خطأ السيسى وصباحى
تاريخ النشر : 2014-05-08 11:29

أعتقد أن مرشحى الرئاسة الحاليين لم يتنبها لضرورة وجود خبير علاقات عامة ضمن فريق المستشارين وهذا واضح جدا فى تعامل المرشحين مع وسائل الإعلام المختلفة.
وظيفة هذا الخبير فى الحملات الانتخابية الرئاسية هى تكوين صورة إيجابية عن المرشح الذى يعمل لصالحه فى أذهان الناخبين، وفى الوقت نفسه بلورة أفكار المرشح ووضعها فى أطر بسيطة وسهلة ومباشرة تجعلها أكثر قبولا وفهما من قبل العامة.
ومن وظائف خبير العلاقات العامة فى الحملات الرئاسية تدريب المرشح على التعامل مع وسائل الإعلام، واختيار المناسب منها، وتوقع الأسئلة التى يمكن أن تطرح عليه ووضع الإجابات المناسبة حتى لا يفاجأ بسؤال غير مستعد له ويقع فى المحظور.
منذ سنوات اقترحت على صديقى المسئول الكبير الاستعانة بخبير فى هذا المجال لتدريبه على مواجهة المشاركين فى مؤتمر شعبى كبير، وكان يتوقع هجوما شرسا من معارضيه بسبب مشاكل كبرى فى وزارته، فوافق وشاءت الظروف أن أحضر جلسة التدريب.
بدأ الخبير بتحديد الملابس التى سيرتديها المسئول يوم المؤتمر، ثم قام بمراجعة الخطاب ليدخل عليه تعديلات ويقدم نصائحه (قل هذه الجملة بصوت مرتفع.. وتلك بصوت منخفض.. وكرر هذه الجملة ثلاث مرات.. وأطرق بيدك على الطاولة برفق حين تقول هذه الجملة وهكذا) وأخيرا ناقش معه كل الأسئلة التى يمكن أن يطرحها الحضور عليه مقترحا إجابات مناسبة لها بما فى ذلك أسئلة قد تتناول ذمته المالية أو وجود فساد فى وزارته.
فى اليوم التالى تلقيت مكالمة من صديقى المسئول يقول فرحا (لقد صفق لى الحضور بحرارة كما لم يصفق لأى مسئول آخر، وجاء عقب الجلسة من يقول لى إنك رجل محترم).
لقد كان صديقى بالفعل رجلا محترما ولكن خبير العلاقات العامة جعل هذا الاحترام يظهر بشكل واضح للجميع.
الحملات الانتخابية عملية معقدة تستهدف التأثير فى الناخبين وإقناعهم، وخبير العلاقات العامة مثل «الجواهرجى» الذى يختار القطع المناسب لقطعة الألماس الخام لتبدو فى أروع صورة لها.
عن الاهرام