التجسس الإسرائيلي على الولايات المتحدة: جاسوس في قنوات التهوية
تاريخ النشر : 2014-05-10 18:49

أمد / واشنطن : بعد أن نشرت المجلة الأمريكية \\\"نيوزويك\\\" مؤخرا تقريرا يتهم إسرائيل بتجاوز الخطوط الحمراء في التجسس على الولايات المتحدة، نشرت المجلة اليوم، السبت، تقريرا آخر يعرض شهادات أخرى أدلى بها كبار المسؤولين في الأجهزة الاستخبارية الأمريكية عن نشاط إسرائيل التجسسي في الولايات المتحدة.

ورغم نفي إسرائيل لادعاءات المسؤولين الأمريكيين، إلا أن التقرير الجديد يظهر تأكيدات مسؤولين في الأجهزة الاستخبارية تفيد أن إسرائيل تنفذ عمليات تجسس ضد أهداف أمريكية منذ عقود، وأنها لا تزال تواصل ذلك، ولكنها \\\"تحظى بمعالجة خاصة من سلطات القانون الأمريكية تعفيها من العقاب\\\".

ويتناول التقرير الجديد تصريحا لمسؤول أمني أمريكي سابق، وصف بأنه مطلع على تفاصيل التجسس، يقول فيه إن التجسس الإسرائيلي في الولايات المتحدة يجري على نطاق واسع منذ سنوات. وأكد على أن المزاعم الإسرائيلية بوجود \\\"رائحة لاسامية\\\" في إثارة القضية لا أساس لها من الصحة.

وقال: \\\"ليس لذلك أي علاقة باللاسامية. هناك علاقة لذلك بالسؤال لماذا يعالج ذلك بقفازات حريرية، بينما لو فعلت ذلك اليابان أو الهند، وبهذا المستوى، لثارت فضيحة\\\".

وأشار المسؤول نفسه إلى حادثة، كمثال على عمليات التجسس، فقال إنه عندما مكث نائب الرئيس الأمريكي في حينه آل غور، قبل 16 عاما، في إسرائيل، كان ينتظره جاسوس في قنوات التهوئة.

وقال: \\\"فحص عناصر الاستخبارات السرية الأمريكية الغرفة التي كان يفترض أن تكون مخصصة لآل غور، ثم غادروها وبقي واحد فقط. وفي ظل الهدوء الذي ساد الغرفة تمكن من سماع ضجة في فتحة التهوئة، وعندها لاحظ أن رفوف فتحة التهوئة تتحرك من الداخل، وفجأة خرج منها شاب إلى الغرفة. وعندها تظاهر بالسعال، فعاد الشاب إلى فتحة التهوئة\\\".

ووصفت \\\"نيوزويك\\\" ذلك على أنه شهادة على علاقات \\\"frenemies\\\"، التي تجمع بين الأصدقاء والأعداء، وأنه نظرا لأن إسرائيل هي التي فعلت ذلك، وليس دولة أخرى، فقد تم إسكات القضية بسرعة في الولايات المتحدة.

كما أشارت إلى تصريحات كبار المسؤولين في الأجهزة الاستخبارية التي جاء فيها أن عملاء إسرائيليين يتجسسون على ضباط في سلاح البحرية الأمريكية عندما ينزلون إلى شواطئ حيفا، وعلى كبار المسؤولين في صناعات الفضاء، وعلى علماء أيضا.

كما أشار التقرير إلى أنه تكرر استدعاء دبلوماسيين إسرائيليين في واشنطن لتقديم توضيحات وتوجيه التوبيخات لهم من قبل \\\"FBI\\\"، منذ منتصف سنوات التسعينيات، وبعد أن تعهدت إسرائيل بعدم التجسس على الولايات المتحدة في أعقاب فضيحة الجاسوس جوناثان بولارد. وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر استدعي مسؤولون إسرائيليون عشرات المرات وطلب منهم وقف أعمال التجسس، ولكن تمكن الإسرائيليون في كل مرة من التملص من العقاب الذي اقتصر على التحذير فقط.

 

وبحسب التقرير فإنه وبغض النظر عن مدى شدة لهجة التوبيخ في الحديث مع الإسرائيليين، إلا أن الأخيرين لم يتأثروا. ونقل عن مسؤول استخباري أمريكي سابق قوله: \\\"لا يمكن فهم الإسرائيلي. من غير الممكن ببساطة فهمهم. فأنت تضبطهم متلبسين، فيهزون بأكتافهم ويقولون: حسنا.. هل هناك شيء آخر؟\\\".

وجاء في التقرير أن وكالات الأمن والاستخبارات الأمريكية تبقى كل الوقت تحت رقابة اللوبي الإسرائيلي في الكونغرس وفي الصناعات الأمريكية. ونقل عن مسؤول كبير قوله إنه كان عليهم اتخاذ جانب الحذر لدى توجيه تحذيرات لجهات رسمية أمريكية تنوي السفر لإسرائيل، وأنهم كانوا يتلقون اتصالات هاتفية غاضبة من أعضاء في الكونغرس بسبب التحذيرات الأمنية بكل ما يتصل بالسفر إلى إسرائيل.

كما كتب التقرير أن ممثلين عما يسمى بـ\\\"المديرية لتطوير وسائل القتال والبنى التحتية\\\" الإسرائيلية يحاولون إغراء شخصيات أمريكية مهمة بزيارة إسرائيل، وخاصة العناصر الاستخبارية الأمريكية بحجة أن لديهم أسبابا منطقية للتواجد في مناسبات وأحداث مرتبطة بقضايا الأمن. وقال مسؤول استخباري أمريكي: \\\"كان ذلك غطاء جيدا للتجسس الصناعي\\\"، مشيرا إلى أن السذاجة التي كان يبديها علماء أمريكيون كانت مذهلة.

وبحسب المصدر الاستخباري نفسه فإن الإسرائيليين وقحون بما يكفي ليجعلوه هو نفسه هدفا. فيشير إلى أنه عرض عليه، بعد إلقاء محاضرة في حفل للصناعات الأمنية، بأن يزور إسرائيل وتدفع له كل تكاليف الزيارة.

ويضيف المصدر أن هدف الإسرائيليين هو دفع \\\"رجل الاتصال\\\" إلى الخروج من الولايات المتحدة، وعندها \\\"يقدمون له النبيذ، ويستضيفونه على موائدهم، لدراسة مواطن ضعفه، بما في ذلك عرض السموم والنساء عليهم\\\".