لك المجد ايها الالم العظيم !!
تاريخ النشر : 2014-05-13 21:13

راسي يكاد يلامس السماء ، أنا طفل النكبة الذي صحوت من نومي مذعورا في فجر الخامس عشر من ايار عام 1948 على صوت انفجارات قذائف الهاون \\\"المورتر\\\"وشهيق النيران التي اشتعلت في بناء بيتنا الواسع في قرية السوافير الشمالي ، فهربنا من فاجعة الموت الى اطراف القرية اعتقادا انها ليست سوى سويعات ثم نعود !!!ولكن المنفى فتح اشداقه المتوحشة وتطاولت دروبه التائهة من الزمن فاخذنا الى حيث لا نهاية ،لنكتشف بعد ان نستفيق ان نكبتنا الفلسطينية اكبر الف الف مرة من النكبة لانها حدثت بفعل فاعلين ، هم اقوى الاقوياء في زماننا ، صنعوا خطييئة اكبر من فظاعات كل الخطايا ، اكبر من كسوف الشمس وخسوف القمر وانجراف القارات وازمنة الطوفان ،لانها كانت مقصودة ومتعمدة ومخطط لها بكل اتقان ومحشود لها كل عناصر الحقد والقوة ،ونحن لسنا سوى شعب صغير ، وادع ،يعيش في وطنه الذذي كان اول ارض اشرق عليها تاريخ الانسان ، مر علينا كل الانبياء وكنا هنا ففي هذه الارض قبلهم ، ولكن الذين ارتكبوا الخطيئة الكبرى ،والذين صنعوا نكبتنا والتي هي اوجع الف الف مرة من النكبة ، انكرونا ونحن احياء ، خنقوا صوتنا ونحن نصرخ ، شطبوا اسمنا عن الخرائط السياسية ، سكنوا بيوت مدننا التي كانت موجودة قبل ميلاد التاريخ ، واكلوا من ثار اشجارنا وحنطة حقولنا ولكنهم ادعوا اننا لم نكن هنا قط ،وججدنا هنا بالصدفة ولم يعد المكان يحتملنا منذ الان ، وعلينا ان نعترف بانه لا شيء لنا ،لا وطن ولا ذاكرة ، وان المنافي القريبة والبعيدة ستكون كفيلة بنا ، وستسرق ملامحنا وينتهي كل شيء !!!

راسي يكاد يطاول السماء انا طفل النكبة ، بعد ست وستين سنة على اكتمال الخطيئة الخارقة ، لانني انتمي الى شعب لم يبرع شعب مثله في عبقرية القيامة ، انا الفلسطيني الذي استفقت من الصدمة لاجدد اسمي مسروقا ، وصوتي مخنوقا ، وتركة ابي موزعة على المتقاسمين ، ودمي معجونة به فطيرة الفصح الكبير ،وققد اعدوا لي غيابا لا يشبهه غياب اخر .

ثم ها انا ذا احضر في الاحتفال ، بل انني سيد الحضور ومركز المعادلة ، ماذا تفعلون بي تذروني مع هبوب الريح اكون قوة الانتشار وبذور النار !!!وتضغطونني بقسوتكم وغبائكم العنيد فاكون سر الانفجار !!!! هل ترون ؟؟؟ لم تنته الحكاية محصننا بعبقرية الالم ،ومسقولا كسيف الله بعبقرية التجربة ، ومضاءا بقوة الحق وعدالة المسعى ، ها انا ذا امامكم قائما من موتي وحاضرا من غيابي ، ها انا ذا اطرح عليكم الاسئلة من جديد لتكون اسئلتي اول الكلام واخر الكلام .

بعد ست وستين سنة عل النكبة التي هي افظع من كل النكبات نتهرب دولة اسرائيل الى العربدة والجنون ، خوفا من الاسئلة الفلسطينية البسيطة ، تكتشف ان اسمها الذي سجلته في دفتر المواليد المزور عام 1948 للم يعد مناسبا ولا كافيا ولا صادقا ولا امنا !!! وتكتشف ان عربدة القوة لها حدود ، وان الخرافة تسقط من عرشها الوهمي تحت اقدام الحقيقة الفلسطينية !!! واننا لم نطلب الكثير ، كنا هنا دائما فلماذا لا تعترفون اننا هنا ؟؟؟ لسنا نحن الذين صنعنا حكاية اضطهادكم فكيف تصالحتم مع الذين ساموكم سوء العذاب ثثم ها انتم تصصرخون في وجوهنا كالاشباح الشريرة بان علينا ان ندفع الثمن ؟؟؟

كنا هنا منذ الازل ، ولم نمت حين اكتملت شروط الموت ، ولم ننسى حين اصبحت الذاكرة عبئا ثقيلا ، فلماذاا لا تقرون بما اتفقتم عليه ،واين تهربون من حقنا العادل الذي يلاحقكم في حالة الانتشار او حالة الانفجار ؟؟؟

بعد ست وستين سنة عللى نكبتنا ، المجد لك ايها الالم العظيم لانك علمتنا الاسماء جميعا والاسرار جميعا ، علمتنا ان نحيا وان نحضر وننادي ونطالب ونصر عللى تصحيح الخطيئة الكبرى التي ارتكبت بحقنا ،لا نريد انتقاما ولا ثأرا ولا كراهية ، نريد ان نقوم بدولتنا الفلسطينية في فلسطين وان تكون القدس عاصمتنا كما ارا لها الله ان تكون حقا ، بوابة الناس من الارض الى السماء.

[email protected]