجرين الذين يدخلون بلدنا بشكل قانوني كل سنة تصل إلى 200 ألف مهاجر بغض النظر عن من يتولى مقاليد الحكم من اليسار أومن اليمين، يعني أن ساركوزي وفرنسوا هولاند حددا نفس الهدف وهوإغراق بلدنا بالمهاجرين،نسبة كبيرة من المهاجرين السريين تدخل اولا إلى أوروبا وبعدها تتجه بكل حرية مباشرة نحوفرنسا، وأرقام الاتحاد الأوروبي تقول إن اكثر من 10 في المائة من جوازات السفر المزورة التي تم ضبطها هي فرنسية،و10 في المائة من التأشيرات المزورة التي تم ضبطها هي فرنسية’.